لماذا العرب لا يريدوننا في سوريا؟

لماذا العرب لا يريدوننا في سوريا؟

Pipeline

هذا عنوان لمقال شيق كتبه روبرت ف. كنيدي الابن، وهو ابن السيناتور الأميركي السابق روبرت كنيدي شقيق الرئيس الأميركي السابق جون كنيدي، في صحيفة واشنطن بوست. وللتذكير روبرت كنيدي الأب هو الذي اغتيل على يد الفلسطيني سرحان بشارة سرحان في شهر يونيو 1968 أثناء حملته الانتخابية، ولم يعرف حتى يومنا هذا السبب الحقيقي وراء الاغتيال. المقال طويل ويعود بنا إلى عام 1957 وإلى ألاعيب السياسة الأميركية ومغامرات وكالة الاستخبارات الأميركية «سي آي إيه» في المنطقة وخصوصا في سوريا. في جزء من المقالة يتكلم كنيدي بإسهاب عن الأسباب الحقيقية التي أشعلت الحرب في سوريا، التي على ما يبدو لا دخل لها ولا ترتبط بأحداث الربيع العربي التي بدأت في عام 2011 كما يظن الكثير منا. سلسلة الأحداث بدأت كما يسردها كنيدي في عام 2000 عندما بدأ التخطيط لبناء خط أنابيب بطول 1500 كيلومتر لنقل الغاز القطري عبر السعودية والأردن وسوريا وتركيا إلى أوروبا، بتكلفة 10 مليارات دولار. المشروع كان سيربط قطر بالسوق الأوروبية مباشرة ويمنحها الهيمنة في سوق الغاز العالمية ويخلق لتركيا مصدر دخل جديدا ويجعلها محطة أساسية للوقود من آسيا الى أوروبا. لقد حظي مشروع خط الأنابيب بدعم العديد من الدول الخليجية والأوروبية لما يحققه من أهداف اقتصادية وسياسية، اقتصاديا كان سيوفر لتركيا وأوروبا مصدرا رخيصا للطاقة، وهي التي تستورد ما يقارب %70 منها من روسيا، وسياسيا كان المشروع سيكفل خروج أوروبا من تحت رحمة روسيا التي تزودها بـ %30 من الغاز، كما سينهي اعتماد تركيا كليا على الغاز الروسي التي تستورد معظم احتياجاتها منه، ناهيك عن محاصرة إيران وتقليص نفوذها في المنطقة خصوصا بعد تمدد نفوذها في العراق.
روسيا اعتبرت المشروع تهديدا مباشرا لوجودها ونفوذها في المنطقة، وخطة من حلف الناتو لخنق الاقتصاد الروسي وزعزعة لوجودها في الشرق الأوسط. في عام 2009 أعلن الرئيس السوري بشار الأسد رفضه التوقيع على المشروع حفاظا على مصالح حليفه الروسي في المنطقة. المراسلات السرية بين الأطراف المستفيدة من المشروع تشير إلى ان قرار التحريض والثورة على الأسد أخذ مباشرة بعد قيامه برفض التوقيع، وكان قرارا بالإجماع، وقد أكد ذلك موقع ويكيليكس عبر الملفات التي نشرها عن سوريا، وبين قيام وكالة المخابرات الأميركية في 2009 بتمويل جماعات المعارضة السورية مباشرة بعد الرفض السوري للمشروع. أما الربيع العربي المشؤوم فلا ناقة له ولا جمل فيما يحدث في سوريا.

فيصل محمد بن سبت
نقلا عن القبس الكويتية