ثروات المنطقة.. الهدف الرئيسي وراء محاربة الغرب لتنظيم الدولة

ثروات المنطقة.. الهدف الرئيسي وراء محاربة الغرب لتنظيم الدولة

1024x576xc26fcb2dfa54404b911fdf875932e6ff.jpg.pagespeed.ic.mozeeLUk4c

يلوم رئيس أساقفة الكنيسة السريانية الكاثوليكية، بالموصل، يوحنا بطرس، المجتمع الدولي ويتهمهم بالفشل في حماية المسيحيين في المنطقة، أو كما قال: “نحن نشعر بأن السياسيين تخلوا عنا”.

ويحاول مسيحيو الكنيسة السريانية الكاثوليكية الاستقرار في ضواحي أربيل القاحلة، بعد عامين من المنفى القسري، وحتى الآن لا تزال كنائسهم وذكرياتهم تحت قبضة تنظيم الدولة، منذ أن فروا إلى عاصمة كردستان العراق في منتصف عام 2014.

وفي حديثه مع الصحيفة حول الوضع في أربيل، يقول يوحنا بطرس: “لا زلنا نشعر بالخوف”.

وتواصل الصحيفة حوارها مع رجل الدين، وتطرح عليه الأسئلة التالية:

س: بعد عامين في المهجر، هل هناك أمل في العودة؟

ج: “للأسف لا، لقد فقد الناس الثقة في الحكومة العراقية لأنها لم تحقق أي تقدم على أرض المعركة، كما يخيم على الجميع إحباط كبير، وعلى الرغم من استقرار العديد في كردستان العراق، بدأت بعض العائلات في التنقل إلى الأردن ولبنان وتركيا، كما استقر نحو ألفي شخص في فرنسا، بسبب اليأس من عودة الأوضاع على ما يرام”.

س: هل تفكك مسيحيي الكنيسة السريانية الكاثوليكية لا زال مهددًا بالتفاقم؟

ج: “هذاصحيح.. نحن أمام كارثة كبرى، فتراثنا مهدد بالانقراض وبالإضافة إلى ذلك يسعى تنظيم الدولة إلى طمس آثاره، كما أنه يتم استقطاب الناس الذين غادروا المكان وإقناعهم، بتبني طقوس أخرى، وإن لم نتحرك لفعل أي شيء، فإن الكنيسة السريانية الكاثوليكية ستختفي من الخريطة”.

س: هل ترى أن حملة استعادة الموصل ستؤتي ثمارها؟

ج: “لقد تعهد التحالف الدولي باستعادة الموصل، لكنه لم يوضح كيف سيفعل ذلك أو ما هو مصير تراثنا الديني في المنطقة، وعلى ما يبدو، فإن عودة المسيحيين هو أمر مستحيل، إضافة إلى ذلك، فإن مسيحيي الموصل مصدومين من الوضع الكارثي الذي يعيشونه، وقبل العودة إلى ديارهم يجب أن يشعروا أولاً بأن هناك حكومة قادرة على السيطرة على الوضع وضمان حقوقهم، كما أننا كذلك في حاجة إلى ضمان دولي، فنحن لا نثق في الجيش”.

س: ماذا تمثل الموصل بالنسبة لكم؟

ج: “الموصل هي مركز كنيستنا، لديها تاريخ طويل مرتبط بإيماننا وديننا، وهي المكان الذي درست فيه وتخرجت منه، وكان حدث اقتحام تنظيم الدولة لمركزنا أمر كارثي بالنسبة لنا”.

س: صحيح أن التراث المسيحي كان ضحية هجمات تنظيم الدولة في المنطقة، فهل تملك معلومات حول وضعه الحالي؟

ج: في واقع الأمر، لا نملك معلومات دقيقة حول الوضع الحالي، لكن بلغنا أنه تم تدمير الصليبان المعلقان خارج الكنيسة، كما أنه يتم استغلال المعابد كمرافق خاصة بعناصر تنظيم الدولة، وإضافة إلى ذلك، تم تدمير أماكن تعود إلى القرن الرابع ميلادي، وغالبًا ما يبحث أتباع تنظيم الدولة عن إذلالنا لأنهم يعرفون أن الناس لديهم علاقة وثيقة جدًا مع هذه الآثار”.

س: هل يقوم المجتمع الدولي بما فيه الكفاية لحماية المسيحيين في المنطقة؟

ج: “نحن لا نشعر بدعمهم؛ فكل من الاتحاد الأوروبي أو حكوماته لا يبذل أي مجهود من أجلنا، كما نشعر بأن السياسيين قاموا بإهمالنا وهم الآن لا يعيروننا أي اهتمام”.

س: حسب رأيك، مَن يقف وراء تكوين تنظيم الدولة؟

ج: “أولئك الذين ساهموا في ولادة تنظيم الدولة، يعرفون أنفسهم جيدًا، لكن تجدر الإشارة هنا إلى أن الغرب عندما باشر حربه ضد تنظيم الدولة لم يحركه وضع المسيحيين في المنطقة، ولم يكن قلقًا تجاه احتمال تغيير خارطة الديانات في العالم؛ إنما حركته الثروات المتواجدة في المنطقة”.

س: يبدو واضحًا في كلامك أنك توجه نقدًا لاذعًا تجاه السياسيين الغربيين.. لكن السؤال الذي يطرح هنا هو “هل تتحمل الولايات المتحدة مسؤولية ما يجري في العراق”؟

ج: “بالطبع، لديها مسؤولية كبيرة؛ ففي بداية الأمر أطاحت بنظام صدام حسين ومن ثمَّ سمحت بتواصل فراغ في السلطة، وقبل الغزو، صحيح أننا كنا نعاني من بعض المشاكل، إلا أنه كانت لنا علاقات طيبة مع جيراننا، كما أن كل المشاكل بدأت منذعام 2003، ويمكننا القول إن الولايات المتحدة الأمريكية هي مَن دمرت العراق”.

س: هل يجب أن يكون هناك تعويض على أخطاء الماضي؟

ج: “الولايات المتحدة لم تفعل أي شيء في العراق، والآن يقول قادتها أن الحل بيد القادة العراقيين، وأمام غياب العديد من الحلول، وبحثًا عن حماية أنفسهم، بدأ العديد من الشبان المسيحيين في التدريب مع القوات العراقية للمساعدة في تحريرالموصل”.

س: ما الذي تنتظره في المستقبل؟

ج: “كل ما نأمله هو العودة إلى ديارنا، فينبغي أن تتواصل حياتنا في المكان الذي يتواجد فيه تراثنا، فتلك الحجارة هي التي تحافظ على تاريخنا”.

الموندو – التقرير