بعد إطلاق الجيش الشيعي.. إيران تضع الشرق الأوسط على حرب موسعة

بعد إطلاق الجيش الشيعي.. إيران تضع الشرق الأوسط على حرب موسعة

xC70EBE61-4707-406A-9392-352FE7EADC1A_w987_r1_s.jpg.pagespeed.ic.jQPpQc5QGs

يفيد محللون بأن إطلاق الحكومة الإيرانية “جيش التحرير الشيعي المتحد” يساهم في إيصال إشارات تفيد بأن طهران تعمل على توسيع نفوذها السياسي والعسكري في منطقة الشرق الأوسط، ودورها في النزاعات الجارية فيه، على أسس طائفية.

وصرح طلحة عبدالرزاق، باحث في معهد الاستراتيجية والأمن في جامعة إكستر، في حوار له مع الصحيفة، بأن “استخدام معرّف شيعي لتسمية الجيش الجديد، هو استخدام لمصطلح طائفي، ما يساهم في تأجيج التوترات الطائفية في المنطقة”، وأضاف أن “إيران تعمل على فرض نفسها كقوة إقليمية وإمبريالية.”

وصرح القائد العسكري المخضرم، المسؤول عن القوات الإيرانية في سوريا، الخميس المنصرم، بأن هذه القوة الجديدة تهدف للعمل في الدول العربية، ويشكّلها عدد كبير من المسلمين الشيعة، غير الإيرانيين، في مختلف أنحاء المنطقة.

وأفاد الجنرال محمد علي الفلكي، قائد نخبة الحرس الثوري الإيراني، في مقابلة مع وكالة “مشرق” للأنباء، بأن هذه القوة العسكرية الجديدة تهدف إلى التركيز على ثلاث جبهات، اليمن وسوريا والعراق. وأشار أن الحرس الثوري يقود القوات الشيعة المهيمنة في سوريا، التي تضم المقاتلين القادمين من باكستان والعراق وسوريا ولبنان.

وأضاف فلكي، أحد المحاربين القدامى في إيران والعراق، والذي عاد بعد تقاعده إلى القيادة العسكرية الإيرانية المتمركزة في سوريا، أن “القوات المنتمية لهذا الجيش لا تضم فقط الإيرانيين. نحن نعمل على تنظيم القوات المحلية، وتجنيدها في كل موقع يوجد فيه قتال”.

FA44DD06-586D-4E50-9323-51EFEDCD58FF_w610_r0_s

إعلان الحرب 

يفيد محللون بأن تشكيل جيش طائفي، يخول لطهران إعلان الحرب على الدول المجاورة، من بينها الدول التي تهيمن عليها السنة، كالمملكة العربية السعودية، التي تعتبر على خلاف مع النظام الإيراني لأسباب دينية وسياسية، ونشر الاديولوجية الشيعية في جميع أنحاء العالم.

وأوضح عبدالرزاق، على الهاتف، أنهم “يهدفون من خلال هذا الإعلان، إلى الإشارة أنهم سيواصلون استخدام المقاتلين الأجانب، وذلك لمزيد نشر الطائفية والإرهاب والعنف والتطرف في المنطقة.”

اتهمت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، برئاسة المملكة العربية السعودية، إيران بالتحريض على العنف والصراعات الطائفية في المنطقة، بما في ذلك دعمها للمتمردين الحوثيين من الشيعة، المشاركين في حرب اليمن. وفي المقابل، لم تعلق السعودية علنًا على خطوة إيران.

وقال رسول نفيسي، الخبير في شؤون الشرق الأوسط بواشنطن، إن “إيران والمملكة العربية السعودية تواصلان هذه المعركة منذ أشهر إلى حد اليوم، وقد تكون هذه بادرة من قبل إيران لاستعراض قوتها، ومنح السعودية إشارة بأن إيران قادرة على استخدام كل إمكانياتها في هذه المعركة”.

47A42A5F-90AE-45E7-AC57-BDEC3E895401_w610_r0_s

تفاقم الصراع

ويسعى الحوثيون إلى ضمان المزيد من الحقوق لفائدة الأقلية الشيعية في اليمن، وقد تلقوا دعمًا من إيران.

وقالت ميساء شجاع الدين، محللة الشؤون اليمنية، لوكالة فاو، إن “تشكيل مثل هذا الجيش لن يؤدي سوى إلى تفاقم الصراع في اليمن. حيث يعد الحوثيون من أكثر الجماعات تنظيمًا في الحرب اليمنية، وسيمكنهم الدعم الإضافي من منحهم المزيد من القوة على أرض المعركة”.

من جهتها، تعمل إيران على تعزيز نفوذها وتوسيعه في الحرب السورية، التي تعمل فيها مع حزب الله اللبناني، منذ سنوات على دعم نظام الأسد. وزعمت إرسال الآلاف من القوات الأفغانية، التي تعيش في إيران، إلى الصفوف الأمامية للجيش السوري، وانتداب المواطنين الباكستانيين كمقاتلين.

وأوضح سردار كاظمي، أحد المقاتلين الأفغان الذين هربوا من الحرب في سوريا ولجئوا إلى الإمارات العربية المتحدة، أن “القادة الإيرانيون يقودون المعارك للدفاع عن النظام السوري، ويساعدونهم في ذلك المقاتلون الأفغان واللبنانيون.”

في العراق، يقول محللون إن القوات الموسعة، التي تقودها إيران في العراق، تساهم أيضًا في إشعال هذه التوترات الإقليمية، فالتسمية الجديدة لهذا الجيش، ووصفه بالجيش المستقل عن الحرس الثوري الإيراني، بأهدافه الواسعة سيكون أكثر من عمل استفزازي للسعودية والدول السنية الأخرى في المنطقة، كما أنه يخدم طموحات إيران في المنطقة.

وتدرك المملكة العربية السعودية والدول السنية في المنطقة جيدًا الأجندة الخارجية  لإيران وبشكل كامل، حتى أن دول المجلس الخليجي لم تفاجأ بهذا الإعلان، وهي لن تقوم بأكثر مما تقوم  به حاليا لمواجهة طموحات إيران الإقليمية.

فو نيوز –  التقرير