النظام الإيراني متهم بارتكاب مذبحة ضحيتها 30 ألف شخصا منذ 1988

النظام الإيراني متهم بارتكاب مذبحة ضحيتها 30 ألف شخصا منذ 1988

xconf-rence-presse-mohammad-mohadessine-cnri-jpg-pagespeed-ic-nuf7c_mbel

يواجه النظام الإيراني الاتهامات الأكثر خطورة في تاريخه، ولعل من أهمها مجزرة الآلاف من المعارضين لفتوى الإمام الخميني في عام 1988، وفي هذا الإطار أصدرت وثيقة من طرف نجل آية الله منتظري الذي يعتبر المرشد الأعلى في ذلك الوقت؛ إذ أنه سلط الضوء على هذه القضية وساهم في إشعال نيران الجرائم ضد الإنسانية، والمعني بالأمر أو بالأحرى المتهم في هذه الجرائم هم أشخاص يبلغ عددهم ستون مازالوا يعتلون السلطة حتى اليوم؛ فالنظام الذي أنشأه آية الله الخميني في عام 1979 على أثر عودته من المنفى، يواجه هذا الصيف واحدة من أكبر الاتهامات التي وجهت له في تاريخه، ففي صيف عام 1988 قتل ما يزيد على ثلاثة وثلاثين ألف معارضًا في جميع أنحاء البلاد؛ بسبب فتوى أصدرها مؤسس الجمهورية الإسلامية ضد مجاهدي الشعب الإيراني.

المجاهدون والمنافقون الذين يجب قتلهم بالرصاص

المقصود بالمنافقين هم حركات المعارضة، والشيوعيين، والمواليين للغرب، والأقليات الإثنية؛ لذلك سيتم تنفيذ أمر قتلهم بالرصاص، وبذلك تكون عملية التصفية من العدو الداخلي من قبل النظام قد بدأت، وهذه العملية قد تستغرق عدة أسابيع وسيتم من خلالها شنق الآلاف من الناس ورميهم بالرصاص، وسوف يقتل آخرون في سجن إيفين الرهيب في طهران أو في أي مكان آخر وينتهي بهم الأمر إلى المقابر الجماعية.

انتقام آية الله منتظري

وفقًا لتقرير منظمة العفو الدولية الصادر عام 1990؛ فإن الآلاف من الناس قد أعدموا في إيران بين عامي 1987 و1990، والجدير بالذكر أنه في تلك الفترة تم تعيين آية الله منتظري خليفة الخميني قبل أن يستبعده ويفسح المجال لعلي خامنئي الحالي، وقد قام نجله أحمد منتظري، بنبش تاريخ هذه الحلقة الدموية للثورة الإيرانية، حيث أطلق هذا الأخير، يوم أغسطس 2016،على الموقع الرسمي لوالده، وثيقة صوتية تثبت التخطيط لمذبحة على نطاق واسع تحت إشراف وتنظيم ما يسمى بلجان الموت، وقد ورد في وثيقة مترجمة ومنشورة فيما بعد من قبل المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية أن آية الله منتظري وبّخ أعضاء هذه اللجنة، واعتبر من وجهة نظره أن هذه الجريمة تعتبر أفظع جريمة في الجمهورية الإسلامية منذ قيام الثورة، وأضاف أن التاريخ سيحكم عليها وستتم محاسبة المجرمين، وأدت به أقاويله وتصريحاته المتعددة إلى التهميش والإقامة الجبرية حتى وفاته في عام 2009.

أعضاء “لجنة الموت” لا يزالون في المناصب الرئيسية في الدولة

دعا المجلس الوطني للمقاومة منذ سنوات إلى قيام الهيئات الدولية بالتحقيق في هذه الحقبة المأساوية من تاريخ إيران، ومن خلال مؤتمر باريس الصحفي المنعقد في 6 سبتمبر 2016، كشف رئيس لجنة الشؤون الخارجية في المعارضة، محمد محدثين، عن هوية تسع وخمسين شخصية تنتمى إلى “مجلس الموت” في طهران وفي عشر محافظات أخرى، ووفقًا لما قاله فإن أكبر المسؤولين عن الجرائم ضد الإنسانية يشغلون مناصب حساسة في النظام الحالي.

مرتكبي الجرائم ضد الإنسانية يفلتون من العقاب

وفي هذا السياق ذكر رئيس المعارضة أنهم بحاجة ملحة لوضع حد لهذا الإفلات من العقاب، وأن هذه الجرائم ضد الإنسانية في استمرار في الدولة  الإيرانية، كما بيّن أن النظام الإيراني شجع على مواصلة هذه الجرائم في بلدان أخرى في المنطقة مثل سوريا والعراق وغيرها، واتهم أحمد منتظري من قبل المحكمة الخاصة لرجال الدين بتهمة العمل ضد الأمن القومي، وهو ما دعا الأمم المتحدة إلى إنشاء بعثة تحقيق لتسليط الضوء على المجزرة ولتقديم مرتكبي هذه الجرائم البشعة إلى العدالة.

جيوبوليس – التقرير