أوجلان يمد يده من جديد لأنقرة من أجل السلام

أوجلان يمد يده من جديد لأنقرة من أجل السلام

_89726_ocelon3

اعلن زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله اوجلان، المسجون في جزيرة ايمرالي ويتمتع “بوضع صحي جيد” استعداده لتقديم “اقتراحات” الى انقرة من اجل وقف المعارك، بحسب تصريحات ادلى بها شقيقه الاثنين.

وقال اوجلان، نقلا عن شقيقه محمد الذي زاره امس الاحد، “لدينا مقترحات. اذا كانت الدولة التركية مستعدة لسماعها، يمكن ان نجري المحادثات ونطبقها في غضون ستة اشهر” حتى “يتوقف نزف الدم”.

واعتبر اوجلان الذي يلقبه التمرد الكردي “آبو” “لو كانت هذه الدولة التركية صادقة، لكانت المشكلة قد حلت، وما كان عدد كبير من الناس ماتوا”.

وسبق أن أعلن محامو زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله اوجلان ان موكلهم المسجون في تركيا منذ اكثر من 15 عاما تلقى الاحد للمرة الاولى منذ عامين زيارة من احد افراد اسرته.

وقال مكتب اسرين للمحاماة في تغريدة على تويتر ان “اوجلان تلقى زيارة من اسرته. في اسرع وقت ممكن سيصدر اعلان بشأن وضع موكلنا”.

من جهتها قالت مصادر إعلامية قريبة من الحكومة ان الزيارة قام بها محمد اوجلان شقيق الزعيم التاريخي لحركة التمرد الكردي، مشيرة الى انه غادر من ميناء جمليك في جنوب اسطنبول متوجها الى ايمرالي، الجزيرة-السجن الواقعة في بحر مرمرة قبالة العاصمة الاقتصادية للبلاد، قبل ان يعود الى الميناء نفسه عند المساء.

وكانت ذات المصادر قد افادت السبت ان السلطات ستسمح بهذه الزيارة بمناسبة عيد الاضحى. وبحسب وسائل اعلام تركية فلم يسمح لاسرة اوجلان بزيارته منذ السادس من اكتوبر 2014.

اما محامو اوجلان فلم تسمح لهم السلطات بزيارته منذ انهيار وقف اطلاق النار بين حزب العمال وقوات الامن التركية قبل عام. وكان اوجلان تلقى اخر زيارة رسمية من اعضاء في وفد من اللجنة الاوروبية لمكافحة التعذيب في ابريل 2016.

وتأتي هذه الزيارة بعد ايام من بدء حوالي خمسين ناشطا مؤيدا للقضية الكردية بينهم نواب، اضرابا عن الطعام في ديار بكر جنوب شرق تركيا احتجاجا على عدم السماح لاحد بزيارته لطمأنتهم الى صحته ووضعه في السجن.

وازداد قلق انصار اوجلان على زعيمهم بعد الانقلاب الفاشل الذي شهدته البلاد في 15 يوليو والشائعات التي رافقته عن عزم الانقلابيين على قتل زعيم حزب العمال الكردستاني.

لكن وزير العدل بكير بوزداغ قلل الاسبوع الماضي من شأن المخاوف حول حالة اوجلان الصحية متهما حزب العمال بنشر “معلومات كاذبة” لخدمة مصالحه.

وكان اوجلان المؤسس التاريخي لحزب العمال اعتقل في كينيا في 1999 وحكم عليه في تركيا بالسجن المؤبد، في سجنه بجزيرة إمرالي، حيث مثل أمام القضاء وحكم عليه في البداية بالإعدام بتهمة “الخيانة العظمى”، لكن خفف الحكم إلى السجن “مدى الحياة”، بعد إلغاء عقوبة الإعدام بموجب قوانين التوأمة مع الاتحاد الأوروبي.

واجرى مفاوضات سرية مع سلطات انقرة للتوصل الى وقف لاطلاق النار طبق في 2013 لكنه انهار قبل عام لتتجدد المعارك في جنوب شرق تركيا ذي الغالبية الكردية.

واوقع النزاع بين المتمردين الاكراد والقوات المسلحة التركية اكثر من 40 الف قتيل منذ 1984. وتجددت الحملة في يوليو بعد انهيار وقف لاطلاق النار استمر عامين الأمر الذي عصف بعملية السلام ودفع بجنوب شرق تركيا ذي الأغلبية الكردية من جديد إلى دائرة صراع مفتوح.

وكان رئيس وزراء تركيا السابق أحمد داود أوغلو قد تعهد بشن “حملة شاملة” حتى يتم “تطهير” المنطقة من حزب العمال الكردستاني وقال للصحفيين إن من المحتمل بناء مراكز شرطة جديدة في إطار الوجود الأمني الدائم في المناطق المضطربة.

وقال “المعركة ستستمر خاصة في الجزيرة وسيلوبي حتى يتم تطهيرهما بالكامل. هناك كوماندوز وقوات خاصة وقوات الشرطة.” وأضاف “يجب عليهم التحلي بالصبر والانتظار ليروا نتائج هذه المعركة.”

وتخضع البلدتان، الواقعتان على مقربة من الحدود العراقية والسورية في إقليم شرناق بجنوب شرق تركيا، لحظر التجول منذ ليل الاثنين تزامنا مع عمليات تنفذها القوات التركية ضد عناصر حزب العمال الكردستاني في المنطقة قالت وسائل إعلام إن 10 آلاف من رجال الشرطة والجيش يشاركون فيها.

وتعهد أوغلو، قبل استقالته، بمنع حزب العمال الكردستاني من “مد نيران” الصراع في سوريا والعراق إلى تركيا وذلك بفرض السيطرة على بلدات كما فعل الجيش في مناطق جبلية حيث كان المقاتلون ينشطون من قبل.

وقال رئيس مناوب للحزب الموالي للأكراد بالبرلمان التركي إن 200 ألف شخص نزحوا في الشهور الاخيرة نتيجة اندلاع الصراع في المناطق التي تخضع لحظر التجول في جنوب شرق البلاد، واتهم السلطات بشن حرب على الاكراد.

وبعد اكثر من سنتين من وقف اطلاق النار، استؤنفت المعارك الصيف الماضي بين شرطيين وجنود اتراك وحزب العمال الكردستاني واوقعت عددا كبيرا من الضحايا.

صحيفة العرب اللندنية