هل تريد روسيا شن حرب ضد إسرائيل عن طريق سوريا؟

هل تريد روسيا شن حرب ضد إسرائيل عن طريق سوريا؟

xs-200_missile-jpg-pagespeed-ic-jmxq-p3sef

طلقت سوريا في الآونة الأخيرة صواريخ وطلقات نارية على الطائرات الإسرائيلية التي تحلق في مجالها الجوي، ولم تكن هذه الضربات عن طريق الخطأ، إنما هي لغة عسكرية، فقد تم برمجة هذه الصواريخ من طرف القوات الروسية. وهذا تغيير كبير في الوضع السوري، من شأنه أن يشير إلى تصعيد  التوتر بين إسرائيل وسوريا، خصوصا بسبب قذائف الهاون، التي أطلقت من سوريا إلى إسرائيل في ذلك اليوم.

أما عن سبب انشغال سوريا بإسرائيل، فهو سبب واضح، ويمكن القول إنه اقتناع  القيادة السورية بأن روسيا ستحميهم من إسرائيل، على الرغم من أنها تمتلك تفويضا مطلقا في التحليق فوق الأجواء السورية، لكن هذا التفويض لم يدم طويلاً باتخاذ بشار الأسد قرار تغيير الوضع القائم بأكمله، ودفع إسرائيل للخروج من المجال الجوي السوري ووقف الهجوم.

فالأسلحة التي ضربت بها الطائرات الإسرائيلية، تم تسليمها للأسد من طرف الروس منذ سنة 1960، ولم تستعمل إلا في ضرب المراكز السكانية الرئيسية في إسرائيل، كذلك جميع الطائرات التجارية القادمة من مطار تل أبيب (بن غوريون).

وأعلنت الصحافة السورية، التي تراقب إسرائيل عن قرب، اتخاذ  القيادة العليا لقرار ضرب العدوان الإسرائيلي وإسقاط طائرة تابعة له. وأضافت أن القيادة العليا للجيش وأنظمة الدفاع الجوي السورية، تعد المنشط الرئيسي ضد الحرب الإسرائيلية، ولإطلاق النار على طائراتها، لكن هذا بمثابة المبالغة والدعاية بهدف إنشاء قوة عسكرية سورية صلبة.

ويعد هذا المخطط محاولة لجعل السوريين يشعرون كما لو أنهم يقفون في النهاية ويتخذون موقفا عسكريا ضد إسرائيل، وهو بمثابة رسالة إلى الجماعات الإرهابية المعارضة لنظام الأسد، كأنه يريد أن يقول لهم إن قواته الآن قادرة بما فيه الكفاية على مواجهة إسرائيل،  للقضاء على تنظيم الدولة والقاعدة بالتأكيد، لكن استخدام سلاح روسي من نوع (S-200) سيكون بالتأكيد رسالة كبيرة غير متناسبة مع الأحداث.

فحتى الآن لدى إسرائيل انطباع واضح عن السوريين منذ دخولها إلى أراضيهم، ويمكن القول إن أي تحرك مسلح، من شأنه أن يغير موازين القوى وأن يُسبب ضربة لإسرائيل. وإذا كانت الأسلحة ترسل من إيران وتوجه إلى حزب الله، فإنها ستتسبب في ضربةً ضد إسرائيل أيضًا.

والجدير بالذكر أن روسيا كانت منحت سوريا الضوء الأخضر في العديد من المجالات، وهي لا ترغب، كما روّج لذلك، في اختبار القوة العسكرية التكنولوجية ضد إسرائيل من قبل سوريا. فمن المحتمل أن ذلك سيعرض خطة الشرق الأوسط الروسية للخطر.

فإذا ما تفوقت إسرائيل، في ظل هذه التوترات، عندها ستخسر روسيا نفوذها في المنطقة، ما يساهم في تراجع مكانتها في العالم العربي والإسلامي، مع تزايد سيطرة إسرائيل في المنطقة، وهو السيناريو الذي لن تقبل به روسيا.

ذا أوبزرفر – التقرير