معركة حلب طويلة الأمد مع الإصرار على الحسم العسكري

معركة حلب طويلة الأمد مع الإصرار على الحسم العسكري

_90760_h4

قرر مجلس الأمن الدولي عقد اجتماع طارئ، الأحد، لبحث الوضع في حلب حيث تتواصل الغارات على الأحياء الشرقية التي تسيطر عليها الفصائل المقاتلة.

وجاء الاجتماع الطارئ بطلب من الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وبريطانيا، بعد تدهور الأوضاع في حلب، حيث يشير المراقبون إلى أن النظام السوري المدعوم بغطاء الطيران الروسي يكثف عملياته العسكرية بشكل غير مسبوق في حلب، بهدف إنهاء وجود المعارضة في الأحياء الشرقية منها بأي ثمن، ولا سيما بعد تسوية الأوضاع في داريا والمعضمية في ريف دمشق وحي الوعر في حمص، وخروج المعارضة منها نهائيا بعد سنوات من الحصار.

ويرى مراقبون أن إصرار النظام السوري على الحسم العسكري في حلب يبدو صعبا في الظروف الحالية، إذ يتبادل الطرفان، النظام والمعارضة، الكر والفر، ففي أول تقدم بري رئيسي يتحقق خلال الهجوم الأخير استطاع الجيش السوري والفصائل المتحالفة معه انتزاع السيطرة على مخيم حندرات الفلسطيني الواقع على مسافة بضعة كيلومترات إلى الشمال من حلب، غير أن قوات المعارضة استردت المخيم في هجوم مضاد بعد بضع ساعات. وقالت المعارضة الأحد إنها استعادت السيطرة على المخيم قبل أن يبدأ القصف.

واعترف الجيش بأن المعارضة استعادت السيطرة على موقع حندرات الذي كانت السيطرة عليه لفترة وجيزة يوم السبت أول تقدم بري كبير للجيش في هجوم جديد لاسترداد حلب من أيدي المعارضة.

وربما يكون الهجوم على حلب أكبر معركة في الحرب السورية، ويقول سكان إن الضربات الجوية على شرق حلب منذ الإعلان عن الهجوم يوم الخميس الماضي كانت أشد ضراوة من أي ضربات سابقة واستخدمت فيها قنابل أشد تأثيرا. وسقط العشرات من القتلى في الأيام القليلة الماضية.

وقال مسؤولون في صفوف المعارضة إن الضربات الجوية يوم السبت أصابت أربع مناطق على الأقل من شرق المدينة الخاضع لسيطرة المعارضة وإنهم يعتقدون أن الضربات تشنها طائرات حربية روسية في الغالب. وتبين مقاطع فيديو لمواقع القصف حفرا ضخمة يصل قطرها وعمقها إلى عدة أمتار.

ومع تأكيد الأطراف الدولية صعوبة الحسم العسكري، إلا أن الحل السياسي يبدو أملا ضعيفا مع تصعيد المعارك في حلب حيث قالت فصائل المعارضة السورية الرئيسية في بيان الأحد إن القصف المكثف لمدينة حلب المحاصرة بدعم من روسيا يجعل عملية السلام “غير مجدية ولا معنى لها” ما لم يتوقف القتال على الفور ويتم السماح بوصول المساعدات برعاية الأمم المتحدة.

ووقع البيان ما يزيد على 30 من فصائل المعارضة المسلحة ومن بينها الجيش السوري الحر أكبر فصائل المعارضة المدعوم من تركيا ودول الخليج ودول غربية.

وقال البيان إن القصف الذي قتل العشرات خلال الأيام القليلة الماضية “غير مسبوق” ويعرقل عملية السلام التي تتوسط فيها الولايات المتحدة والتي تسعى واشنطن وموسكو إلى استئنافها. وأكد البيان “عدم قبول الطرف الروسي كطرف راع للعملية التفاوضية لكونه شريكا للنظام في جرائمه ضد شعبنا”.

كما حملت أطراف غربية روسيا مسؤولية التصعيد في حلب، حيث قال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، أن “نظام بوتين لا يكتفي بمد المسدس إلى الأسد، بل إنه يطلق النار أيضا”.

وأفاد جونسون، خلال استضافته، الأحد، في برنامج “أندرو مار”، الذي تبثه “بي بي سي”، أن “حلب تواجه وضعا مأساويّا، والمدينة تتعرض لقصف وحشي”.

وطالب جونسون بإجراء تحقيق حول ما إذا كان الهجوم على قافلة المساعدات الإنسانية، التابعة للأمم المتحدة، في بلدة أورم الكبرى بريف حلب، “مقصودا”، مؤكدا أن الهجوم يُعتبر “جريمة حرب”.

وتعرضت قافلة مساعدات تابعة للأمم المتحدة، الاثنين الماضي، لقصف جوي في سوريا، وتبادلت روسيا وأميركا الاتهامات بشأن المسؤولية عن القصف، وأفادت مصادر في المعارضة، أن القصف استهدف أيضا مركزا للهلال الأحمر السوري ببلدة “أورم الكبرى”، بريف حلب الغربي، أثناء تفريغ حمولة الشاحنات، التي تحمل مساعدات إنسانية.

وفي وقت سابق، الأحد، اعتبر الاتحاد الأوروبي، تكثيف النظام السوري وحلفائه لغاراتهم على مدينة حلب ومحيطها خلال الأيام القليلة الماضية، واستهدافهم المدنيين القاطنين في تلك المناطق، “أمرا لا يمكن قبوله أبدا، وهو مخالف للقوانين الدولية”.

وجاء الموقف الأوروبي، في بيان مشترك للممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، فيديريكا موغريني، وعضو إدارة الأزمات والمساعدات الإنسانية في المفوضية الأوروبية، كريستوف ستايلانديس، علقا فيه على آخر التطورات في حلب.

صحيفة العرب اللندنية