الجمعية العامة في دورتها الواحدة والسبعين- عالم مليء بالتحديات

الجمعية العامة في دورتها الواحدة والسبعين- عالم مليء بالتحديات

2_1447403640_7837

اختتمت الدورة الواحدة والسبعون للجمعية العامة، الجزء المخصص للمناقشة العامة بعد أن استمعت إلى 195 خطابا من بينها 86 رئيس دولة أو حكومة ونحو 100 نائب رئيس أو وزير خارجية.
كانت المواضيع غير السياسية هي الطاغية على الخطابات، ما عدا المسألة السورية التي تكررت بشكل أو بآخر في الغالبية الساحقة للخطابات. أما المواضيع التي حظيت باهتمام شديد في معظم الكلمات فتتلخص في الإرهاب الدولي والتغير المناخي وأزمة اللاجئين وأجندة التنمية المستدامة 2030 وإصلاح الأمم المتحدة. ومع أن هذه الدورة هي الأقل إثارة منذ عدة سنوات، إلا أننا نجد في ثنايا الكلمات ما يثير الرغبة في التأمل برزمة المشاكل والتحديات التي يواجهها عالم اليوم. وقد اخترت للقراء اقتباسات من دول منوعة تعرض قضاياها أمام أكبر برلمان في العالم. ولعل هذه الاقتباسات المنتقاة تقدم صورة أوضح لعالم اليوم وهمومه وتحدياته.
الهند: سوشما سواراج – وزيرة الخارجية
نصيحتي الصارمة لباكستان: تخلوا عن ذلك الحلم. دعني أقول بكل وضوح وقوة إن إقليم «جامو وكشمير» جزء لا يتجزأ من الهند وسيبقى كذلك دائما.
السودان- إبراهيم عبد العزيز غندور- وزير الخارجية
الحمد لله بفضل عزم الدولة وجهود المخلصين أصبحت دارفور آمنة مستقرة يسودها الأمن والسلام، بشهادة الأمم المتحدة ما دفع حكومة بلادي للمطالبة بتنفيذ خطة خروج قوات البعثة الدولية التابعة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي (أوناميد) من السودان، لانتفاء مبرر وجودها حتى تبدأ عملية الإعمار والاستفادة مما يصرف عليها من موارد لتحقيق السلام في مناطق أخرى من العالم.
مصر- الرئيس عبد الفتاح السيسي
وفي وسط تلك التحديات التي يمر بها النظام الدولي، استطاع الشعب المصري أن يفرض إرادته لتحقيق الاستقرار وحماية الدولة ومؤسساتها، بل تحصين المجتمع من التشرذم والانزلاق نحو الفوضى، فأقر دستورا جديدا يحمي الحقوق والحريات التي شملها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، حيث كفل الدستور المساواة في الحقوق على أساس المواطنة ورسخ الحماية للفئات التي تحتاج رعاية، الأمر الذي سمح للمرأة بالفوز بعدد غير مسبوق من مقاعد مجلس النواب ووسع التمثيل للشباب في المجلس.
البرازيل- الرئيس ميشيل تامر
نريد عالما ينتصر فيه الحق على القوة. نريد قوانين تعكس التنوع في منظومة الدول. نريد للأمم المتحدة أن تحقق نتائج وأن تكون قادرة على مواجهة التحديات الكبيرة في عصرنا. يجب ألا يختصر دور الأمم المتحدة في وظيفة مراقب مكلف بإصدار الإدانات ضد الشرور العالمية. ينبغي أن تكون مصدرا للحلول الفعالة. لا بد من إصلاح مجلس الأمن الدولي. وسوف نستمر في التعاون من أجل التغلب على هذا المأزق الكبير.
كوريا الشمالية – ري يونغ هو – وزير الخارجية
لقد دعا القائد المحترم الرفيق كيم جونغ أون، رئيس حزب العمال في كوريا ورئيس لجنة شؤون الدولة في جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، الولايات المتحدة في المؤتمر السابع لحزب العمال الكوري للتخلي عن السياسة العدائية ضد جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية واستبدال اتفاقية الهدنة باتفاقية سلام وسحب قواتها العدوانية ومعداتها الحربية من جنوب كوريا. فلا مناص أمام جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية إلا التوجه نحو التسلح النووي، بعد أن عملت كل ما يمكن عمله لتدافع عن نفسها ضد التهديدات النووية المقبلة من الولايات المتحدة التي بدأت في القرن الماضي منذ الخمسينيات. فقرارنا بتعزيز قدراتنا من السلاح النووي مسألة حق لا جدال فيه لحماية أنفسنا من التهديدات النووية المتواصلة من الولايات المتحدة.
تركيا – الرئيس رجب طيب أردوغان
نستضيف في بلادنا ما يقرب من 3 ملايين سوري اضطروا لترك وطنهم. إننا نلاحظ أن المجتمع الدولي استمع إلى هذه الأرقام بدون اكتراث ولفترة طويلة. ولكن كل رقم يعني أنه إنسان. لقد وجد الشعب السوري نفسه في قبضة الحروب بالوكالة التي لعبت إدارة بلاده في تشكيلها، والمنظمات الإرهابية التي لا ترحم والمنافسات الدولية والإقليمية. يجب ألا نضيع مزيدا من الوقت لإنهاء النزاع والإرهاب وبيئة القهر، وهي أسباب المشكلة في سوريا وتنفيذ الخطة السياسية للسلام.

الأردن – الملك عبد الله الثاني
يجب على مجتمعنا الدولي أن يتحمل مسؤوليته نحو من دُمرت حياتهم وأقصد بهم ملايين اللاجئين والضحايا والمحرومين. لن نستطيع تحقيق النصر ضد آفة الإرهاب والعنف بدون أن نستأصل المظالم التي تشكل تربة خصبة للإرهاب، فمن سجن أبو غريب إلى شوارع كابل ومدارس حلب نجد أن الظلم والمهانة تركا خلفهما معاناة إنسانية كبيرة. وليس هناك من ظلم أكثر مرارة من حرمان الفلسطينيين من حقهم في الدولة.
المغرب – صلاح الدين مزوار – وزير الخارجية
ومن هذا المنبر يجدد المغرب استعداده لمواصلة العمل بكل صدق وعزيمة مع الأمم المتحدة من أجل إيجاد حل سياسي تفاوضي ونهائي يضمن للمملكة المغربية سيادتها ووحدتها الترابية، ويكفل لسكان أقاليمها الجنوبية التدبير الذاتي لشؤونهم الجهوية في إطار الديمقراطية والاستقرار والتنمية المندمجة وتحصين منطقة غرب الشمال الأفريقي ودول الساحل من مخاطر الانفصال والبلقنة والتطرف والإرهاب.
الجزائر- رمطان لعمامرة- وزير الخارجية
إن مسار السلام الذي تقوده الأمم المتحدة في الصحراء الغربية عرف هذه السنة عدة تطورات سلبية، بحيث فقدت الأمم المتحدة وبالخصوص مجلس الأمن، جزءا من سلطتها الأمر الذي يهدد هذا المسار. إن هذه الوضعية المقلقة تؤكد، مرة أخرى، الحاجة الملحة والمستعجلة لتسوية هذا النزاع طبقا للشرعية الدولية وحق الشعب الصحراوي غير القابل للتصرف في تقرير مصيره.
أذربيجان – إلمار محمدياروف – وزير الخارجية
منذ آخر مناقشة عامة في الدورة السابقة وحتى الآن، لم يتم إحراز أي تقدم جوهري في تسوية النزاع بين أرمينيا وأذربيجان. أرمينيا تواصل احتلال أراضي أذربيجان، بما في ذلك منطقة ناغورنو كاراباخ وسبع مناطق مجاورة، في انتهاك صارخ للقانون الدولي وقرارات مجلس الدولي 822 و 853 و 874 و 884 الذي اعتمدها عام 1993.
لييا- فائز السراج- رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق
إنني ومن هذا المنبر العالمي ومن روح المسؤولية الوطنية التي ارتضيت أن أتحملها لأعلن عن عزمي إطلاق مشروع مصالحة وطنية في ليبيا تضم الجميع، لا إقصاء ولا تهميش – مصالحة تضم كافة الليبيين في الداخل والخارج من كافة مدن ومناطق ليبيا من كافة القبائل والمكونات. ومن كافة الأطياف السياسية والفكرية. مصالحة مع من آمن بتأسيس دولة القانون والمؤسسات والمسار الديمقراطي والتبادل السلمي للسلطة – مصالحة مع من يؤمن بضرورة قيام دولة قوية بها جيش وطني موحد عتيد مهمته حماية الوطن من كل باغٍ أثيم وشرطة تحمي المواطن وتحفظ أمنه- دولة ذات سيادة حقيقية لا تسمح بأن يستبيح أرضها كائن من كان.
روسيا- سيرغي لافروف – وزير الخارجية
إن نظام الهيمنة لا مكان له في المستقبل إذا كنا نريد لهذا المستقبل أن يكون عادلا يمنح الشعوب حق اختيار طرق التنمية التي تريدها. إنه يتطلب أن نتعلم كيف نحترم شركاءنا ونحترم تعدد الثقافات والحضارات في العالم الحديث. هذا يعني أن علينا أن نعود إلى المنابع الأولى: الأعراف والمبادئ التي جسدها ميثاق الأمم المتحدة والآليات الأخرى في هذه المنظمة الدولية.
الولايات المتحدة- الرئيس باراك أوباما
في عالم ترك وراءه زمن الإمبراطوريات نرى أن روسيا تحاول أن تعيد أمجادها الضائعة عن طريق القوة. كما أن تنافسا يجري بين دول آسيوية حول ملكية التاريخ. وفي أوروبا والولايات المتحدة ترى من يساورهم القلق حول المهاجرين وإمكانية تغييرهم للبنية السكانية معتقدين أن من يبدو مختلفا عنا في المظهر سيلحق ضررا بطابع بلادنا.
فلسطين – الرئيس محمود عباس
ولن نقبل بالحلول المؤقتة والانتقالية. ولن يقبل شعبنا التخلي عن مؤسساته وإنجازاته الوطنية التي حققها بالتضحيات والمعاناة والألم. وسنحافظ على القرار الوطني المستقل وسنعمل على تحقيق أهداف شعبنا بالطرق السياسية والدبلوماسية وباستخدام القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية من خلال الأمم المتحدة والمحافل الدولية كافة وحشد الجهود العربية والدولية لذلك. إننا أيها السادة لن نقبل باستمرار الوضع القائم. وفي هذا السياق فإنني أجدد التحذير بأن ما تقوم به الحكومة الإسرائيلية من تنفيذ لخططها في التوسع الاستيطاني سيقضي على ما تبقى من أمل لحل الدولتين على حدود 67».
إسرائيل- رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو
النزاع لم يكن أبدا حول الاستيطان بل على وجود دولة يهودية وهو حق غير قابل للتفاوض.
السعودية – الأمير محمد بن نايف- ولي العهد
ما زالت بلادي ودول المنطقة في مواجهة التحديات الإيرانية المستمرة التي تهدف إلى زعزعة استقرار المنطقة والتدخل في شؤونها والإضرار بمصالحها ودعم الميليشيات والعصابات الإرهابية في البحرين والكويت واليمن والعراق وسوريا ولبنان ومناطق أخرى. ويصاحبه في ذلك تصاعد حاد في نشر خطاب طائفي خطير في دولنا العربية ودول العالم الإسلامي تغذيه إيران وتعمل من خلاله على تعميق النزاعات وإثارة النزعات الطائفية. إن حكومة المملكة العربية السعودية تدعو جمهورية إيران الإسلامية إلى الكف عن سياسة التفرقة والعنصرية والطائفية والشروع في بناء علاقات إيجابية مع جيرانها تقوم على أساس حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى».
اليمن – الرئيس عبد ربه منصور هادي
المعارك التي تدور رحاها اليوم ليست خيارنا فلقد فرضها التحالف الانقلابي لمليشيات الحوثي وصالح عندما انقلبوا على المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني ورفضوا الاجماع الوطني وأسقطوا العاصمة والمحافظات، وفي الوقت الذي كان الجميع يمد لهم يد السلام والشراكة الوطنية كانوا يطلقون الرصاص على الجميع ويحاصرون المدن ويقتلون الأبرياء للإبقاء على مصالحهم في السلطة والثروة والاستحواذ على مقدرات البلد ونهب خيراته. إننا نؤكد للجميع من هذا المكان أننا لسنا دعاة انتقام ولا نبحث عن استئصال أحد من الساحة اليمنية ونمد يدنا للجميع لبناء يمن جديد.
سوريا – وليد المعلم – وزير الخارجية
وما يزيد ثقتنا بالنصر على الإرهاب هو الإنجازات التي يحققها الجيش العربي السوري في حربه المستمرة على الإرهاب بدعم من الأصدقاء الحقيقيين للشعب السوري، وفي مقدمتهم روسيا وإيران والمقاومة الوطنية اللبنانية. فهذا الدعم ساهم بشكل فاعل في تعزيز مقومات صمود السوريين وفي التخفيف من معاناتهم. وكلنا أمل في أن تستفيق باقي الدول وتتنبه – قبل فوات الأوان – للخطر الذي يحدق بنا جميعا.

د.عبدالحميد صيام

صحيفة القدس العربي