كيري محبط من استراتيجية أوباما في سوريا

كيري محبط من استراتيجية أوباما في سوريا

_91255_ker3

اعترف وزير الخارجية الأميركي جون كيري بأنه محبط لأن جهوده الدبلوماسية لإنهاء النزاع في سوريا لم تكن مسنودة بخيار عسكري من إدارة الرئيس باراك أوباما لدعم حلفائها في سوريا والمنطقة كما تفعل روسيا.

وقوبل تصريح كيري برد فعل قوي من موسكو التي اعتبرت أن تفكير واشنطن في الخيار العسكري سيؤدي إلى تغييرات مخيفة في الشرق الأوسط. وهي رسالة قال مراقبون إنها جاءت حازمة لإدارة أميركية ضعيفة ومرتبكة وعاجزة عن التحرك قبل أقل من شهرين على المغادرة.

وقال كيري في تسجيل صوتي مسرّب، وهو يتحدث إلى مجموعة من المدنيين السوريين “أعتقد أنكم تنظرون إلى ثلاثة أشخاص أو أربعة في الإدارة يدافعون كلهم عن استخدام القوة وقد فقدت الحجة. إننا نحاول انتهاج الدبلوماسية وأعرف أنه أمر محبط. لن تجدوا أحدا أكثر شعورا بالإحباط منا”.

وعُقد الاجتماع بعد أيام من انهيار هدنة كان كيري قد تفاوض عليها مع روسيا وتعرض مناطق تسيطر عليها قوات المعارضة بمدينة حلب السورية لغارات جوية عنيفة في الوقت الذي رفضت فيه موسكو والرئيس السوري بشار الأسد نداء الولايات المتحدة لوقف الغارات.

ونقلت صحيفة نيويورك تايمز، التي نشرت تفاصيل التسجيل الصوتي للاجتماع، أن كيري شكا مرارا من أن جهوده الدبلوماسية لا تحظى بدعم بسبب تهديد خطير باستخدام القوة العسكرية.

ولم يكن اعتراف كيري مفاجئا للمراقبين، لكن زاد من تشويه صورة الولايات المتحدة لدى حلفائها، وأوحى أن واشنطن قبلت بأن تتخلى عن تصنيفها الدولة الأكثر تأثيرا في السياسة الدولية لصالح روسيا التي نجحت في إعادة التوازن الدولي خاصة في منطقة الشرق الأوسط.

وحث المعارضون السوريون الوزير الأميركي على دور أكثر فاعلية في سوريا، لكنه لفت إلى أن أيّ تحرك أميركي سيقابل بدور أكثر حزما من خصوم واشنطن، في اعتراف واضح بالعجز.

وأضاف الوزير الأميركي مخاطبا المعارضين “ذلك سيفضي إلى بذل روسيا ما هو أكثر، وتسخير إيران ما هو أكثر، فضلا عن انخراط أوسع لـ’حزب الله’ و’جبهة النصرة’. السعودية وتركيا في هذه الأثناء، سوف تضخان جميع ما لديهما من أموال موكلة إليهم، وكل ذلك سينتهي في نهاية المطاف بالقضاء عليكم جميعا”.

ولم يجد كيري أيّ مسوّغ قانوني للتدخل إلى جانب المعارضة فيما ألمح إلى أن الوجود الروسي على الأراضي السورية مبرر بطلب من الأسد.

وحاول كيري دفع أوباما لاتخاذ إجراءات أقوى في سوريا، بهدف دفع الأسد إلى إنهاء الحرب الأهلية الدامية.

لكنه كان على الدوام متنبّها إلى ضرورة إظهار موقف موحّد مع البيت الأبيض، خصوصا في إطار جهوده مع موسكو لإيجاد مساحة للحوار السياسي.

وفي أغسطس 2013، وبعد توجيه اتهامات إلى الأسد باستخدام أسلحة كيميائية ضد المدنيين، استخدم كيري خطابا هجوميا أوحى بأن الولايات المتحدة قد تلجأ إلى ردّ عسكري، لكن أوباما عدل عن ذلك بعد ساعات.

وعبّر المدنيون السوريون في اجتماعهم مع كيري عن خيبة الأمل من أن جهود واشنطن تستهدف مكافحة داعش وليس الأسد.

وحث الوزير الأميركي المعارضة السورية على المشاركة في انتخابات تشمل الأسد.

وردت روسيا بسرعة على حديث كيري عن فرضية اعتماد القوة العسكرية في سوريا.

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم وزارة الخارجية قولها السبت إن “العدوان المباشر” على الحكومة والجيش السوريين سيؤدي إلى “تغيرات مخيفة ومزلزلة” في الشرق الأوسط.

وانهار وقف لإطلاق النار توسطت فيه الولايات المتحدة وروسيا في سوريا وقصفت طائرات حربية روسية السبت مناطق واقعة تحت سيطرة المعارضة في حلب.

ومن الواضح أن روسيا لا تنوي التراجع عن موقفها في دعم الأسد على استعادة حلب بالقوة العسكرية من أيدي المعارضة المسلحة، ويشجعها في ذلك الارتباك الأميركي.

صحيفة العرب اللندنية