كيف ينعكس إيقاف التنسيق الروسي الأميركي بسوريا؟

كيف ينعكس إيقاف التنسيق الروسي الأميركي بسوريا؟

download
منذ انتهاء الهدنة في 19 من الشهر الماضي بسوريا، تفاقمت الهوة بين الطرفين الروسي والأميركي، وخاصة بعد إعلان واشنطن الاثنين عن تعليق مشاركتها في قنوات الاتصال الثنائية مع روسيا.

وانعكست هذه الحال على الأرض، حيث تلتهب الجبهات خصوصا في مدينة حلب التي باتت العنوان العريض الذي يختصر كامل الصراع في سوريا.

خلاف عميق
يقول عضو الائتلاف الوطني السوري المعارض، الكاتب خطيب بدلة، إن من الواضح أن خلافا عميقا بات يحكم العلاقة بين الأميركيين والروس بشأن الملف السوري.

وأضاف أن من الواضح أيضا أن روسيا لا تفكر بالملف السوري على مستوى الإقليم وحسب؛ إنما باتت ترى سوريا ضمن ملفاتها الأخرى المتشابكة مع الأوروبيين والأميركيين، وتريد حل الملف السوري على طريقتها بما يضمن جميع مصالحها في العالم على المستوين الاقتصادي والأمني.

وبحسب الكاتب، فإن سوريا باتت مقسمة إلى مناطق نفوذ، فبينما يهتم الأميركيون بالشرق ومناطقهالرقة والحسكة ودير الزور، فإن روسيا باتت مهتمة بـ”سوريا المفيدة” المتمثلة بدمشق والساحل وحاليا حلب، في حين تُرك الشريط الحدودي الشمالي لتركيا.

ويرى بدلة أن إعلان أميركا إيقاف التنسيق مع روسيا سيزيد من تفلت النظام السوري من عقاله، وسيمضي إلى مزيد من التدمير لمدينة حلب، وسيعمل بكل تأكيد على ضرب الحاضنة الشعبية في المدينة.

ويتابع الكاتب أن النظام والروس يراهنون على أن يبقى في الساحة السورية فقط أطراف مصنفة على قائمة الإرهاب مثل، تنظيم الدولة الإسلامية وجند الأقصى وجبهة فتح الشام (جبهة النصرةسابقا) وغيرهم، حتى يقع الخيار الدولي على دعم النظام بكل تأكيد.

ويقول بدلة إن أميركا أيضا ما تزال تنظر إلى سوريا بطريقة وذهنية كانت سائدة خلال فترة الحرب الباردة، حيث تريد فقط ضرب الأطراف ببعضها بعضا، وفي ذات الوقت تريد تفكيك روسيا الاتحادية بنفس الطريقة، وهي موقنة بأن الحل في خاتمة المطاف سيكون بالتفاهم معها

لرغبة الأميركية
من جهته يقول المحلل السياسي والإستراتيجي اللواء محمود علي، إن الأميركيين لا يرغبون في لعب دور إيجابي في الملف السوري، ويتصرفون بسلبية منذ سنوات، ويتعاملون مع الوضع بطريقة إدارة مراكز التوازن وحسب، حيث أفسحوا المجال للروس في التعاطي مع متغيرات الوضع في سوريا.

ويضيف اللواء أن الروس والأميركيين مختلفون في العلن لكنهم متفقون على الصورة النهائية لحل الأزمة في سوريا، وما حصل من تصريحات أميركية ليس إلا ذرا للرماد في العيون، وأن أميركا ليست ضعيفة، ولو أرادت حل الأزمة في سوريا لتمكنت من ذلك خلال ساعات.

وأشار إلى أن النظام السوري هو أكثر من يعرف أن المجتمع الدولي ليس لديه قرار جاد في حقه، ولو كان غير ذلك لما تجرأ على التمادي في هذه الدموية بحق الشعب السوري، وفق تعبيره.

ويرى المحلل أن إيقاف التعاون بين الروس والأميركيين سيصب في صالح النظام بكل تأكيد، فالنظام سيستغل ذلك لتحقيق مزيد من التقدم، ومن المتوقع أن تزداد وحشية النظام في حلب، حيث سيلجأ إلى تدميرها أكثر وأكثر.

وأشار اللواء علي إلى أن أميركا لو أرادت جرّ النظام وحليفته روسيا إلى حوار سياسي لكانت ضغطت عليهم بورقة تزويد المعارضة بسلاح يغير قليلا من الموازين على الأرض.

وختم بأن أميركا ما زالت قوة عظمى، مدللا على ذلك بمنعها أصدقاء الشعب السوري من تزويد المعارضة بالسلاح.

محمد كناص

الجزيرة