تصعيد عراقي إيراني ضد تدخّل تركي محتمل في تحرير الموصل

تصعيد عراقي إيراني ضد تدخّل تركي محتمل في تحرير الموصل

900x450_uploads201610042f55d86156

في تصعيد لافت للمواقف بين العراق وتركيا استدعى كل منهما أمس سفير الآخر على خلفية «معركة تحرير الموصل» من سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية».
وصرح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية العراقية أحمد جمال في تصريح صحافي أن «وزارة الخارجية قررت استدعاء سفير تركيا لدى بغداد فاروق قايمقجي على خلفية التصريحات التركية الاستفزازية بشأن معركة تحرير الموصل».
في المقابل، نقلت وكالة (الأناضول) التركية للأنباء عن مصادر دبلوماسية أن وزارة الخارجية التركية استدعت صباح أمس السفير العراقي في أنقرة هشام علي أكبر إبراهيم العلاوي «احتجاجاً على قرار اتخذه مجلس النواب في بلاده».
من جهته حذر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي من «ان تتحول المغامرة التركية بالإبقاء على قواتها في العراق، إلى مواجهة إقليمية»، عاداً وجود القوات التركية في الموصل اعتداءً على سيادة العراق، ومؤكداً ان الحكومة العراقية وضعت خططاً لضمان عدم استغلال القوات التركية للفراغ بعد طرد التنظيم. في هذه الأثناء تشعر أنقرة بتجاهل واشنطن لمطالبها بالمشاركة في عملية تحرير مدينة الموصل العراقية من تنظيم الدولة الإسلامية وإهمال مطالبها وحساباتها الإقليمية والاستراتيجية. ومع اكتمال التحضيرات واقتراب موعد البدء بعملية تحرير مدينة الموصل، تشير جميع المؤشرات إلى أن الإدارة الأمريكية لم تشارك أنقرة في أي دور عسكري في العملية المقبلة، متجاهلة بذلك جميع المطالب التركية بضرورة إشراكها في العملية، وهو ما وصفته وسائل الإعلام التركية بخداع أمريكي جديد للرئيس إردوغان.
وفي تصريح لافت أذاعه تلفزيون الفضائية العراقية، ولكن لا يبدو انه لقي رواجاً في وسائل الإعلام الدولية، أكد العقيد دوريان وهو أحد قادة القوات الجوية في الجيش الأمريكي في العراق، أن القوات التركية في العراق ليست ضمن قوات التحالف الدولية، وأن هذه القوات يجب ان تأتي بموافقة الحكومة العراقية، ما يعكس تأييداً امريكياً لمواقف حكومة العبادي. ولا يخرج هذا التصريح عن سياق السياسة الأمريكية في العراق منذ سنوات الاحتــــلال، الحريص على توافقات مع حكومة بغداد ومن خلفها الدولة الإقليمية المهيمـــنة على العراق، إيران، التي تمتلك الثقل السياسي والاجتماعي الأكبر منذ سقوط بغداد، وسيطرة شبه تامة على مفاصل القرار الأمني، مما يحد بشكل كبير من قدرة الولايات المتحدة على لعب دور خارج هذه التفاهمات التي منحت إيران حق الفيتو على أي شريك إقليمي يمكن أن ينافسها في الساحة العراقية كتركيا.

مصطفى العبيدي

صحيفة القدس العربي