معركة الموصل:التجاذبات الاقليمية

معركة الموصل:التجاذبات الاقليمية

musel
بتاريخ 1تشرين الاول 2016 حدد الرئيس التركي (رجب طيب أردوغان) ملامح السياسة الخارجية التركية أمام البرلمان التركي ، وفي حديثه عن تطور الاوضاع السياسية والعسكرية الميدانية في العراق أشار الى معركة الموصل القادمة بقوله (انه يعترض على مشاركة المليشيات الطائفية والتي يعني بها مليشيات الحشد الشعبي لأنهم يحاولون أن يلعبوا ألالاعيب ذاتها في الموصل أي كما يقومون بالقتل والترويع والتهجير والتغيير الديمغرافي والعرقي داخل الاراضي السورية ) وربط بينها وبين الاساليب الارهابية التي يقوم بها حزب العمال التركي مضيفا (سنستمر في بذل جهودنا لمنع أي اشتباكات عرقية ومذهبية داخل الموصل ) .
وفي لقاء للرئيس التركي مع قناة (روتانا خليجية) السعودية أكد على أنه (حريص على عدم السماح باية سيادة طائفية على الموصل لأن الهدف فقط تطهيرها من داعش) وأكد أن الموصل لأهل الموصل وتلعفر ولا يحق لأحد أن يأتي ويدخل هذه المناطق وأن تكون  الموصل بعد تحريرها لأهلها فقط من العرب والتركمان والاكراد .
وفي قراءة متأنية ودقيقة لتصريحات الرئيس اردوغان وما حدده من ملامح جديدة للسياسة الداخلية والخارجية للحكومة التركية التي ستنتهجها عربيا واقليمبا والمخاطر التي ستعيشها هذه المنطقة يمكن لنا أن نحدد أهم النقاط التالية :
1.حدد الرئيس التركي مخاطر التحرك الذي تصبو اليه قوات الحشد الشعبي والتي لديها مخطط ايراني تسعى لتنفيذه بسبب الهيمنة والنفوذ الايراني في العراق وتاثيره على القرار السياسي العراقي .
2.ان الايادي الايرانية هي التي تعمل جاهدة لعدم تواصل العلاقات التركية – العراقية بشكل ايجابي وتعمل دائما على تحريك حلفائها داخل العراق باثارة النعرات الطائفية المذهبية في تحديد مسارات هذه العلاقة .
3.اكد الرئيس التركي على أحقية أهالي الموصل في العيش بسلام ووئام وبتسامح ونسيج اجتماعي موحد كان السمة الاساسية التي اتسم بها المجتمع الموصلي طيلة العقود السابقة عندما حدد ملامح هذه العلاقة بتلاحم العرب والتركمان والاكراد وهنا اشارة واضحة للحفاظ على محافظة نينوى مدينة واحدة دون أي مشروع لتقسيمها وتجزئتها .
4.دعى جميع حلفاء الحكومة التركية من الولايات المتحدة الامريكية وودول عربية وأوربية لتشارك في حماية العراق ومدنه وتحديدا مدينة الموصل من الشر القادم لها والذي تسعى اليه قوات الحشد الشعبي وضرورة منع مشاركتها وتواجدها في معركة تحرير الموصل .
5.أهمية أن يذكر الرئيس التركي مدينة تلعفر في خطابه أمام البرلمان التركي يأتي من كونها أكبر قضاء عراقي وفيه نسبة من التركمان يتعايشون بسلام وأمان مع جميع سكان القضاء على اختلاف قومياتهم ومذاهبهم ويعلم حقيقة الاهداف والطموحات المذهبية التي تسعى اليها ايران بأدواتها من مقاتلي الحشد الشعبي في السيطرة والتواجد داخل هذا القضاء بحجة حماية (التركمان الشيعة) وهو هدف ظاهري الملامح ولكن حقيقة الامر يندرج ضمن نقطتين مهمتين هما :
أ. أن تكون ايران قريبة من منطقة الحدود العراقية – السورية وتساهم في ارسال المقاتلين من المتطوعين المشاركين في كتائب الحشد الشعبي العراقي والمتطوعين الشيعة من الافغانيين والباكستانيين وتزويد النظام السوري بالاسلحة والاعتدة بشكل انسيابي وبحرية من الحركة والتنقل .
ب.السيطرة على مطار تلعفر العسكري الذي يعتبر من أهم المواقع العسكرية المهمة داخل محافظة نينوى وهو الذي سيسهل تنقلات المستشاريين والضباط الكبار الايرانيين والمقاتلين والمتطوعين من مطار بغداد الى مطار تلعفر العسكري وتسهيل دخولهم الى الاراضي السورية لدعم المشروع الايراني التوسعي وحماية النظام السياسي الحاكم في سوريا .
6.ان تواجد حزب العمال التركي داخل الاراضي العراقية أصبح من الامور واضحة المعالم ويقاتل عبر سلسلة من المواجهات العسكرية التي جرت ولا زالت تجري في المناطق المحيطة والقريبة من قضاء سنجار وداخل ناحية ربيعة الواقعة شمال مدينة الموصل وهذا يشكل عمقا أمنيا يهدد الامن الوطني والقومي التركي وبالتالي ان تواجد هذا الحزب ومقاتليه الذي سيقاتل جنبا الى جنب مع مقاتلي الحشد الشعبي حال دخولهم الى قضاء تلعفر الذي يحد ناحية ربيعة من جانب منطقة العياضية وبسبب العلاقة المتينة التي تربط حزب العمال بحكومة بغداد والمساعدات المالية والعسكرية التي تصله عبر مطار السليمانية وباشراف وتوجيه من (قاسم سليماني ) الذي كلف (أبو مهدي المهندس) ليكون وسيطا ما بين قيادات الحشد الشعبي وحزب العمال وايصال المساعدات اليهم .
7.أكد ضرورة التواجد التركي في أي حوار سياسي قادم حول الاوضاع القادمة التي ستعيشها مدينة الموصل ما بعد التحرير وأن الحكومة التركية سوف (لا تكتفي بالمراقبة) وهذا ما أثار استياء الحكومة العراقية التي جددت رفضها لأي دور تركي في معركة الموصل .
8.كشف المخطط الذي تعمل عليه قيادات الحشد الشعبي وبالضغوط الايرانية بضرورة مشاركة الحشد وان يكون له دورا رئيسيا في تحرير محافظة نينوى و أدى هذا الموقف الى تصعيد التصريحات التي ينادى بها قيادي الحشد الشعبي من (عصائب اهل الحق وحركة النجباء والخراساني ومنظمة بدر) واعتبروا الوجود التركي (قوات محتلة) وضرورة مواجهتها واخراجها .
فهل سنرى في الايام القادمة عملية عسكرية تركية شبيهة بعملية (درع الفرات ) التي لا زالت القوات التركية مستمرة بها شمال الاراضي السورية أم أن هناك تفاهما ستحدده ملامح معركة الموصل القادمة ؟

وحدة الدراسات العراقية

مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية