موسكو تقابل الضغوط الغربية بالمزيد من التصعيد

موسكو تقابل الضغوط الغربية بالمزيد من التصعيد

_91834_sy3

تتسع رقعة المواجهات بين فصائل المعارضة والجيش السوري المدعوم بميليشيات شيعية عراقية ولبنانية وإيرانية وإسناد جوّي روسي كثيف، وسط معطيات عن ترجيح كفّة الأخير في تلك المواجهات.

ولم يعد التصعيد محصورا في حلب شمالي البلاد بل امتد أيضا إلى حماة غربا ودرعا جنوبا ما يعني وفق المراقبين أن العمل العسكري سيكون هو المسيطر في الفترة المقبلة، وأن الضغوط الدولية الجارية على روسيا والنظام سواء عبر مجلس الأمن أو التلويح بعقوبات اقتصادية لن تأتي أكلها.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ووسائل إعلام حكومية إن الجيش وحلفاءه استعادوا السيطرة على بلدات وقرى في غرب البلاد السبت، مما سلب مقاتلي المعارضة مكاسب نادرة حققوها في الأسابيع الأخيرة.

وأضاف المرصد ومقره بريطانيا أن المكاسب الرئيسية للحكومة كانت إلى الشمال من حماة.

وكانت المعارضة في محافظة حماة الواقعة جنوبي حلب قد سيطرت على سلسلة من البلدات والقرى التابعة للحكومة في هجوم نهاية أغسطس. لكن المرصد قال إن الجيش استعاد العديد من تلك المناطق في هجوم رجح كفته في شمال المحافظة للمرة الأولى خلال أسابيع.

وقالت قناة المنار التابعة لميليشيا حزب الله اللبنانية إن الجيش السوري سيطر على بلدات أو قرى منها الطليسية والقاهرة وتل الأسود.

وأوضح المرصد أن الحكومة استفادت من نشوب قتال بين جماعتين معارضتين في ريف إدلب شمالي محافظة حماة. وأضاف أن حركة أحرار الشام الإسلامية القوية وجماعة جند الأقصى، التي تقول الولايات المتحدة إنها على صلة بالقاعدة، تتبادلان إطلاق النار منذ صباح الجمعة.

وفي تقدم آخر للقوات الحكومية على المعارضة قرب دمشق سيطر المقاتلون المتحالفون معها على قطاع كبير من بلدة الهامة إلى الشمال الغربي من دمشق.

أما في الجنوب فقد شنّت وحدات من الجيش هجوما على مواقع ومرابض للمجموعات المسلحة في بلدتي أبطع وداعل في ريف درعا الشمالي، في عملية استباقية لأيّ تحرك للمعارضة في هذا الشطر.

وكانت انتقادات كبيرة قد طالت الفصائل في الجنوب لعدم تحركها لتشتيت جهود النظام وتخفيف الضغط عن حلب خاصة.

وتواجه مدينة حلب منذ أكثر من أسبوعين هجمة شرسة للنظام المدعوم بسلاح الجو الروسي، وقد نجح الأخير في تحقيق بعض التقدم.

وتدور معارك طاحنة بينه وبين الفصائل المعارضة في وسط مدينة حلب. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن “تتركز المعارك على ثلاثة محاور أساسية هي حي بستان الباشا في وسط المدينة والذي كانت قوات النظام تقدمت فيه، وحي الشيخ سعيد في جنوبها، ومنطقة العويجة في ضواحيها الشمالية”.

وأفاد المرصد عن “تقدم جديد لقوات النظام والمسلحين الموالين لها في المحور الشمالي بسيطرتهم السبت على ضاحية العويجة التي تتواجد فيها منازل مدنيين ومعامل”، مشيرا إلى أن ذلك “يتيح لها التقدّم أكثر في شمال المدينة”.

ويرى محللون أن الضغوط الدولية المتزايدة على روسيا لن تحقق شيئا في ظل إصرار الكرملين على جعل نفسه الممسك بخيوط اللعبة في سوريا مهما كلف الأمر.

ويقول مراقبون إنه حتى الخطط العسكرية الأميركية التي كثر الحديث عنها في الفترة الأخيرة، لن يكون تنفيذها على أرض الواقع أمرا سهلا، خاصة بعد أن عززت موسكو حضورها العسكري في سوريا.

وأظهر تحليل أجرته رويترز لبيانات معلنة أن روسيا عززت قواتها في سوريا منذ انهيار وقف إطلاق النار في سبتمبر حيث أرسلت قوات وطائرات وأنظمة متطورة.

وتشير البيانات إلى تضاعف حجم الإمدادات عن طريق الجو والبحر مقارنة مع فترة قاربت الأسبوعين قبل الهدنة. وهذا أكبر نشر عسكري روسي في سوريا على ما يبدو منذ أن قال الرئيس فلاديمير بوتين في مارس الماضي إنه سيسحب بعضا من قوات بلاده من هناك.

وقال محللون عسكريون إن القوة البشرية الإضافية ربما تشمل متخصصين لتشغيل نظام إس-300 لصواريخ أرض جو الذي نشر في الآونة الأخيرة.

وأضافوا أن ذلك النظام سيحسّن قدرة روسيا على السيطرة على المجال الجوي في سوريا وقد يكون الهدف منه ردع أيّ تحرك أميركي أكثر صرامة.

وأوضح جاستين برونك الباحث في المعهد الملكي لدراسات الدفاع في لندن أن “النظام إس-300 يمنح روسيا بالأساس القدرة على إعلان منطقة حظر طيران فوق سوريا. كما يجعل أيّ محاولة أميركية لفعل ذلك مستحيلة.

ويمكن لروسيا أن تقول فحسب سنواصل الطيران وأيّ شيء يحاول تهديد طائراتنا سيعتبر معاديا وسيدمّر”.

وكانت روسيا قد أرسلت قوة عسكرية كبرى إلى سوريا في العام الماضي، بعد التراجع الكبير للقوات السورية وفقدانها السيطرة على معظم المناطق سواء لجهة المعارضة أو تنظيم الدولة الإسلامية.

صحيفة العرب اللندنية