سانتوس.. حرب مع فارك تنتهي بنوبل للسلام

سانتوس.. حرب مع فارك تنتهي بنوبل للسلام

juan_manuel_colombia_111215-jpg

سياسي ورئيس كولومبيا، تحول من معارض شرس للقوات المسلحة الثورية (فارك) إلى مفاوض ثم مبرم اتفاق سلام معها، مما جعله يحوز على جائزة نوبل للسلام لعام 2016.

المولد والنشأة
ولد خوان مانويل سانتوس يوم 10 أغسطس/آب 1951 في العاصمة الكولومبية بوغوتا، ينحدر من عائلة ثرية لها نفوذ سياسي وإعلامي، وهو حفيد شقيق الرئيس الأسبق مانويل سانتوس (1938-1942).

الدراسة والتكوين
درس المرحلة الثانوية في مدرسة خاصة حتى عام 1967، والتحق بالقوات البحرية أثناء دراسته الثانوية لغاية عام 1971، قبل أن ينتقل إلى الولايات المتحدة لدراسة الاقتصاد في جامعة كانساس، حيث حصل عام 1973 على درجة البكالوريوس في الاقتصاد وإدارة الأعمال.

ثم التحق بكلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية، وهناك حصل على درجة الماجستير في علوم التنمية الاقتصادية عام 1975، بالإضافة إلى حصوله على الماجستير في الإدارة العامة من كلية جون كينيدي التابعة لجامعة هارفارد عام 1981.

الوظائف والمناصب
عين سانتوس وهو في سن 24 مندوبا لبلاده في منظمة البن الدولية بلندن، وبقي فيها لمدة سبع سنوات في الوقت الذي كان يتابع دراسته بمدرسة لندن للاقتصاد والعلوم السياسية.

بعد عودته لبلاده عمل صحفيا في جريدة “أل تيمبو” التي كانت لعائلته أسهم فيها، وعين نائبا للمدير ثم أصبح مديرها بعد عامين.

تقلد سانتوس عددا من الوزارات منذ عام 1991 حتى استقر في وزارة الدفاع عام 2006 ليستقيل من منصبه يوم 23 مايو/أيار 2009.

في يونيو/حزيران 2010 أعلن ترشحه للانتخابات الرئاسية التي فاز فيها بعد جولتين، ونصب رئيسا للبلاد في 7 أغسطس/آب 2010.

وترشح مجددا للاحتفاظ بمنصب الرئاسة عام 2014، وعلى الرغم من حلوله ثانيا في الجولة الأولى فإنه تمكن من الفوز في الجولة الثانية بفارق ضئيل.

التجربة السياسية
دخل سانتوس معترك الحياة السياسية عام 1991، وشارك في تأسيس الحزب الاشتراكي من الوحدة الوطنية، وهو ائتلاف الحزب الليبرالي المحافظ الذي أيد سياسات الرئيس الأسبق أوريبي.

قاد سانتوس عندما كان وزيرا للدفاع (2006 إلى 2009) معركة بلا هوادة ضد متمردي “فارك” في عهد سلفه الرئيس ألفارو أوريبي المعارض الشرس لعملية السلام.

وكان قد صرح قائلا “طوال حياتي كنت خصما ثابتا لمتمردي فارك”.

وتعد القوات المسلحة الثورية الكولومبية حركة ثورية يسارية متمردة وجناحا عسكريا للحزب الشيوعي الكولومبي، دخلت في مفاوضات متقطعة مع الحكومة الكولومبية.

وبعد عامين من توليه رئاسة كولومبيا انتهج سانتوس سياسة أكثر اعتدالا مع فارك، حيث أطلق مفاوضات معها سعيا لتوقيع معاهدة سلام تنهي الحرب الأهلية في البلاد.

وبدأت الحكومة الكولومبية محادثات سلام مع “فارك” أواخر 2012 في أوسلو، ثم استؤنفت تلك المحادثات في 2013 بمساعدة كوباوالنرويج، في محاولة لإنهاء صراع عمره أكثر من نصف قرن أدى إلى قتل ما لا يقل عن 220 ألف شخص ونزوح قرابة خمسة ملايين.

وفي أغسطس/آب 2016 توصل الطرفان إلى اتفاق سلام تاريخي بالعاصمة الكوبية هافانا.

ويوم 26 سبتمبر/أيلول 2016 وقعت الحكومة الكولومبية مع فارك في مدينة قرطاجنة الكولومبية معاهدة سلام تضمنت مواد، بينها مشاركة فارك في الحياة السياسية، فضلا عن الإصلاحات الريفية، وإعادة إدماج المقاتلين المسرحين في الحياة المدنية.

ويوم 2 أكتوبر/تشرين الأول 2016 رفض الناخبون في كولومبيا -وبفارق ضئيل- اتفاق السلام الذي وقعته الحكومة وحركة فارك.

الجوائز
فاز بجائزة ملك إسبانيا لمقالاته عن الثورة الساندينية في نيكاراغوا وذلك أثناء عمله في صحيفة “أل تيمبو”.

حاز سانتوس يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2016 جائزة نوبل للسلام العالمي لعام 2016 بعد أن اختارته لجنة نوبل النرويجية من بين 376 اسما رشحوا لهذه الجائزة.

وذكرت اللجنة في بيان لها أن فوز سانتوس بجائزة نوبل للسلام يعود “لجهوده من أجل إنهاء الحرب الأهلية التي استمرت أكثر من خمسين عاما في بلاده”.

وسانتوس المعجب بوينستون تشرشل وفرانكلين روزفلت ونيلسون مانديلا صرح باستمرار بأنه لا يبحث عن مكافأة لجهوده من أجل المصالحة في كولومبيا، وقال في مقابلة سابقة مع وكالة الأنباء الفرنسية “لا أبحث عن التصفيق.. أريد أن أقوم بما هو صحيح”.

الجزيرة