تركيا ودول الخليج: اجتماع الضرورة

تركيا ودول الخليج: اجتماع الضرورة

_92070_sau3

يمثل الاجتماع الوزاري الخليجي التركي الذي ستستضيفه العاصمة السعودية الرياض، الخميس، مناسبة ضرورية لترتيب تفاهمات وتوضيح مواقف مازالت تربك العلاقات الخليجية التركية.

وسيعقد الاجتماع لـ”تعزيز التعاون والقضايا السياسية الراهنة”، حسب وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس)، وسيشارك فيه وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي ووزير الخارجية التركي مولود أوغلو. وسيترأس الاجتماع وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري لمجلس التعاون.

ويعقد الاجتماع على خلفية تطورات لافتة طرأت على المشهدين الدولي والإقليمي، أعادت تموضع تركيا في ملفات إقليمية، لا سيما في سوريا والعراق، إضافة إلى التقارب النوعي المسجل بين أنقرة وموسكو.

وتتساءل أوساط خليجية عما إذا كانت تركيا صادقة في تحالفها مع الدول الخليجية، أم أنها تستخدم الجانب العربي في خياراتها المستجدة، وعما إذا كانت تركيا تسعى إلى شراكة مع العرب أم أنها تستخدمهم في توازناتها مع إيران وروسيا.

وتحذر هذه الأوساط من أن أنقرة تتمتع بـ”براغماتية رشيقة”، على ما ثبت من خلال انقلابها على نظام الرئيس السوري بشار الأسد بعد الذهاب بعيدا في التحالف معه، وبتحفظها عن تقديم الدعم المطلوب للمعارضة السورية لصالح خياراتها الجديدة مع روسيا.

ويرى المحلل السياسي سلمان الأنصاري رئيس لجنة شؤون العلاقات العامة السعودية الأميركية “سابراك” أن التحديات التي يمر بها العالم الإسلامي “وجودية”، وأنه من المتوقع أن يذهب الاجتماع إلى “تنسيق عالي المستوى لمجابهة كل المخاطر”.

وقال الأنصاري في تصريح لـ”العرب” إن “التردد في توطيد العلاقات ورأب صدع الخلافات ليس من مصلحة أحد”.

ولفت المحلل السعودي إلى أن تركيا هي “الأكثر تأثرا” من تداعيات الأزمة السورية، مضيفا أن “السعودية ودول الخليج ستعطي تركيا فرصة ذهبية من خلال دعمها لتقوم بدورها في حلّ الأزمة السورية”، وأنه من مصلحة الجانبين وضع خطط مشتركة لمحاربة تنظيم داعش و”وضع سيناريوهات في حال سقوط حلب بيد النظام السوري، وبحث ملف معركة الموصل”.

وكان الأمين العام لمجلس التعاون عبداللطيف الزياني وصف الاجتماع بأنه “يأتي في إطار الحوار الاستراتيجي القائم بين الجانبين”، وأنه “سيبحث في سبل تعزيز علاقات التعاون المشترك (…) ومناقشة تطورات الأوضاع الأمنية والسياسية في المنطقة”.

صحيفة العرب اللندنية