تزايد استخدام تنظيم «الدولة» للمدنيين في الموصل دروعا بشرية لحمايته من الهجمات والقصف الجوي

تزايد استخدام تنظيم «الدولة» للمدنيين في الموصل دروعا بشرية لحمايته من الهجمات والقصف الجوي

20qpt956-5

في مواجهة تقدم القوات الأمنية والبيشمركه في معركة الموصل، يتزايد استخدام تنظيم «الدولة» لسكان المدن والقرى، كدروع بشرية ،لحمايته من القصف الجوي والمدفعي او لتغطية انسحابه من مناطق القتال نحو الموصل.
وافادت مصادر مطلعة على الأحداث في الموصل لـ«القدس العربي»، ان التنظيم الإرهابي يحاول استغلال وجود المدنيين في المدن والقرى التي يسيطر عليها، كدروع بشرية توفر الغطاء والحماية لتحركات عناصره اثناء المعارك الجارية حاليا بين القوات الأمنية والتنظيم حول الموصل.
وذكرت المصادر ان التنظيم اصدر اوامره إلى عناصره بتنفيذ حكم الاعدام باي شخص يرفض الانصياع لاوامره باخذ المدنيين اسرى لديه عند انسحابه من بعض المناطق التي تتعرض لهجمات القوات الأمنية او البيشمركه، مشيرين إلى ان عمليات اعدام كثيرة حصلت ضد اشخاص وعائلات رفضت نقلهم إلى الموصل من قراهم ومدنهم، كما حصل في قرية تلول ناصر عندما اجلى التنظيم 60 عائلة نحو الموصل واعدم 5 أشقاء لرفضهم مغادرة بيتهم. كما اجلى التنظيم 100 عائلة من قرية السلامية جنوب الموصل لاستخدامهم دروعا بشرية لتغطية انسحاب عناصره نحو الموصل ولحمايتهم من قصف الطائرات في الطريق.
واكدت المصادر ان معلومات مؤكدة وصلت إليهم، بأن عناصر التنظيم قاموا بحملات إعدامات في قرية النمرود ضد سكانها قبل الانسحاب منها لرفضهم التعاون معه والاستجابة إلى طلبه برحيلهم مع مقاتليه إلى مدينة الموصل، كما عثرت الاجهزة الأمنية على جثث 8 اشخاص سبق ان اعتقلهم التنظيم لرفضهم التعاون معه واخذهم إلى جهة مجهولة، حيث اعدمهم والقى جثثهم على جانب الطريق.
وكانت أخبار عاجلة اشارت إلى دخول عناصر تنظيم الدولة إلى قرية الحميدية التابعة لقضاء الحمدانية من الجهة الجنوبية عن النهر بعد ان تم تحرير جزء منها من قبل القوات العراقية ضمن عمليات تحرير الموصل.
وذكرت الاخبار ان التنظيم قام باعتقال نصف اهالي قرية الحميدية واقتادهم إلى مدينة الموصل لتصفيتهم بتهمة التعاون مع القوات الأمنية ورفض اوامر التنظيم.
وذكر رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي والعديد من القادة والضباط في القوات الأمنية والبيشمركه، في مقابلات ولقاءات صحافية، ان هجومهم في بعض المحاور حول الموصل، يتأخر بسبب الخوف على المدنيين الذين يتخذهم التنظيم دروعا بشرية لحمايته من القصف المدفعي والجوي.
وكانت العديد من المصادر المحلية والدولية، حذرت من ان التنظيم، قد يلجأ إلى استخدام المدنيين كدروع بشرية لحماية عناصره ومقراته من قصف الطائرات والمدفعية التابعة للقوات المشتركة والتحالف الدولي.
وقد أعلن المتحدث باسم البنتاغون جيف ديفيس، أن سكان الموصل محتجزون رغما عنهم على يد مسلحي التنظيم الذين يستخدمونهم دروعا بشرية على وقع الهجوم الذي تشنه القوات العراقية.
وقال إن المدنيين محتجزون في المدينة منذ أسابيع عدة، ولم نشهد تغييرا في هذا الوضع منذ بدء الهجوم الاثنين الماضي.
وتزداد المخاوف المحلية والدولية، مع دخول معركة الموصل يومها الرابع ،على مصير اكثر من مليون مدني يعيشون في مدينة الموصل وحولها، الذين يخشى ان يستغلهم تنظيم «الدولة» الإرهابي، كدروع بشرية لحماية عناصره من القصف المتصاعد على مواقعه وتحركاته.

مصطفى العبيدي

صحيفة القدس العربي