كارتر يفشل في نزع فتيل الأزمة بين تركيا والعراق

كارتر يفشل في نزع فتيل الأزمة بين تركيا والعراق

sport_1468250310

فشلت زيارة آشتون كارتر، وزير الدفاع الأميركي إلى كلّ من أنقرة وبغداد، في نزع فتيل الأزمة بين البلدين على خلفية إصرار تركيا على المشاركة في معركة تحرير الموصل ومعارضة الحكومة المركزية العراقية لذلك.

وجدد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي رفضه عرضا تركيّا للمساعدة في معركة استعادة السيطرة على الموصل من قبضة تنظيم الدولة الإسلامية عقب اجتماع مع وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر السبت في بغداد.

وقال العبادي للصحافيين الذين يسافرون مع كارتر إنه يعرف أن الأتراك يريدون المشاركة لكنه يقول لهم “شكرا”. وأضاف أن هذا أمر سيتعامل معه العراقيون وإذا كانت هناك حاجة للمساعدة فالعراق سيطلبها من تركيا أو دول أخرى في المنطقة.

وأضاف “الآن العراقيون الأكراد والعرب السنة والشيعة والتركمان والمسيحيون والأزيديون، يقاتلون معا لتحرير الموصل، لا توجد لدينا مشكلة”.

فيما أشار وزير الدفاع الأميركي إلى أن كلّ الدول التي تساعد العراق تحترم سيادته ولا يتم تقديم أيّ مساعدة إلا بموافقته.

وفي رد على ما يبدو على العبادي قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في خطاب له “بعض الجهلة يأتون ويقولون ما هي الصلة التي يمكن أن تكون لنا بالعراق؟ هذه الجغرافيا التي نتحدث عنها الآن جزء من روحنا.. وحتى إذا كانت ثقيلة على قلوبنا قولها فنحن نحترم الحدود الجغرافية لكل دولة”.

وفي وقت سابق رأى رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم أن تصريحات العبادي “استفزازية”، مضيفا أن أنقرة ستستمر في تواجدها في العراق.

يشار إلى أن تركيا على خلاف مع الحكومة المركزية العراقية بشأن المشاركة في معركة الموصل وتواجد قوات تركية في معسكر بعشيقة قرب المدينة حيث تدرب قوات قوامها بالآلاف، فضلا عن مشاركة ميليشيات الحشد الشعبي المحسوبة على إيران في المعركة.

وكان وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر قد أجرى، الجمعة، زيارة إلى تركيا قبل أن يتجه إلى بغداد للإطلاع على سير المعارك في الموصل.

والتقى كارتر بأردوغان ورئيس وزرائه ليعلن بعد ذلك أن هناك اتفاقا مبدئيا بمشاركة أنقرة في المعركة الجارية لتحرير الموصل من تنظيم الدولة الإسلامية.

ولكن كارتر أوضح أن أيّ مشاركة للطرف التركي لا بد أن تلقى موافقة من قبل الجانب العراقي الذي يبدو أنه حسم أمره في رفض أيّ حضور لأنقرة في المعركة.

ومن المتوقّع أن تصبح الحملة للسيطرة على الموصل أكبر معركة في العراق منذ غزو عام 2003 بقيادة الولايات المتحدة.

والموصل أكبر بخمس مرات تقريبا من أيّ مدينة سيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية من قبل، وتمتلك رمزية كبيرة، هذا فضلا عن موقعها الجغرافي الاستراتيجي الذي يجعلها محل اهتمام القوى الإقليمية والدولية.

ميدانيا أوضح وزير داخلية حكومة إقليم كردستان العراق السبت أن القوات العراقية على بعد خمسة كيلومترات من الموصل، لكنه أضاف أنه من غير المتوقع أن تنتهي المعركة قريبا.

وقال كريم سنجاري، وهو أيضا القائم بأعمال وزير الدفاع في المنطقة، إن مقاتلي الدولة الإسلامية المعتقد أن عددهم بين 4و8 آلاف سيبدون مقاومة شرسة بسبب أهمية الموصل الرمزية عند التنظيم المتشدد.

وكان تنظيم داعش قد فتح معركة جديدة في مدينة كركوك، كما عمد إلى تفجير مصنع للكبريت في الموصل في محاولة لتعطيل القوات العراقية المتقدمة، والتي تستعد لفتح محاور قتالية جديدة لتشتيت عناصر التنظيم.

وقد نجحت القوات العراقية في استعادة السيطرة على مدينة كركوك. وأعلن قائد شرطة المدينة العميد خطاب عمر عارف مقتل 48 من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية خلال الاشتباكات التي دارت مع قوات الأمن.

من جانبه أوضح العميد يحيى رسول المتحدث الرسمي باسم قيادة العمليات المشتركة (تابعة لوزارة الدفاع)، إن هناك إمكانية لفتح محاور قتالية جديدة في المعارك الجارية لتحرير مدينة الموصل بهدف تشتيت جهد مسلحي التنظيم.

وبدأت القوات الأمنية العراقية صباح السبت، باقتحام بلدتي تلكيف شمال الموصل وقراقوش جنوب شرقها، وهما بلدتان ذات أغلبية مسيحية من السريان الكاثوليك والأرثوذكس.

وأكد قائد في الحشد المسيحي (ينضوي تحت الحشد الشعبي) في سهل محافظة نينوى، أن القوات العراقية استعادت أجزاء واسعة من قضاء الحمدانية ومركزها مدينة قراقوش الموطن الأمّ للمسيحيين في المحافظة الواقعة شمالي البلاد.

صحيفة العرب اللندنية