عون.. العائد إلى قصر “بعبدا”

عون.. العائد إلى قصر “بعبدا”

501

ميشال عون عسكري وسياسي لبناني، تراوحت حياته بين قيادة الجيش اللبناني والاصطلاء بنيران الحرب الأهلية والسير بين ألغام السياسة، قبل أن يذهب إلى منفاه الفرنسي ثم يعود إلى بلده ليؤسس حزب التيار الوطني الحر، ويصبح أحد أبرز الداعمين للمقاومة بعد توقيعه وثيقة تفاهم مع حزب الله 2006، انتخب رئيسا للجمهورية عام 2016.

المولد والنشأة
ولد ميشال نعيم عون يوم 18 فبراير/شباط 1935 في حارة حريك بالضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، متزوج من نادية الشامي من بلدة زحلة شرقي لبنان ولهما ثلاث بنات.

الدراسة والتكوين
درس عون المرحلة الابتدائية في مدرسة رسمية وتابع دروسه في “الفرير” (نوتردام) في فرن الشباك ثم في “القلب الأقدس” ببيروت حيث نال شهادة في الرياضيات.

التحق ميشال عون بالمدرسة الحربية عام 1955 حيث تخرج في 1958 ضابطا مدفعيا، وشارك في دورة تطبيقية على المدفعية في فرنسا خلال 1958-1959، كما تلقى دورة متقدمة في الاختصاص نفسه في الولايات المتحدة الأميركية.

ابتعث عون في يوليو/تموز 1978 لمتابعة دورة أركان في مدرسة الحرب العليا بباريس، وعاد منها في يوليو/تموز 1980 ومنح على إثرها رتبة “ركن”.

الوظائف والمسؤوليات
عين عون ملازما في “ثكنة المير بشير” وانتقل إلى فوج المدفعية الثاني في صيدا سنة 1959، وفي سنة 1964 أصبح قائد سرية مدفعية.

رقي إلى رتبة ملازم أول في 1 يوليو/تموز 1961، ثم رقي إلى رتبة نقيب في 1 أغسطس/آب 1968، وصار رائدا في 1 يناير/كانون الثاني 1974، ثم أصبح عميدا في 1 يناير/كانون الثاني 1984.

خدم ميشال عون إبان حرب 1967 بين العرب وإسرائيل على الحدود الجنوبية ضمن فوج المدفعية الثالث المتمركز في الخريبة.

كان عون أثناء الاجتياح الإسرائيلي للبنان سنة 1982 قائدا للواء الثامن المدافع عن قصر بعبدا. وفي سنة 1984 عين قائدا للجيش اللبناني.

التجربة السياسية
دخل عون في مواجهات دامية مع الجيش السوري في لبنان ثم مع قائد “القوات اللبنانية” سمير جعجع.

ترأس عون سنة 1988 بوصفه قائد الجيش اللبناني حكومة انتقالية بمرسوم من الرئيس أمين الجميل في اليوم الأخير من ولايته، وبموازاة مع حكومة أخرى يترأسها الدكتور سليم الحص.

لم يتنازل عون عن رئاسة الحكومة الانتقالية رغم التوقيع على وثيقة الوفاق الوطني، وتنصيب الرئيس إلياس الهراوي رئيسا للبنان.

قام الجيش اللبناني بقيادة العماد إميل لحود (صار رئيسا للجمهورية لاحقا) -وبمؤازرة من الجيش السوري- بقصف قصر بعبدا، فأرغم عون على الخروج من القصر بخطة أمنية فرنسية أشرف عليها السفير الفرنسي في بيروت.

لجأ عون إلى السفارة الفرنسية في منطقة الحازمية ببيروت يوم 13 أكتوبر/تشرين الأول عام 1990، ومنها جرى ترحيله في 29 أغسطس/آب 1991 برا إلى شاطئ ضبية، ومنها إلى قبرص، ومنها إلى باريس عبر بارجة حربية فرنسية.

انتهت فترة منفى عون في فرنسا وعاد إلى بيروت في 7 أغسطس/آب 2005، وأسس في 18 سبتمبر/أيلول 2005 حزب التيار الوطني الحر.

ترشح عون للانتخابات النيابية اللبنانية فحصدت كتلته 21 نائبا من مجموع 128 نائبا هم عدد أعضاء البرلمان اللبناني.

وقّع في 6 فبراير/شباط 2006 وثيقة تفاهم مع حزب الله فدخل بقوة في الاستقطاب الثنائي بين كتلة الموالاة وكتلة المعارضة، ومنذ ذلك الحين يعد التيار الوطني الحر أبرز القوى المشكلة لفريق 8 آذار (حزب الله وحلفاؤه).

خاص العديد من المعارك السياسية رفقة رموز المعارضة، ومن بينها ما يعرف بـ”ملف شهود الزور” المرتبط بالمحكمة الدولية المخصصة للتحقيق في اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري.

تحسنت علاقة عون بسوريا بعد سنوات من العداء السياسي، وزارها فالتقى رئيسها بشار الأسد في 3 ديسمبر/كانون الأول 2008.

تمكنت كتلة التغيير والإصلاح بزعامة عون من تحقيق نتائج جيدة حيث حصدت 27 مقعدا في البرلمان اللبناني في انتخابات 2009.

وافق عون والتيار الوطني الحر الذي يتزعمه على المشاركة في حكومة تمام سلام التي رأت النور في شهر فبراير/شباط 2014 بعدد من الوزراء في مقدمتهم صهره جبران باسيل.

ترشح عون عام 2016 لرئاسة لبنان بعد نحو عامين من انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال سليمان وفشل الفرقاء اللبنانيين في اختيار رئيس جديد.

وعلى الرغم من استمرار الخلافات العميقة بين الأطراف المشكلة للنسق السياسي اللبناني، إلا أن أخبارا راجت في أكتوبر/تشرين الأول 2016 أشارت إلى أن زعيم تيار المستقبل سعد الحريري يعتزم تأييد تولي ميشال عون لرئاسة لبنان، بينما يتولى هو رئاسة الحكومة للمرة الثانية.

وبهذا التأييد انضم سعد الحريري لكل من رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع والأمين العام لحزب الله حسن نصر اللهاللذين سبق وأيدا ترشيح عون للرئاسة.

في 31 أكتوبر/تشرين الأول انتخب النواب اللبنانيون ميشال عون رئيسا للجمهورية، ليكون بذلك رئيس الجمهورية الـ13 في لبنان، لتنهي هذه الخطوة سنتين ونصف السنة من الشغور في منصب الرئاسة.

الجزيرة