هل الجزائر عصية على تنظيم الدولة؟

هل الجزائر عصية على تنظيم الدولة؟

441
آثار تبني تنظيم الدولة الإسلامية اغتيال شرطي بمدينة قسنطينة شرق الجزائر تساؤلات عن حقيقة وجود التنظيم في البلاد بعد أشهر قليلة من إعلان الحكومة القضاء على عناصر “جند الخلافة” الموالي للتنظيم.

وكانت أول وآخر عملية لتنظيم جند الخلافة في سبتمبر/أيلول 2014 عندما أعلن مسؤوليته عن خطف وقتل المواطن الفرنسي هيرفي غوردال في منطقة تيكجدة الجبلية الواقعة جنوبي العاصمة الجزائرية.

وجددت حادثة قسنطينة المخاوف رغم ملاحقة الجيش المسلحين والتضييق عليهم، ورغم أن السلطات الجزائرية لم تتهم أي جهة بالوقوف وراء الاغتيال الذي يذكر بما كان يحصل في التسعينيات عندما كانت التنظيمات المسلحة تنفذ اغتيالات فردية ضد رجال الشرطة والسياسيين والصحفيين.

ويفترض أستاذ السياسات الأمنية بجامعة وهران عبد الكريم كادورلي وجود علاقة بين منفذي العملية ووسيط أو شخصية من تنظيم الدولة، مرجحا أن يكون الجناة “قاموا بتصفية حسابات شخصية مع الضحية وعرضوا العملية على التنظيم مقابل تسهيل عملية تهريبهم مع الوعد بالانضباط داخل التنظيم”.

وقال “إن لجوء التنظيم إلى استثمار عمليات الإجرام سببه التضييق والحصار الذي يفرضه الجيش الجزائري”، مضيفا أن مثل هذا العمل “لم يخضع للعرف الداعشي، والتشكيك في تبني تنظيم الدولة لعملية اغتيال الشرطي لا يلغي التهديد الدائم لها، ويجب الانتباه للإستراتيجيات الجديدة للتنظيم التي تؤكدها العملية، وهذا ما يزيد من تعقد عملية مكافحة الإرهاب”.

ويؤكد كادورلي أن الجزائر “ليست في منأى عن الإرهاب الذي يتجه نحو التنظيم والمأسسة”، مشيرا إلى “المحيط المعروف بالانكشاف الأمني في تونس وليبيا ومالي“.

من جانبه يعتقد أستاذ العلوم السياسية بجامعة المسيلة محمد بوضياف أن تنظيم الدولة “يسعى إلى تسجيل حضور إعلامي وخرق جهود الجيش الجزائري”، محذرا من “خطر العمليات المعزولة التي يجتهد التنظيم في تسويقها وتفتح الباب أمام القوى التي تتربص بالبلد”.

واعتبر بوضياف ما وقع في قسنطينة “عملية استعراضية لا تعكس قوة التنظيم ولا حضوره في الجزائر”، مشيرا إلى “التسويق الإعلامي العالمي الذي يعطي الزخم لهذا التنظيم ويشجع على الالتحاق به”، ومعتبرا ذلك “تحريضا ضد الجزائر”.

ويشاركه الرأي الباحث في العلوم السياسية علي مختاري، قائلا إن العملية “محاولة إثبات وجود من طرف التنظيم”، لافتا إلى أن الإحصائيات والتقارير تثبت أن الشباب الجزائري في صفوف التنظيم “هم الأقل من بين كل الشباب العرب، وهذا ما يعني عجزا على تجنيدهم”.

لكن مختاري يحذر من تكرار تجربة “الأفغان العرب” في الثمانينيات والتسعينيات “عندما عادوا إلى بلدانهم بعد نهاية القتال في أفغانستان، حيث سيعود الجهاديون إلى تونس بعد القضاء على تنظيم الدولة في كل من العراق وسوريا مما يشكل خطرا مباشرا على الجزائر”.

ويضيف مختاري أن “الفوضى السائدة في ليبيا وانتشار السلاح وغياب سلطة مركزية تضبط الحدود ستجعل الجيش الجزائري في حالة استنفار دائمة لكن خبرته تجعله الأكثر قدرة على محاربة هذه المجموعات”.

عبدالحميد بن محمد

الجزيرة