المعركة على الموصل تمضي وفقاً للجدول المرسوم، ولكن ليس وفقاً للخطة الموضوعة بالضبط

المعركة على الموصل تمضي وفقاً للجدول المرسوم، ولكن ليس وفقاً للخطة الموضوعة بالضبط

iraq-mosul-isis-oil-burning-rtx2rch5-639x405

في اليوم السادس عشر من الهجوم لاستعادة السيطرة على الموصل من مسلحي تنظيم «الدولة الإسلامية»، وصلت “قوات الأمن العراقية” إلى نقطتين في الأطراف الشرقية للمدينة. وقد بدأت “القوات الخاصة لمكافحة الإرهاب” باختراق المناطق الصناعية من كوكجلي والكرامة، المعروفة بورشها الميكانيكية ومنازلها الخاصة بالطبقة العاملة. وسيطرت قوات الفرقة التاسعة للجيش العراقي على الطرف الخارجي من الموصل، على مسافة 3.5  كم (ميليْن) نحو الجنوب، ودخلت عبر جُديدة المفتي، إحدى المناطق السكنية الجديدة التي بنيت للجنود والموظفيين الحكوميين في عهد صدام حسين.
هجوم متعدد الجبهات
كما هو متوقع، إن الهجوم على الموصل قد شهد في البداية تقدم متزامن على عدد من المحاور، وقيام “القوات الخاصة لمكافحة الإرهاب” بقيادة المعركة على ثلاثة منها. فقد تحرك طابور واحد بقيادة الشرطة الاتحادية شمالاً على الطريق السريع [الخارجي] الرابط بين بغداد والموصل، غرب نهر دجلة، وسيطر على نحو 40 كم (25 ميلاً) في الأسبوعين الأوّلين. وهو الآن على بُعد 15 كم (9 أميال) عن المدينة. (للحصول على خرائط توضح الوضع المحلي، راجع نسخة بي بي سي من هذه المقالة.)
كما شارك طابور آخر مكوّن من الفرقة 15 في الجيش العراقي في القتال على طول الضفة الغربية لنهر دجلة، وواجه مقاومة شرسة، شملت قيام تنظيم «الدولة الإسلامية» بحرق متعمد لـ “معمل كبريت المشراق”، مما خلق سحابة سامة ضخمة على أرض المعركة. وتبقى الفرقة 15 عالقة لإخلاء جيوب العدو، على بعد 30 كم (19 ميلاً) تقريباً إلى الجنوب من المطار الدولي في الموصل، في المحيط الجنوبي من المدينة.
وقد حاولت الفرقة التاسعة القيام بمناورة مماثلة إلى الشمال من الضفة الشرقية لنهر دجلة، ولكنها واجهت مقاومة قوية من قبل تنظيم «الدولة الإسلامية» حدّت من تقدمها إلى مجرد 11 كم ( 7 أميال)، و لا يزال أمامها 25 كم (16 ميلاً) للوصول إلى الطرف الجنوبي الشرقي من الموصل.

هجمات مشتركة مع الأكراد
قامت قوات “البيشمركة الكردية” بقيادة محاور الدفع المفتوحة الأربع الأخرى إلى الشرق من نهر دجلة، واخترقت الـ 4-10 كم (2،5-6 ميلاً) الأولى من دفاعات تنظيم «الدولة الإسلامية» على شكل قوس واسع شمال شرق الموصل. وبعد ستة أيام من القتال عزز الأكراد مواقعهم على الخط الجديد للجبهة المحصنة في الوقت الذي مرت فيه “القوات الخاصة لمكافحة الإرهاب” ووحدات الجيش العراقي لمواصلة الهجوم شمالي شرق وشرق الموصل. وإلى الشمال الشرقي، استولت الفرقة 16 في الجيش العراقي والقوات التي تدعمها تركيا والموالية لمحافظ نينوى السابق أثيل النجيفي على حوالي 6 كم (4 أميال)، ولا يزال أمامها 9 كم (6 أميال) للوصول إلى الضواحي الشمالية من الموصل.
أما المحور الأكثر نجاحاً إلى الشرق من نهر دجلة فقد كان الهجوم الذي شنته “القوات الخاصة لمكافحة الإرهاب” على طول الطريق الرئيسي من أربيل الى الموصل. وقد استعادت القوات الخاصة 15 كم (9 أميال) من الطريق واخترقت الأطراف الشرقية للمدينة. وتبعد الجسور في وسط الموصل حوالي 7.5 كم (5 أميال) من أقرب المناطق المحررة. والآن تُحوّل قوات الفرقة التاسعة [تقدمها] شمالاً للانضمام إلى “القوات الخاصة لمكافحة الإرهاب” على طول الحدود الشرقية للموصل، بتخليها عن المحور الجنوبي الشرقي المتأخر في الوقت الراهن.
خطة متطورة
بعد أسبوعين من بدء الهجوم، هناك أسباب للتفاؤل المشوب بالحذر. فالتعاون بين قوات البيشمركة و”قوات الأمن العراقية” قد جرى بفعالية وتحمس، الأمر الذي فاجأ كلا الجانبين. كما كانت مقاومة تنظيم «الدولة الإسلامية» قوية، حيث قامت باستهداف القوات العراقية بـ 100 سيارة مفخخة – إلا أنه لم يتم خفض الزخم الهجومي لقوات الأمن.
إن الهجوم الأصلي الذي شمل ستة محاور قد بدأ يصبح أكثر منطقياً [ويتركز على] ثلاثة محاور دفع رئيسية وهي: على طول الطريق السريع [الخارجي] الرابط بين بغداد والموصل إلى الغرب من نهر دجلة؛ وعلى طول طريق الموصل – أربيل نحو شرق المدينة؛ والهجوم الشمالي الشرقي الذي يسير بخطى بطيئة وتشنه الفرقة 16. وقد يخفف ذلك بعض المشاكل التي كانت واضحة في الأسبوعين الأوّلين من الهجوم، مثل الإفراط في بسط القوة الجوية للتحالف الذي تتزعمه الولايات المتحدة إلى جانب الكثير من المحاور المختلفة.
وبرزت إضافة نهائية للخطة بشكل محور جديد يدفع نحو الصحاري غرب الموصل، بقيادة «وحدات الحشد الشعبي». وهذه الوحدات الشبه عسكرية المكوّنة من متطوعين شيعة بشكل رئيسي هي رسمياً جزء من “قوات الأمن العراقية”، ولكنها تضم فئات مدرجة كمنظمات إرهابية من قبل الولايات المتحدة، مثل «كتائب حزب الله». وهذه الوحدات المسلحة تسليحاً خفيفاً والمحمولة على شاحنات تملأ بسرعة مناطق الصحراء المفتوحة بين الموصل والحدود السورية، حيث اخترقت حوالي 15 كم (9 أميال) داخل الصحراء واجتاحت بعض المخابئ الصحراوية لتنظيم «الدولة الإسلامية» المشهورة كثيراً بسوء سمعتها مثل جُرن، وأمريني، والمستنطق.
وقد تساهم «وحدات الحشد الشعبي» بشكل ملحوظ في عملية الموصل إذا أغلقت الفجوة وتوقفت قبل تلعفر، المدينة الصغيرة غرب الموصل – معقل تنظيم «الدولة الإسلامية». ولكن إذا قامت بمحاولة في وقت مبكر لشن هجوم على تلعفر نفسها، فقد يؤدي ذلك إلى تدفق اللاجئين نحو الموصل وقيامهم بروي حكايات عن سير الميليشيات الشيعية على طريق الحرب مما سيثير قلق الأغلبية السنية في الموصل واحتمال جر تركيا إلى [حلقة الصراع] وتدخلها عسكرياً كما هدد بذلك الرئيس التركي رجب طيب اردوغان.
 مايكل نايتس

معهد واشنطن