لواء إسكندرون.. منطقة تتنازع ملكيتها سوريا وتركيا

لواء إسكندرون.. منطقة تتنازع ملكيتها سوريا وتركيا

501

“لواء إسكندرون” منطقة إستراتيجية تتنازع ملكيتها سوريا وتركيا؛ ففي حين تعتبرها الأولى جزءا منها وتصفها “باللواء السوري الـ15″، فإن الثانية تخضعها فعليا لسيادتها وإدارتها المباشرة منذ عام 1939، عندما ضمتها إلى أراضيها وأطلقت عليها اسم “ولاية هتاي”.

الموقع
يقع لواء إسكندرون على خليج إسكندرون وخليج السويدية في الزاوية الشمالية الشرقية للبحر الأبيض المتوسط، وكان سابقا في أقصى شمال غربي سوريا، ويتصل من الشرق والجنوب الشرقي بمحافظتي إدلب وحلب، ومن الجنوب بمدينة اللاذقية، ومن الشمال بمحافظة غازي عنتاب التركية، وهو الآن في جنوبي تركيا.

ضمته تركيا عام 1939 بعد أن “تنازلت” لها عنه فرنسا أيام احتلالها سوريا، واعتبرته محافظة تركية، وأطلقت عليه اسم “محافظة هتاي”، وهو يتكون من ست مدن رئيسية هي: أنطاكيا (عاصمة المحافظة)، وإسكندرون، وأوردو، والريحانية، والسويدية، وأرسوز.

تبلغ مساحة لواء إسكندرون 4800 كيلومتر مربع، ويتكون من تضاريس مختلفة يغلب عليها الطابع الجبلي، وأشهر جباله الأمانوس والأقرع والنفاخ وجبل موسى، كما يضم سهولا خصبة أهمها سهل العمق، وتمر منه أنهار العاصي والأسود وعفرين.

يسود المنطقة مناخُ حوض البحر الأبيض الحار والجاف صيفا والمعتدل الماطر شتاءً، وتتفاوت درجات الحرارة بين منطقة وأخرى داخل اللواء، فتبلغ أعلاها 28 درجة مئوية خلال شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب، وتسجل أدنى مستويات الحرارة ثماني درجات مئوية في شهري ديسمبر/كانون الأول ويناير/كانون الثاني.

السكان
يبلغ تعداد سكان لواء إسكندرون مليوناً و533 ألفا نسمة، أغلبيتهم العظمى من المسلمين السنة (وفق الإحصائيات التركية لعام 2015)، وتتوزع أعراقهم على العرب والأتراك والشركس والأكراد مع أقلية من الأرمن.

لتاريخ
يعود تاريخ الحياة في لواء إسكندرون إلى العصر البرونزي بين عامي 1800 و1600 قبل الميلاد، وكان جزءا من إمبراطورية الحثيين منذ القرن الـ17 وحتى عام 1490 قبل الميلاد حين بسط قدماء المصريين سلطانهم عليه، ثم تناوبت على حكمه عدة أمم، بينها السريان والفرس.

شهدت مدينة أنطاكيا -كبرى مدن اللواء- تطورا عمرانيا كبيرا منذ عام ثلاثمئة قبل الميلاد، واتخذها الرومان عاصمة لحكمهم في سوريا عام 64 قبل الميلاد، إلى أن فتحها المسلمون عام 16 للهجرة، فتعاقب عليها الحكمان الأموي والعباسي، قبل أن يسيطر عليها الطولونيون عام 877م ثم الحمدانيون.

وقع لواء إسكندرون في قبضة البيزنطيين مجددا خلال الحملة الصليبية عام 969م، وتحولت أنطاكيا إلى إمارة مهمة أدار الصليبيون منها هجماتهم على المشرق الإسلامي، قبل أن يستردها المسلمون المماليك في مايو/أيار 1268م.

ضمها السلطان سليم الأول للحكم العثماني عام 1516م وألحقها بولاية حلب، وظلت خاضعة للحكم العثماني حتى عام 1918م حين وقعت تحت حكم الاحتلال الفرنسي لسوريا مع نهاية الحرب العالمية الأولى.

وفي 29 مايو/أيار 1937 أصدرت “عصبة الأمم” قراراً بفصل لواء إسكندرون عن سوريا وعُين عليه حاكم فرنسي، وفي 15 يوليو/تموز 1938 دخلت القوات التركية مدن اللواء وتراجع الجيش الفرنسي إلى أنطاكية، وفي 1939 نظم الفرنسيون استفتاء في الإقليم أيد المشاركون فيه الانضمام إلى تركيا في ظل مقاطعة السكان العرب للاستفتاء.

وإثر اندلاع الثورة السورية عام 2011 ظهر في المناطق السورية القريبة من منطقة لواء إسكندرون تنظيم مسلح موالٍ للنظام السوري بقيادة بشار الأسد، ويسمى “المقاومة السورية-الجبهة الشعبية لتحرير لواء إسكندرون”.

ويتزعم التنظيم أحد أبناء الطائفة العلوية يدعى “علي الكيالي”، واسمه الصحيح معراج أورال. ويُتهم بتدبير عدة مجازر بحق الشعبين السوري والتركي، أهمها مجزرة البيضاء التابعة لمدينة بانياس في محافظة طرطوس الساحلية السورية في الثاني من مايو/أيار 2013، وتفجير مدينة الريحانية التركية في 11 مايو/أيار 2013.

الاقتصاد
يتمتع لواء إسكندرون بأهمية اقتصادية كبرى كونه يضم ميناء إسكندرون الذي تستخدمه تركيا لتصدير النفط، كما يعمل سكانه في قطاع السياحة المزدهرة في مدنه التاريخية، وتعد الزراعة من أهم مصادر دخل السكان الذين يزرعون القطن والحبوب والتبغ والمشمش والتفاح والبرتقال والزيتون، وفيه أيضا قطاع صناعي نشط خاصة في صناعات النسيج والزجاج.

المعالم
توجد في لواء إسكندرون معالم أثرية وتاريخية عديدة، أهمها: قلاع كورشات وباكراس وباياس ومانشيليك وأرسوز وبرج الجن.

الجزيرة