معركة الموصل: البداية والنتائج 3

معركة الموصل: البداية والنتائج 3

%d9%85%d8%b9%d8%b1%d9%83%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%88%d8%b5%d9%84

استمرارا للفعاليات العسكرية والأمنية التي تقوم بها القوات العراقية ومقاتلي القوات الكردية وحرس نينوى ضمن عمليات تحرير نينوى، وفي نهاية اسبوعها الثالث فقد تمكنت من تحقيق العديد من الأهداف والمهام الميدانية التي استطاعت فيها من احكام سيطرتها على العديد من الأهداف التي رسمتها الخطة العسكرية التي وضعتها وأعدتها قيادة قوات التحالف الدولي وبأشراف الولايات المتحدة الامريكية وأهم ما تميز به الأسبوع الثالث من المعركة يمكن ايجازه بالآتي:

  1. أحكمت القوات الكردية سيطرتها على مركز ناحية بعشيقة بعد محاصرتها من عدة محاور وبإسناد من قيادة القوة الجوية التابعة لقوات التحالف وبمشاركة ميدانية من القصف المدفعي للقوات التركية الواقعة في أعلى الهضبة التي تشرف على مركز الناحية وتبعد مسافة5كم عند ابتداء الهضبة وتم طرد وقتل جميع مقاتلي داعش والتواجد في الناحية.
  2. استمرت قيادة مكافحة الإرهاب وبإسناد ومشاركة القوات العراقية من التقدم باتجاه الاحياء السكنية التي تلي منطقة الكوكجلي باتجاه مركز مدينة الموصل وتمكنت من السيطرة على أحياء (الاخاء وعدن) ومحاصرة أحياء (البكر والقادسية الأولى والثانية) وتعزيز تواجدها من خلال تمشيط أحياء (الملايين الثالثة والقدس والسماح) وتطهيرها من المتفجرات والعبوات الناسفة وحقول الألغام التي زرعها مقاتلي داعش.
  3. تداعيات المحور الذي يتواجد فيه (حرس نينوى) المتكون من متطوعي أبناء محافظة نينوى وبمساندة الفرقة16 حيث تمكن من احكام سيطرته وتواجده باتجاه منطقة (سادة وبعويزه) وهي من المناطق المهمة التي تستطيع هذه التشكيلات العسكرية من التقدم باتجاه أحياء (الفلاح والكندي والحدباء) والتقدم باتجاه المناطق التي من الممكن أن تلتحم مع المحور الشرقي القادم من الأحياء التي تم السيطرة عليها.
  4. يمكن اعتبار أن المحور الجنوبي تمكن من تصعيد عملية التقدم باتجاه أهدافه المهمة والمتمثلة في معالجة منطقة (البو سيف) بالمدفعية الثقيلة والقصف الجوي كونها تشكل حلقة استراتيجية في وصول مقاتلي قيادة الفرقة15 والشرطة الاتحادية الى أهدافها داخل المدينة في منطقتي (مطار الموصل ومعسكر الغزلاني).
  5. المحور الشمالي الشرقي والذي يمتد من منطقة الكوير وبعد أن تمكن من تعزيز تقدمه من مفرق قضاء الحمدانية باتجاه أول الاحياء السكنية المؤدية لمركز المدينة وهو (حي الانتصار) لم تتمكن قوات الفرقة التاسعة من توسيع تقدمها بسبب المواجهات والاشتباكات وخطوط الدفاع التي أحدثها مقاتلي داعش مما انعكس سلبيا على حياة وتواجد السكان المحلين ونزوح العديد منهم وترك دورهم لقرب الاشتباكات والقصف المتبادل بين الطرفين.
  6. وكما كان متوقعا فقد استمر مقاتلي وكتائب الحشد الشعبي في حركتهم وتقدمهم عبر المحور الغربي لقاطع العمليات وتمكنوا من الوصول بمسافة 3كم من محيط مطار تلعفر العسكري والواقع على بعد 9كم من مركز القضاء وهو ما تسعى اليه قيادات الحشد لتنفيذ أهدافها الاستراتيجية في تأهيل هذا المطار واعداده لتحقيق الغايات الميدانية والقتالية التي يسعى اليها الحشد ومقاتليه.
  7. الحدث الأهم في هذا الأسبوع هو عملية النزوح للسكان المحليين المتواجدين في الاحياء السكنية التي دخلت اليها القطعات العسكرية والأمنية بسبب استمرار القصف الجوي والمدفعي من قبل القطعات المتجحفلة وعمليات التفجير والتفخيخ بالسيارات والعجلات والقصف المدفعي الذي يقوم به مقاتلي داعش الامر الذي يشكل انتهاكا صارما لمبادئ وحقوق السكان الأمنيين والذين لا يستطيعون البقاء في دورهم ومحلاتهم ومزارعهم لأنهم تعرضوا لشتى أنواع الإصابات واستشهد العديد منهم وجرح الاخرين مع هدم دورهم وأماكن تواجدهم.

8.عند وصول أبناء مدينة الموصل الى منطقتي (الخازر وحسن شام)حيث المعسكرات التي تحوي الخيم المعدة لاسكان النازحين من مركز المدينة والتي تم اعدادها من قبل المنظمات الإنسانية والإغاثة الدولية التابعة للأمم المتحدة أو التي ساهمت بها وزارة الهجرة والمهجرين العراقية (بشكل مخجل) فانهم لم يجدوا أبسط المقومات التي تعينهم وتساعدهم في محنتهم وتقيهم البرد الذي بدأ تباشيره الأولى في هذه المناطق حيث بلغ عدد العوائل النازحة أكثر من 45 ألف نسمة في حين انى هذه المعسكرات لا تستطيع ان تستوعب الا (17) ألف عائلة  وهذا يشكل اخفاقا واضحا وعدم استعداد ميداني يؤكد حقيقة عدم الاهتمام بالأمر خاصة وان الحكومة العراقية قد أقرت قبل بدأ العمليات العسكرية انها تتوقع نزوح أكثر من مليون شخص من مدينة الموصل .

أن استمرار العمليات العسكرية وتقدم القوات الأمنية وجميع التشكيلات المتجحفلة معها سيحدد مسار ونهاية المعركة ويوضح حقيقة وكيفية التعامل مع أبناء المدينة وتأمين حياتهم والحفاظ على أرواحهم.

وحدة الدراسات العراقية

مركز الروابط للابحاث والدراسات الاستراتيجية