الحديث عن تنحّي بوتين يهزُّ المجتمع الروسي.. هذه قصَّة ما نشره موقع إخباري قريب من الكرملين

الحديث عن تنحّي بوتين يهزُّ المجتمع الروسي.. هذه قصَّة ما نشره موقع إخباري قريب من الكرملين

n-social-media-large570

زعم خبير بالسياسة الروسية أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يُفكر في التنحي عن منصبه، إذ يُرجح أن بوتين البالغ من العمر 64 عاماً سيغادر منصبه “لأسباب مُعينة” ستجعله في حاجة إلى الابتعاد عن الأضواء العام القادم.

ولمح المحلل الروسي فاليري سولوفي إلى أن بوتين، الذي رحب بانتخاب دونالد ترامب كرئيس للولايات المتحدة، ربما يضطر للتنحي بسبب مرضه، وفق تقرير نشرته صحيفة دايلي ميل البريطانية، السبت 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2016.

وقال سولوفي الذي يعمل عميد بمعهد موسكو الحكومي للشؤون الخارجية إنه من المحتمل أن يحتاج الرئيس الروسي إلى تفادي الأضواء في عام 2017 لعدة أشهر، أو أن ظهوره سيكون نادراً.

وأضاف: “كما ترى تُعد هذه الحالة الافتراضية أمراً بالغ الصعوبة من وجهة نظر السياسة الروسية”.

موقع قريب من الكرملن

social media

وحينما سُئل الخبير ما إذا كانت مشاكل صحية هي التي تقف وراء هذا الاعتزال أجاب بغموض “لا تجعلني أقول أكثر مما ينبغي، لقد قلت بما فيه الكفاية”.

وتابع: “دعني أؤكد لك مرة ثانية أن هذه ليست معلومات موثوق في صحتها بشكل تام، لكن مع ذلك ينبغي النظر فيها”.

يُذكر أن هذه القصة الخبرية فجرها موقع شهير مقرب من الكرملين يُدعى (Moskovsky Komsomolets (MK وقد تم حذف القصة خلال ساعات من نشرها.

وبالرغم من ذلك أكد سولفي أن كل ما ذكره صحيح.

وأضاف “سيتمكن الجمهور الكريم التأكد من كل شيء ذُكر في هذه المقابلة قبل نهاية العام”.

وألمح التقرير إلى أن مشاكل صحية وراء خروج بوتين عن المشهد، لكنه أيضاً ذكر احتمال أن يتنحى رجل روسيا القوي جانباً ليُفسح المجال لخليفة لديه علاقات قوية مع الغرب لتولي المهمة.

“عاصفة رعدية”

وقد ظهرت القصة تحت عنوان: “عاصفة 2017 الرعدية: ربما يخلف أحدهم بوتين خلال عدة أشهر”.

وذكر التقرير المحذوف اسمي بديلين محتملين لبوتين، وهما؛ رئيس الوزراء الحالي ديمتري ميدفيدف، الذي قضى مدة 4 سنوات كرئيس للوزراء انتهت عام 2012، وأليكسي ديمين الذي يبلغ من العمر 44 عاماً، وهو الحارس الشخصي السابق لبوتين ونائب وزير الدفاع السابق، والذي يرى المراقبون أنه يتم إعداده لمهمة أكبر.

وأشار التقرير إلى أن هناك صراعاً مريراً على السلطة متورط فيه البيروقراطيون الأمنيون من ذوي النفوذ التابعون لبوتين والذين يعارضون تولي ميدفيديف.

وقال سولوفي الذي يعُتقد أنه له مصادره الخاصة داخل الكرملين أنه يُجرى النظر في انتخابات رئاسية مبكرة لعام 2017 قبل عام من انتهاء السنوات الست من ولاية بوتين.

وأشار راديو صدى موسكو التابع لشركة غازبروم والمستقل تحريرياً إلى حذف المقال المنشور بموقع MK، حيث قال “سيتضح الأمر في ديسمبر/كانون الأول – المقابلة التي أجراها موقع MK مع أحد المُحللين حول خليفة بوتين”.

عشرات الآلاف قرأوا الحوار

وتساءل أحد المعلقين “لماذا فزع المحرر؟ ما الشيء شديد الخصوصية فيما قاله الرجل؟ أم أننا غير مسموح لنا بالحديث عن أي شيء على الإطلاق الآن؟”.

يُذكر أن هناك أكثر من 50 ألف شخص قرأوا الحوار قبل حذفه وفقاً لموقع MedeaLeaks.ru الإخباري الروسي.

تخرج سولوفي -ويبلغ من العمر 56 عاماً- من معهد لومونوسوف موسكو الحكومي، وعمل بالأكاديمية الروسية للعلوم، ومؤسسة ميخائيل غورباتشوف، كما أمضى عاماً في كلية لندن للاقتصاد.

وهو عضو بمجلس الخبراء بمجلة “جيوبوليتيكس” العريقة منذ عام 2009.

قال إنه من “المنطقي” إجراء انتخابات مبكرة ولكن “الفكرة التي لا تُصدق على الإطلاق كانت تُناقش”، قاصداً أن بوتين لن يترشح.

وبسؤاله عن السبب، قال “جزئياً بسبب هذه الظروف، وجزئياً بسبب الاعتبارات الجيوستراتيجية”.

وتابع “بوتين مُقتنع أنه طالما كان هو الرئيس، فلن يكون من الممكن تحسين العلاقات مع الغرب. لذا، من أجل تغيير هذا الوضع فمن الضروري أن تُمثّل روسيا في المفاوضات من قبل شخص آخر”.

إذا افترضنا أن فلاديمير فلاديميروفيتش (بوتين) يعتبر أن تحسين العلاقات مع الغرب ضرورة وطنية، فمن السهل التكهن بمن سيخلفه”.

“بدائل محتملة”

social media

طرح اسم ميدفيديف “الليبرالي” ولكنه قال “إنه غير محبوب من قِبل العديد من الناس بما في ذلك لوبي الأمن القوي”.

وكان البديل هو الرجل التنفيذي ديومين، والذي عجل بوتين تقدمه في الحياة السياسية بتعيينه هذا العام حاكماً لمنطقة تولا.

اصطحب ديومين الرئيس الأوكراني المخلوع فيكتور يانوكوفيتش بنفسه خارج البلاد بعد الثورة عام 2014، ولعب دوراً رئيسياً في استيلاء روسيا على شبه جزيرة القرم.

ويقول سولوفي إن بوتين فقد الثقة في لوبي الأمن، إلا أن وزير الدفاع السابق وكبير العاملين في الكرملين سيرجي إيفانوف -جاسوس الكي جي بي السابق الذي أُزيح مؤخراً عن المشهد- يمكن أن يُطرح اسمه.

توقيت ظهور القصة بدا غريباً لأنها نُشرت في اليوم التالي لانتخاب دونالد ترامب.
يرى بوتين أن ترامب “زعيم غربي نادر يمكن أن يعمل معه”.

السبب في إزالة القصة ليس واضحاً. وكانت هناك ادعاءات على وسائل التواصل الاجتماعي بتدخل الرقابة.

ولم يصدر تعليق فوري من الكرملين.