ميدل إيست بريفينج: تركيّا والشمال السّوريّ… من يضع القواعد؟

ميدل إيست بريفينج: تركيّا والشمال السّوريّ… من يضع القواعد؟

a1478334352

اهتمّت صحيفة ميدل إيست بريفينج، بالوضع المعقّد في الشمال السّوريّ ومعركة الرّقّة، وقالت إنّ هذه المنطقة حسّاسة للغاية، وهناك قوى مختلفة تتنافس في السيطرة عليها، وإنّ معارك هذه القوى مع مرتزقة داعش تمثّل للجميع هدفاً ثانويّاً ضمن منظومة السعي لتحقيق أهداف متباينة. إذا كان القتال ضدّ الجماعة الإرهابيّة يخدم أجندتهم فإنّهم سوف يفعلون ذلك، وإذا لم يحدث ذلك فإنّهم سوف يقاتلون بعضهم بعضاً طالما لا يزالون يملكون أهدافاً متعارضة.

وتتطرّق الصحيفة إلى حالة التنافس بين وحدات حماية الشعب والقوّات التركيّة، وتقول “الطريق الوحيد لتحرير شمال سوريّا من مرتزقة داعش هو التوصّل إلى توافق سياسيّ حول حدود تركيّا والكرد، والتحكيم إلى حدّ ما بين الجانبين عند الحاجة، وفي حال لم يحدث ذلك، سوف تستمرّ المعركة بلا هوادة حتّى إذا تمّت هزيمة مرتزقة داعش”.

وتشير الصحيفة إلى أنّ كلاً من قوّات سوريّا الديمقراطيّة والجيش السّوريّ والقوّات التركيّة، تتنافس معاً للسيطرة على هذه المنطقة ومنها الرّقّة، وتؤكّد الصحيفة أنّ أمريكا حدّدت موقفها الواضح باستمرارها بالتعاون مع قوّات سوريّا الديمقراطيّة في تحرير الرّقّة من مرتزقة داعش، وتابعت “بعد تصريح «تاونسند»، قام الرئيس التركيّ بالاتّصال بالرئيس «أوباما»، ووعده بإرسال قوّات تركيّة إلى الرّقّة. ولكن إلى أيّ مدى سيلتزم الجيش التركيّ بالعمل ضمن حدود مهمّة استعادة الرّقّة؟ هذا الموضوع قيد النظر في كلّ من واشنطن وأنقرة في الوقت الراهن”.

وتتطرّق الصحيفة إلى الضغوط التي تتعرّض لها تركيّا في شمال سوريّا، وتقول “كان أردوغان مضطرّاً لإيقاف غاراته الجويّة في المنطقة بعد تلقّيه تحذيراً، وقال المسؤولون الأتراك إنّ الطائرات العسكريّة أوقفت عمليّاتها في شمال سوريا يوم 22 أكتوبر/تشرين الأول. ويبدو أنّ التحذيرات قد سهّلت مهمّة واشنطن في إقناع أردوغان بوقف قصفه لقوّات سوريّا الديمقراطيّة”.

وتقول الصحيفة إنّه في حين أنّ قوّات سوريّا الديمقراطيّة ستحصل دائماً على مساعدة التحالف الدوليّ، فإنّ عمليّة درع الفرات المدعومة تركيّاً لن تتمتّع بنفس الميّزة التي كانت توفّرها الطائرات التركيّة قبل 22 أكتوبر/تشرين الأول، وهذا سيكون له تداعيات على معركة منبج المتوقّعة قريباً – حسب قول الصحيفة طبعاً – بين مرتزقة درع الفرات وقوّات سوريّا الديمقراطيّة، وكذا بين مرتزقة درع الفرات ومرتزقة داعش. يمكن لهذا أيضاً أن يتسبّب بتقليص دور مرتزقة درع الفرات في معركة الرّقّة ويسمح للأمريكيين بالعمل بشكل مريح مع الكرد، بغضّ النظر عن احتجاج تركيّا.

وتعود الصحيفة لتذكّر بنوايا أردوغان الخبيثة وخططه المضادّة، وتقول “تركيّا لن تسمح أبداً للكرد بوصل قوّاتهم بين كوباني وعفرين، تمّ تأجيل معركة الباب بالفعل، في حين أنّ معركة منبج باتت غير مؤكّدة”.

وتؤكّد الصحيفة أنّه في حال اندحار مرتزقة داعش من الشمال السّوريّ؛ فإنّ الديناميات القائمة لن تتغيّر بأيّ حال من الأحوال بخلاف قيام الولايات المتّحدة بسحب قوّاتها. سوف تبقى قوّات سوريّا الديمقراطيّة ومرتزقة درع الفرات والجيش السّوريّ وتركيّا والروس أيضاً، سوف يستمرّ الصراع بالتأكيد، وهذه الصراعات غالباً ما تكون بيئة خصبة لنشاط جماعات مثل مرتزقة داعش.

وتقول الصحيفة “إلى الآن، يدور الصراع في سوريّا عبر وكلاء، ولكن إضعاف هؤلاء الوكلاء سوف يدخل الصراع إلى مرحلة أكثر خطورة، لا تركيّا ولا العرب لديهم الاستعداد لترك شمال سوريّا في قبضة الكرد”.

ويختم التقرير “ومع ذلك فإنّ الحدّ من دور كلّ من المجموعات المتحاربة لن يكون كافياً لحلّ هذه القضيّة. في نهاية المطاف نحن نتحدّث عن الأراضي السّوريّة، ينبغي أن يكون لجميع السّوريين رأي في تقرير مستقبل أيّ جزء من بلادهم، وهذا يتطلّب رفع مقترح خطّة الوضع النهائيّ من مجرّد تقسيم الشمال، إلى مجالات للعمل تشمل كامل البلاد وطريقة حكمها”.

ميدل إيست بريفينج