الأكراد والتحالف على الخطوط الأمامية شمال الرقة

الأكراد والتحالف على الخطوط الأمامية شمال الرقة

441-1
في قرية الحرية على بعد نحو كيلومترين من قرية الهيشة بريف الرقة الشمالي شمال سوريا حيث تركزت الاشتباكات الجمعة الماضي، يتخذ قادة أكراد من قوات سوريا الديمقراطية وعسكريون من التحالف الدولي أحد المنازل مركزا للإشراف على سير المعارك ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

ومن سطح هذا المنزل يراقب عسكري من التحالف الدولي بمنظاره المعارك القريبة، ويتلقى قادة أكراد عبر أجهزة اللاسلكي اتصالات من مقاتليهم على الأرض تتيح إبلاغ الطائرات بمواقع مسلحي تنظيم الدولة.

تختلط الأصوات على أجهزة اللاسلكي بين اتصالات المقاتلين على الأرض وأوامر القادة الموجهة إليهم لتنسيق الهجوم على الهيشة التي نجحت قوات سوريا الديمقراطية في وقت لاحق من مساء الجمعة في السيطرة عليها.

في غضون ذلك يراقب أحد عسكريي التحالف وإلى جانبه زميلان له أعمدة الدخان التي ترتفع من القرية المحاطة بأرض خضراء.

وأمام المنزل يقف اثنان من التحالف قرب عربتين عسكريتين، وآخرون يحملون سلاحهم في بهو المنزل، في حين لا تنفك الطائرات الحربية عن التحليق في الأجواء.

وفي فناء منزل آخر تدار منه أيضا العمليات، يتحدث القيادي في قوات سوريا الديمقراطية أحمد عثمان عن التنسيق الدقيق بين القوات على الأرض وطائرات التحالف الدولي في هذا الهجوم الذي أطلق قبل عشرة أيام لاستعادة الرقة أبرز معاقل تنظيم الدولة في سوريا.

يقول عثمان بلحيته السوداء الخفيفة باللغة الكردية “القوات التي تتقدم على الأرض تعطينا الإحداثيات كونها قريبة من الأهداف”، ويضيف “يحسب المقاتلون المسافات بينهم وبين المرتزقة ويكشفون مصدر النيران، ثم يرسلون لنا الإحداثيات، ونحن بدورنا نبلغ قوات التحالف بها ليتم ضربها”.

وينطبق هذا على سيارات تنظيم الدولة المفخخة، إذ يقول عثمان “أحيانا نتصدى لها بأسلحتنا، وأحيانا نعلم بمكان سيارة مفخخة ويقصفها طيران التحالف بعد إبلاغه بإحداثيات الهدف”.

وليس بعيدا عنه تحمل القيادية في وحدات حماية المرأة الكردية روجدا فلات حاسوبا لوحيا تظهر عليه خريطة المعركة الدائرة ويحيط بها قياديون آخرون.

وبعد تحديد الأهداف، تحمل فلات المنظار لتراقب ما يجري وإلى جانبها يجلس مقاتل يتحدث عبر جهاز لاسلكي.

مشاركة التحالف
ويشارك حوالي 50 مستشارا وخبيرا عسكريا أميركيا في غرفة عمليات معركة الرقة، وفق قوات سوريا الديمقراطية.

وردا على سؤال لوكالة الصحافة الفرنسية، أوضح المكتب الاعلامي للتحالف أنه “كجزء من التزام التحالف بتقديم الاستشارة والمؤازرة ومرافقة قوات سوريا الديمقراطية، يُطلب منا تقديم المساعدة في تخطيط العمليات وتنسيق الغارات الجوية وتنظيم تحركات القوات، فضلا عن التدريب وتأمين المعدات لقوات سوريا الديمقراطية لعزل الرقة”.

وعلى سطح مدرسة في قرية الحرية، أشار القيادي في قوات سوريا الديمقراطية عكيد كوباني إلى  قرية الهيشة ليشرح كيف يتقدم زملاؤه على الأرض لاقتحام القرية رغم قذائف الهاون التي يطلقها تنظيم الدولة.

ويوضح “في معركة تحرير الرقة لا تستخدم الأسلحة الثقيلة، بل نعتمد كثيرا على الأسلحة الفردية وقصف طيران التحالف”.

ويكمن الخطر الأكبر، على حد قوله، في وجود مدنيين يستخدمهم تنظيم الدولة دروعا بشرية.

وقد تسببت ضربة جوية للتحالف الدولي في التاسع من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري بمقتل 20 مدنيا على الأقل في قرية الهيشة، وفق إحصاء لجهة حقوقية. وهو ما نفته قوات سوريا الديمقراطية، بينما أكد التحالف أنه يحقق في الأمر.

الجزيرة