هل كان أوباما يستلم تقارير عسكرية مشوهة عن سوريا والعراق

هل كان أوباما يستلم تقارير عسكرية مشوهة عن سوريا والعراق

_95092_obama3

برزت أزمة ثقة مقلقة بين محللي الاستخبارات في القيادة الوسطى للجيش الأميركي والقيادة العامة في واشنطن. والمعضلة التي يستنتجونها، أن ما يرفعونه إلى العاصمة الأميركية عن الوضع الميداني لعمل قواتهم في أفغانستان والعراق وسوريا وغيرها من مناطق الشرق الأوسط وجنوب آسيا يصل مشوّها إلى البيت الأبيض.

وليست المسألة رأيا ووجهة نظر بل هي نتيجة مسح للاستخبارات الوطنية الذي يجرى سنويا منذ عام 2006 وأظهر أن المسؤولين في القيادة الوسطى للجيش الأميركي التي تشرف على العمليات القتالية في الشرق الأوسط وجنوب آسيا لديهم ثقة أقل بكثير بألا يحرّف رؤساؤهم تحليلاتهم مقارنة بنظرائهم في القيادات العسكرية الثماني الأخرى.

وشارك حوالي 4 آلاف محلل في المسح الذي جرى في ديسمبر الماضي من بينهم 125 محللا في القيادة الوسطى ومديروهم.

وشغل المسح جلسة للجنة الاستخبارات بمجلس النواب عقدت الخميس، وعزز الجدل داخل الكونغرس وغيره عما إذا كانت الإدارة تضغط على المسؤولين لإعلان تقارير مفرطة في التفاؤل عن سير الحرب على “داعش” وحركة طالبان حتى يترك الرئيس الأميركي باراك أوباما البيت الأبيض في يناير المقبل بسجل متميز من الإنجازات.

يتقاطع مسح المخابرات مع تقرير صدر في وقت سابق من العام الجاري أعده الجمهوريون في الكونغرس كشف عن “استياء واسع الانتشار” بين المحللين في مركز القيادة الوسطى ممن يعتقدون أن رؤساءهم يحرفون تقاريرهم.

ومن أبرز نتائج المسح أن 36 بالمئة فقط من مسؤولي القيادة الوسطى الذين شاركوا في المسح قالوا إنهم واثقون بأن مديريهم في القيادات المتوسطة والعليا لا يتعمدون تحريف تحليلاتهم أو طمسها، فيما بلغ المتوسط 72 بالمئة في القيادات العسكرية الثماني الأخرى ومنها القيادات المختصة بالمحيط الهادي وأفريقيا وأوروبا.

وردا على سؤال عما إذا كان أحد “حاول تحريف تحليل كان يعمل عليه أو طمسه رغم الأدلة المقنعة” كانت إجابة 40 بالمئة من المشاركين في استطلاع القيادة الوسطى “نعم” .

وأوضح الاستطلاع أن 65 بالمئة من المشاركين قالوا إن “التسييس” يمثل مشكلة.

ولفت مراقبون إلى أن ما كشفه التقرير من أن “المشاركين من القيادة الوسطى يعتقدون بأن وحدتهم تلتزم بمعايير الموضوعية بدرجة أقل نسبيا من وحدات أخرى لنظرائهم في مجتمع الاستخبارات”، يعني أن ضغوطا سياسية تمارس عليهم لإخراج تقييمات تناسب السياسة العليا للإدارة الأميركية.

إلا أن مسؤولين في وكالات استخبارات أميركية أخرى قالوا إن المشكلات في القيادة الوسطى ليست نتاج ضغط من البيت الأبيض أو مسؤولين كبار آخرين، وإن دور تقاريرها محدود في ما تعلنه الإدارة على الملأ عن تحقيق تقدم في الحرب على داعش أو طالبان وثبت أن الكثير منه مفرط في التفاؤل.

ورغم أن استقالة مدير الاستخبارات الوطنية الأميركية جيمس كلابر أمس على علاقة بتشكيل دونالد ترامب لإدارته، إلا أن أوساطا لم تستبعد أن تكون لهذا المسح علاقة بتوقيت قرار الاستقالة.

واعتبرت مصادر أن تحليلات القيادة الوسطى تتألف من تقديرات يومية عن الأوضاع وليست استخبارات استراتيجية ولا تمثل سوى جزء صغير من المواد التي تشق طريقها من وكالات استخبارات عديدة إلى تقرير الاستخبارات اليومي الذي يقدم للرئيس الأميركي.

وسبق أن رسم تقرير للكونغرس الأميركي صورة وردية مبالغا فيها للحرب على داعش في عامي 2014 و2015 بالمقارنة مع الواقع على الأرض وتقييمات أخرى متشائمة لمحللين.

وتهتم الأوساط الأميركية بنتائج المسح بصفته يشكل من جهة انعدام ثقة مقلق بين قيادات في الجيش والقيادة السياسية، لكنه يعكس من جهة أخرى تشوه التقرير الاستخباراتي اليومي والذي على ضوئه قد يتخذ الرئيس قرارات غير ملائمة.

 صحيفة العرب اللندنية