«داعش» يفتح معابر سرية بين الموصل والرقة

«داعش» يفتح معابر سرية بين الموصل والرقة

أكدت مصادر أمنية أن تنظيم «داعش» في الموصل تمّكن من فتح طُرق برية فرعية لربط المدينة بالحدود السورية بعدما قطعت قوات «الحشد الشعبي» الطريق الدولي المعبّد بين قضاء تلعفر وسورية. وأوضحت أن هذه الطُرق البديلة يصعب قطعها تماماً من دون غطاء جوي، وأن أحدها يربط تلعفر مع سنجار وصولاً إلى قضاء البعاج الواقع على الحدود ومنه إلى ريف الحسكة وصولاً إلى الرقة في سورية.

وكانت قوات «الحشد الشعبي» قطعت الطريق الرابطة بين بلدة تلعفر غرب الموصل وبين سورية بعد يوم من إعلانها السيطرة على مطار تلعفر والتقدم نحو مركز البلدة التي يتوقع أن تكون مهجورة بسبب نزوح سكانها وغالبيتهم من التركمان السنة والشيعة.

في غضون ذلك، تستعد قوات الشرطة الاتحادية لفتح جبهة الساحل الأيمن في الموصل الذي بقى عصياً على العمليات البرية منذ انطلاق الحملة العسكرية الشهر الماضي، ما سيُخفف الصعوبات التي تواجه قوات مكافحة الإرهاب في الساحل الأيسر من المدينة حيث تخوض حرب شوارع صعبة تكبدت خلالها خسائر كبيرة، لكنها تمكّنت أمس من اقتحام منطقتين جديدتين إضافة إلى ثماني مناطق سيطرت عليها أخيراً. وبعد أسبوع على استعادة الجيش المنطقة الأثرية في النمرود جنوب الموصل أعلنت قوات الأمن السيطرة على البلدة القريبة منها، والتي تسمى على اسم آثار النمرود.

وقال ضابط كبير في الجيش قرب الموصل لـ «الحياة» إن فتح الساحل الأيمن للموصل سيكون نقطة تحوّل كبيرة في المعركة، مؤكداً أن الساحل الأيمن يعتبر المعقل الرئيسي لتنظيم «داعش» في المدينة حيث يحتفظ بترسانته العسكرية، فضلاً عن مقار الحكومة ومجلس المحافظة وقيادة عمليات نينوى السابقة ومعسكر الغزلاني، كما ينقل التنظيم إمداداته بين جانبي المدينة عبر ثلاثة جسور من أصل خمسة بعدما قصف طيران التحالف الدولي جسرين منها.

وأوضح أن قوات مكافحة الإرهاب تواجه صعوبات كبيرة في الجانب الشرقي للمدينة حيث فوجئت بحرب شوارع معقدة تتخللها مفخخات كثيرة حالت دون تقدم سريع بسبب الإمدادات التي يحصل عليها «داعش» من الساحل الأيمن، «لكن في حال فتح جبهة ثانية في هذا الساحل سيتشتت دفاع التنظيم بسهولة بين جبهتين». وأشار إلى أن قوات مكافحة الإرهاب تمكّنت أمس من السيطرة على منطقتين جديدتين شرق الموصل، هما المعلمين والمحاربين، لتضافا إلى ثماني مناطق كانت القوات الحكومية سيطرت عليها أخيراً.

إلى ذلك، أعلنت قيادة عمليات نينوى أن «قطعات الفرقة المدرعة التاسعة تمكّنت من تحرير ناحية النمرود ورفعت العلم العراقي فوق مبنى الناحية بعد تكبيد العدو خسائر في الأرواح والمعدات». واستعاد الجيش الأسبوع الماضي منطقة النمرود الأثرية القريبة من البلدة التابعة لها، وبدت المدينة مدمرة في شكل كامل، فيما سعت فرق الآثار العراقية إلى إحصاء الخسائر بعدما أفادت معلومات بسرقة التنظيم تماثيل ومحتويات أثرية قبل تفجير المنطقة التي يبلغ محيطها نحو 150 متراً.

وقال قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت في بيان أمس، إنه «تم تطهير مساحة المحور الجنوبي للموصل بالكامل والبالغة 1850 كيلومتراً مربعاً، وتدمير كل دفاعات العدو والوصول إلى مشارف المدينة»، مؤكداً أن «قطعاتنا أنهت مراحل الاستعداد وننتظر الأوامر لاقتحام الموصل واستعادة المطار ومعسكر الغزلاني والتقدم باتجاه مركز المدينة». وأوضح أنه «تم تدمير 1700 قطعة سلاح متنوعة ومقذوف حربي وفخاخ وألغام وعبوات ناسفة، و25 ورشة تفخيخ و92 حزاماً ناسفاً و83 دراجة ملغمة، وضبط 36 مقذوفاً مجهزاً بمواد كيماوية».

حسين داود

صحيفة الحياة اللندنية