شرق حلب.. جثث بالشوارع وجوع وحصار

شرق حلب.. جثث بالشوارع وجوع وحصار

رصد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية مشاهد القتل والدمار في شرق حلب، حيث تملأ الجثث الشوارع جراء القصف المتواصل من قبل قوات النظام، في وقت يكافح من بقي من المدنيين للعيش في بيئة مقفرة دون مستشفيات ولا وقود ولا طعام.

ويقول مراسل الوكالة إن القذائف كانت تتساقط أمس الأربعاء “كالمطر” في شوارع عدة في القطاع الجنوبي من الأحياء الشرقية، لتقتل عشوائيا كل من تصادفه ومن لم ينجح في الاختباء منها.

وعلى أحد الأرصفة، سقطت قذيفة عشوائية وأصابت طفلة في العاشرة من العمر بجروح بالغة، حيث قطعت يدها على الفور وأصيب رأسها بشظايا، وانهارت فاقدة الوعي وقد غطت الدماء وجهها وجسدها.

ولم تعد لدى متطوعي الدفاع المدني “الخوذ البيض” الإمكانات الكافية ليهرعوا لإنقاذ المصابين، مما يجبر الأهالي للعب دور المسعفين بالوسائل البدائية المتاحة، حيث نجح شبان من الحي في نقل الطفلة على دراجة، إلا أنهم أبلغوا عائلتها أن ابنتهم توفيت متأثرة بجروحها.

وفي أحياء شبه مدمرة وتفتقر للكهرباء والماء والإنترنت، يعجز الأهالي العالقون عن إيجاد مأوى لهم من القصف العنيف، لا سيما وأن الآلاف الذين اضطروا للفرار إلى مواقع سيطرة النظام تعرضوا بدورهم للقصف أثناء محاولتهم العبور، كما أصبح الكثير منهم في عداد المفقودين بعد أن نقلتهم قوات النظام إلى مكان مجهول.

مشاهد الموت
وشوهدت خلال الأيام الأخيرة عشرات الجثث الملقاة في الشوارع المدمرة بين الأبنية المنهارة

، حيث لايجد بعض القتلى فرصة للدفن الكريم مع تواصل القصف.

وفي حي الشعار، يجد الناس صعوبة بالغة في التحرك والهروب، ويقول بعضهم وهم يحملون بعضأغراضهم الشخصية على عجل إن الانتقال إلى حي الصاخور الذي سيطر عليه النظام مؤخرا باتمستحيلا.

وبث مركز حلب الإعلامي التابع للمعارضة مؤخرا شريط فيديو يظهر جثث القتلى وأطرافا بشرية في الشوارع وسط صراخ أطفال، حيث يظهر أحد الفتيان وهو يبكي بجانب جثتين، إحداهما تعود لوالدته.

ويقول والد الطفل وهو يجثو قرب الجثة “سنخرج بسبب الظلم والقصف الجوي والقذائف ونقص الطعام”، ثم يلف الجثتين بغطاءين من البلاستيك البرتقالي زودهما بهما مسعفون في المكان.

الجزيرة