كيف لأميركا أن تقطع أذرع إيران الخطرة؟

كيف لأميركا أن تقطع أذرع إيران الخطرة؟

وصف باحث وأكاديمي أميركي منطقة الشرق الأوسط بأنها تشكل ثاني أكبر تهديد لأمن الولايات المتحدة بعد كوريا الشمالية، واقترح على واشنطن الدخول في مواجهة مباشرة مع إيران لقطع ما سماها أذرعها الخطرة في العراق وسوريا ولبنان واليمن.

وقال أستاذ العلاقات الدولية بجامعة جورج واشنطن أميتاي إتزيوني في مقال بمجلة ذي ناشونال إنتريست، إن من يعتقدون أنه ليس للولايات المتحدة سبب مقنع يجعلها تبقى في الشرق الأوسط خاصة بعد أن لم تعد تعتمد على نفط المنطقة، عليهم أن يلاحظوا أن المراقبين حينما يشيرون إلى الشيعة والسنة فإنهم كما لو أنهم يتحدثون عن معسكرين متساويين تقريبا.

ووصف الشيعة في المنطقة بأنهم “أكثر عدوانية وأقوى من السنة”. كما أن الشيعة في اعتقاده متوحدون أكثر من نظرائهم السنة، إذ يقف إلى جانبهم النظامان السوري والعراقي وحزب الله اللبناني والحوثيون في اليمن. ثم إن روسيا وإيران تغدقان المليارات دعما لتلك القوى إلى جانب إرسالهما قوات وأسلحة إليها.

وأوضح أنه إذا انسحبت أميركا من الشرق الأوسط، فإن الشيعة “الذين تقودهم إيران” سيهيمنون في الغالب على المنطقة، مضيفا أن شرقا أوسطا تحت قبضة الشيعة سيصبح مصدرا رئيسيا لتفريخ الإرهاب العابر للحدود وسيشمل أوروبا وسيهدد الولايات المتحدة داخل أرضها.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة إذا تخلت عن الشرق الأوسط، فإن حلفاءها الآخرين في آسيا (اليابان وكويا الجنوبية وغيرهما) سيحذون حذو الفلبين في إيجاد منطقة وسطى بين القوى العظمى، أو ربما يميلون نحو الصين وروسيا. وفي هذه الحالة سينتهي دور الولايات المتحدة زعيمة للعالم، “وهو ما يحبذه الانعزاليون الجدد” في الولايات المتحدة.

أما الخيار الثاني أمام واشنطن -برأي كاتب المقال- فهو السعي لقطع أذرع إيران وذلك بزيادة التدخل الأميركي في العراق وسوريا وفي اليمن بطريقة غير مباشرة.

وقال إن الولايات المتحدة إذا أرادت تفادي التخلي عن الشرق الأوسط، فإن التصدي لأذرع إيران العديدة الواحدة تلو الأخرى خطوة من شأنها أن تصادف نجاحا على الأرجح.

وتابع أن إيران ستكون راغبة في سحب أذرعها وتقديم مزيد من التنازلات بشأن الاتفاق النووي، وهي خطوات يمكن لواشنطن اختبارها بحشد قوة عسكرية في المنطقة والرد بشكل مناسب في المرة القادمة على تحرشات الحرس الثوري الإيراني على سفن البحرية الأميركية.

وخلص أميتاي إتزيوني إلى أن إجبار إيران على التركيز على التنمية المحلية والكف عن استخدام القوة العسكرية للتدخل في شؤون الدول الأخرى الداخلية من شأنه أن يخدم الولايات المتحدة على استرداد مصداقيتها بوصفها قوة عالمية، وهي المصداقية التي أصابها كثير من الوهن في السنوات الثماني الماضية.

الجزيرة