أردوغان يدفع أمنيا ضريبة المشاركة في صناعة فوضى سوريا

أردوغان يدفع أمنيا ضريبة المشاركة في صناعة فوضى سوريا

أنقرة – تقود سياسات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في سوريا بلاده إلى حالة من الفوضى الأمنية والتفجيرات التي كان آخرها تفجير بسيارة ملغومة استهدف حافلة تقل جنودا بمدينة قيصرية (وسط) ما أدى إلى مقتل 13 جنديا وإصابة 56 آخرين.

ومن المرجح أن يؤجج الانفجار الذي يقع بعد أسبوع من تفجيرين دمويين استهدفا الشرطة في إسطنبول غضب المواطنين الأتراك المستائين جراء سلسلة من التفجيرات هذا العام أعلن متمردون أكراد المسؤولية عن الكثير منها وقال داعش إنه نفذ بعضها.

وقد يزيد الهجوم أيضا التوتر في جنوب شرق تركيا ذي الأغلبية الكردية حيث يشن متمردو حزب العمال الكردستاني تمرّدا منذ ثلاثة عقود وقعت بعض أسوأ اشتباكاته في العام الماضي.

واعترف أردوغان أن التفجيرات التي طالت مدنا ومواقع مختلف مرتبطة بما يجري في المحيط الإقليمي. وقال السبت “نعلم أن هذه الهجمات التي نتعرض لها ليست منفصلة عن التطورات في منطقتنا خاصة في العراق وسوريا”.

وأكد الرئيس التركي مقتل 13 شخصا وإصابة 56 آخرين. وقال الجيش إن جميع القتلى و48 من المصابين كانوا جنودا خارج نوبة الخدمة.

وذكرت محطة “إن. تي. في” التلفزيونية أن الحافلة توقفت عند إشارة مرور قرب جامعة إرجيس بمدينة قيصرية عندما اقتربت منها سيارة وانفجرت بعد ذلك. واستهدف متشددون في السابق حافلات تقل جنودا أو قوات أمن.

ولم يرد أيّ إعلان للمسؤولية على الفور لتفجير السبت لكن مسؤولين بالحكومة ربطوا بينه وبين هجوم خارج إستاد لكرة القدم تابع لفريق بشكطاش يوم السبت الماضي في إسطنبول أعلنت جماعة تابعة لحزب العمال الكردستاني المسؤولية عنه في وقت لاحق. وقتل في الهجوم 44 شخصا وأصيب أكثر من 150 آخرين.

وقال نعمان قورتولموش نائب رئيس الوزراء التركي إن مواد مشابهة استخدمت في الهجومين. ودعا حلفاء تركيا إلى وقف دعم المتشددين في تصريحات تبدو موجهة إلى واشنطن.

وأضاف قورتولموش في مقابلة تلفزيونية “هذا ما نتوقعه من أصدقائنا: ليس مجرد بضع رسائل إدانة لكن أن يقاتلوا معنا ضد هذه المنظمات الإرهابية على أرضية واحدة”.

ونددت الولايات المتحدة بالهجوم. وقالت وكالات أنباء روسية إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أبلغ أردوغان في رسالة بأن روسيا مستعدة لزيادة التعاون في الحرب ضد الإرهاب.

ويرى متابعون للشأن التركي أن تواتر العمليات والتفجيرات ضد قوات الأمن والجيش برز بشكل جلي بعد التدخل التركي شمال سوريا، والذي استهدف كلاّ من أكراد سوريا وتنظيم داعش ما جعل الجهتين توسعان دائرة العمليات.

واعتبر المراقبون أن استمرار تركيا بالتدخل في الملف السوري سيزيد من موجة التفجيرات، وأن التصدي الأمني لا يكفي لتطويق العمليات المسلحة ضد القوات التركية، مشيرين إلى أن الحل في إعلان أنقرة النأي بنفسها عن الملف السوري.

ومنذ أيام أعلن المتحدث الجديد باسم داعش أبوالحسن المهاجر أنّ “أنصار الدولة الإسلامية سيهاجمون سفارات وقنصليات تركيا في أنحاء العالم”.

وشهدت تركيا منذ صيف 2015 موجة اعتداءات دامية نسبت إلى داعش أو حزب العمال الكردستاني أو جماعات مرتبطة به.

ففي يونيو قتل 47 شخصا في ثلاث عمليات انتحارية في مطار أتاتورك في إسطنبول نسبتها السلطات إلى داعش.

وقتل 57 شخصا بينهم 34 طفلا في أغسطس في هجوم نفذه انتحاري من داعش خلال حفل زفاف كردي في مدينة غازي عنتاب جنوب شرق البلاد.

وفي 10 أكتوبر 2015، قتل 103 أشخاص في اعتداء انتحاري مزدوج أمام محطة أنقرة الرئيسية خلال تجمع مؤيد للأكراد، ونسب إلى داعش.

والتفجيران في 11 ديسمبر الحالي في إسطنبول استهدفا عناصر شرطة قرب ملعب كرة قدم، وتبنتهما حركة “صقور حرية كردستان” المتشددة القريبة من حزب العمال الكردستاني.

واعتقلت الشرطة إثر ذلك أكثر من 560 شخصا يشتبه في علاقتهم بحزب العمال الكردستاني، بينهم العديد من أعضاء حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد.

وكان الجيش التركي كثف عملياته ضد حزب العمال الكردستاني الصيف الماضي بعد هدنة استمرت سنتين ونصف السنة. وأوقع النزاع أكثر من 40 ألف قتيل منذ اندلاعه في 1984.

العرب اللندنية