الأزمة السورية تضع الأردن في اختبار مكافحة الإرهاب

الأزمة السورية تضع الأردن في اختبار مكافحة الإرهاب

عمان – أنهت الأجهزة الأمنية الأردنية فصلا جديدا من فصول الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها البلاد في الآونة الأخيرة، بالقضاء على جميع المسلحين الذين استهدفوا مركزا للأمن وحافلة تقل سياحا بالقرب من العاصمة، وسط حالة من الصدمة بين الأردنيين.

وتعرضت مدينة الكرك، الأحد، لهجوم مفاجئ من قبل مسلحين يعتقد أنهم ينتمون إلى خلية نائمة، استهدف مركزا أمنيا في منطقة القطرانة وأودى بحياة أربعة من رجال الأمن وسائحة كندية ومدنيَّيْن، إضافة إلى جرح 22 شخصا آخرين، بحسب ما أعلنت مصادر أمنية.

وقالت مصادر، طلبت عدم الكشف عن هويتها، في تصريحات لوسائل الإعلام إن “هناك ترجيحات تشير إلى انتماء هؤلاء المهاجمين إلى أحد التنظيمات الإرهابية”، بينما لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجومين إلى حد مساء الأحد.

ويقول محللون إن للقاعدة وداعش حسابات قديمة يريدان تصفيتها مع الأردن الذي لعب دورا في تصفية أبومصعب الزرقاوي، أحد مؤسسي داعش، إضافة إلى انضمام الأردن إلى الحملة الجوية على تنظيم البغدادي الذي أسر أحد طياريه العام الماضي وأقدم على حرقه حيا، وما خلفته الحرب السورية من دمار ولجوء مئات الآلاف من السوريين إلى الأردن.

وتواصلت عملية تبادل إطلاق النار لساعات بين أفراد قوات الأمن الأردنية وبين المسلحين الذين تحصنوا في قلعة الكرك التاريخية جنوب العاصمة عمّان. ودفعت الحكومة بتعزيزات أمنية كبيرة وطائرات مروحية إلى المنطقة في محاولة لاحتواء الموقف.

وقالت إدارة الإعلام الأمني في مديرية الأمن العام، إنه “في ظهر الأحد تبلغت إحدى دوريات الأمن في منطقة القطرانة بوجود حريق في أحد المنازل وفور وصولهم للمكان تعرض طاقم الدورية لإطلاق نار مفاجئ من مجهولين كانوا داخله ونتجت عن الحادثة إصابة رجلي أمن عام ولاذ مطلقو النار بالفرار بواسطة إحدى المركبات”.
هاني الملقى: هجومان قاما بهما عشرة مسلحين وحوصروا في قلعة الكرك

وأضافت “وبعدها بفترة وجيزة أطلق مجهولون النار باتجاه إحدى الدوريات في محافظة الكرك ولم تقع إصابات تذكر حينها، ليرد بعد ذلك بلاغ آخر حول قيام مجهولين بإطلاق نار من داخل قلعة الكرك باتجاه مركز أمن المدينة ونتج عن ذلك عدد من الإصابات”.

وتداول ناشطون على الشبكات الاجتماعية مقطع فيديو التقطه أحد المواطنين عندما كان بالقرب من مركز أمن مدينة الكرك حيث أظهر أصوات إطلاق نار، قال إنها ناتجة عن الاشتباكات بين عناصر الأمن والمهاجمين المحاصرين داخل أسوار قلعة الكرك.

ونقلت وكالة الأنباء الأردنية عن رئيس الوزراء هاني الملقي قوله إن “عشرة مسلحين تمت محاصرتهم في القلعة”.

وأوضح أن الحادثة بدأت في منطقة القطرانة إذ تم إطلاق نار من سطح مقهى، حيث تعاملت الأجهزة الأمنية مع هذه الحادثة، مشيرا إلى أن المجموعة فرت على متن سيارة نحو قلعة الكرك.

وأفادت وسائل إعلام محلية نقلا عن مصادر مطلعة بأن وحدات من القوات الأمنية الخاصة تمكنت من تحرير حوالي 14 رهينة بينهم سياح ماليزيون، كانوا محتجزين من قبل المسلحين داخل القلعة.

وأكدت تلك المصادر أن المسلحين الذين كانوا يستقلون حافلة سياحية، يمتلكون كميات كبيرة من الذخائر، وأن أحد المهاجمين قتل خلال تبادل لإطلاق النار ويبلغ من العمر 28 عاما، ويعرف عنه أنه من التيار الجهادي التكفيري.

ورغم أن الحادث يحمل بصمات إرهابية بحسب العديد من الخبراء، إلا أن الخبير الأمني الأردني محمد ذنيبات رجح أن يكون الهجومان ذوَيْ خلفية عشائرية. وقال في تصريح لـ”سكاي نيوز عربية” إن “إطلاق النار في الكرك ليس له أي أبعاد سياسية أو إرهابية”.

والكرك واحدة من المدن التاريخية في الأردن، وتعد القلعة التي تعود إلى أقل قليلا من 3 آلاف عام أهم معالمها، كما أن بها عدة مزارات دينية.

وترى أوساط دبلوماسية أوروبية أن العمليات الإرهابية ضد الأردن تُعد قليلة إذا ما قورنت بموقع الأردن ومواقفه ووظائفه في المنطقة.

العرب اللندنية <