ما رسائل المناورات الإيرانية العراقية لدول الخليج؟

ما رسائل المناورات الإيرانية العراقية لدول الخليج؟

فتحت المناورات العسكرية “الإيرانية-العراقية” في مياه شط العرب التي تعد الأولى من نوعها بعد حرب دامت ثماني سنوات بين البلدين، باب التساؤل واسعا عن الرسائل المراد إيصالها من تلك العمليات في ظل تصاعد التوتر بين دول الخليج وإيران.

وأعلنت وزارة الدفاع العراقية، الثلاثاء، مشاركة القوة البحرية عبر قطعاتها في مناورات “محمد رسول الله” مع البحرية الإيرانية، التي ركزت على تسيير دوريات مشتركة وتفتيش الزوارق ومكافحة أعمال التهريب والقرصنة في مياه شط العرب.

ويرى مراقبون أن تلك المناورات الهدف منها استمرار التمدد الإيراني للسيطرة على الخليج العربي، فيما دعا آخرون دول الخليج إلى وضع حد لإيران والتصدي لمشروع تصدير “الثورة الخمينية”.

وقال الدكتور عمر عبد الستار، الباحث في العلاقات الدولية، لـ”عربي21″، إن “من يتحكم في العراق من شماله إلى جنوبه هي إيران، فبالتالي فإن ما جرى من مناورات هي بإيعاز إيراني، وبمثابة نهاية للهدنة بين العرب وإيران”.

وأوضح، أن العرب دخلوا في هدنة منذ عام 1988 بعد انتهاء الحرب الإيرانية-العراقية، حيث دعم العرب العراق في تلك الحرب التي استمرت ثماني سنوات، وأن الرسالة التي أرادت أن توصلها إيران هي “نهاية الهدنة”.

وأعرب عبد الستار عن اعتقاده بأن إيران اليوم هي أشبه بنظام صدام حسين في الأمس، حين خرج من حرب الثماني سنوات متشنجا ومتعبا اقتصاديا، فكان يتبنى سياسة الهجوم، وقد هاجم الكويت، وإن إيران اليوم تهيئ لشيء قادم.

ووصف البرلماني العراقي السابق، العراق بأنه حديقة خلفية لإيران، فالأخيرة تملي عليه جميع قراراته وتتحكم بجميع مفاصل الدولة وسياساتها الخارجية، فإنها ترفض تواجد الأمريكان في العراق ودخول تركيا أيضا وغيرها.

ويتفق المحلل العسكري والخبير الاستراتيجي أحمد الحمادي، مع ذلك في حديث لـ”عربي21″، قائلا إنه “لايوجد هناك شيء اسمه العراق”، وإن “تواجد إيران في مياه الخليج العربي هو لإظهار قوتها بعد أن خرجت من حلب منتصرة”.

وشدد على أن إيران تحتل العراق اليوم فعليا وتؤسس لحشود من جيوش شيعية تابعة لها، في الوقت الذي تزرع فيه البؤر في البحرين واليمن وغيرها من الدول العربية لتصدير ما يسمى “الثورة الخمينية”.

ولفت الحمادي إلى أن “أمريكا سلمت العراق لإيران على طبق من ذهب لنشر التشيع في المنطقة، حيث إنها تعتقد بأن الإهارب هو إرهاب سني، وبالتالي فعلى دول الخليج أن تكون حامية للبوابة الشرقية للعرب”.

ودعا دول الخليج إلى حماية شعوبها وبلدانها من التمدد الإيراني، بتشكيل جيش حقيقي من الدول الست، ليتمكن من صد التمدد الإيراني في المنطقة ويقف بقوة ضد مشاريعها التوسعية.

وكانت اللجنة الأمنية في مجلس محافظة البصرة جنوب العراق، قد أعلنت السبت، افتتاح نقطة بحرية جديدة عند مدخل شط العرب، وتنفيذ مناورة مشتركة لوحدات بحرية عراقية وإيرانية.

من جانبه، ذكر قائد حرس الحدود الإيراني العميد قاسم رضائي، أن الهدف من إجراء المناورات هو رفع قدرات الجانبين في عمليات مكافحة التهريب والقرصنة البحرية.
مصطفى الدليمي

عربي21