الوضع على الحدود اليمنية – السعودية

الوضع على الحدود اليمنية – السعودية

Saudi troops ride in their transports in Jizan near the border with Yemen

تمر عبر الحدود اليمنية – السعودية، والتي تقدر بـ 800 كم، المخدرات والأسلحة والآلاف من الناس بطريقة غير مشروعة. وهو ما دفع الرياض لصرف المليارات من الدولارات في محاولة للحد من حركة المرور مع الجار الذي أصبح يعيش حالة فوضى كبيرة.

في الوقت الذي انشغلت فيه المملكة العربية السعودية بوفاة العاهل السعودي الملك عبد الله (في يناير) تطورت الأحداث بسرعة كبيرة في جنوب البلاد. فقد تمكن المتمردون الحوثيون [الشيعة] من السيطرة على العاصمة اليمنية، كما تزايد نفوذ تنظيم القاعدة في جزيرة العرب.

وتمتد الحدود بين اليمن والمملكة العربية السعودية على حوالي 800 كم. وعلى الساحل، في جازان، وهي منطقة خلابة في هذا البلد الصحراوي، فإن الوضع استثنائي؛ حيث تعبر الشاحنات المسارات الجديدة الملتوية والمنحوتة في الصخر. وفي تلك المناطق حيث تتشبث القرى بالقمم، فلن يصادفك عدد كبير من حراس الحدود.

ثلاثة مليارات دولار من أجل التدابير الأمنية الجديدة

وفي سفوح الجبال تكون عمليات المراقبة أكثر فعالية، ويجب أن تكون كذلك، حيث إن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب سيغتنم أي فرصة ليقوم بتصدير الإرهاب. ويعتبر أعضاء العائلة المالكة أهدافا رئيسة لهذا التنظيم الذي أصبح قادرا على قطع مسافات طويلة للوصول إليهم، فمنذ سنوات قليلة أخفى أحد الإرهابيين قنبلة في جسم أخيه لتنفجر عندما التقى هذا الأخير بأحد أعضاء العائلة المالكة.

وينفق السعوديون ما يقرب من ثلاثة مليارات دولار لتنفيذ تدابير أمنية جديدة على الحدود مع اليمن. وترصد أبراج المراقبة المجهزة بكاميرات التصوير الحراري عديد الأميال من الأسلاك الشائكة، وبالرغم من ذلك فالكثير من الناس وكميات ضخمة من المخدرات تعبر الحدود كل يوم. وبحسب حراس الحدود السعوديين، فقد أوقفوا خلال الثلاثة أشهر الماضية عددا مذهلا يناهز 42.000 شخص أثناء عبورهم هذه الحدود.

أي شخص يمكن أن يكون إرهابيا

أوقف حراس الحدود ثلاثة أولاد كانوا يهربون حزم القات، هذا النبات ذو الآثار المخدرة. ولوحدهم كانوا يحملون ثلاثين كيلوغرام من هذه الأوراق. أحد هؤلاء الأولاد، والبالغ من العمر 10 سنوات، قال إن تجار المخدرات يدفعون له 50 دولارًا مقابل تمرير 10 كغ من القات إلى الجانب الآخر من الحدود. وبعد إيقافه، يقوم حراس الحدود بترحيله وهم يدركون أنه سيعاود الكرة من جديد.

وتعتبر أعداد المتسللين الذين يتدفقون عبر الحدود اليمنية السعودية ثابتة، وعلى هذه الحدود حيث يمكن ملاحظة تراكم أطنان من أوراق القات في فضاءات الحراسة، يكمن الخطر الكبير في تهريب الأسلحة والذخيرة، حيث تم ضبط 2.562 قطعة سلاح خلال الثلاثة أشهر الأخيرة.

ويدرك السعوديون أنه لا يمكنهم تجاهل هذه المشكلة، فأي شخص من بين الآلاف من الناس الذين يتم اعتراضهم على الحدود يمكن أن يكون إرهابيًا؛ إذ إن أحد قتلة تشارلي إبدو [7 يناير 2015]، شريف كواشي، دخل اليمن عبر الحدود مع المملكة العربية السعودية. ومع ما تشهده اليمن من حالة فوضى عارمة، فقد أصبحت مهمة إيقاف هذا المد البشري صعبة وعلى نحو متزايد.

كوريي أنترناسيونال الفرنسية – التقرير