القاهرة تطلق خطة طموحة لإنقاذ قطاع السياحة المتعثر

القاهرة تطلق خطة طموحة لإنقاذ قطاع السياحة المتعثر

أطلقت الحكومة المصرية صندوقا جديدا لدعم القطاع السياحي الذي يمر بأسوأ حالاته حيث خصصت له رأسمال بقيمة 265 مليون دولار.

وأكد يحيى راشد وزير السياحة في تصريح لـ“العرب”، أن صندوق الإنقاذ الجديد سوف يبدأ منح القروض للمنشآت السياحية، بعد عدة أسابيع، وقبل نهاية يناير 2017.

وكان الوزير قد أعلن في تصريح سابق لـ”العرب” عن مبادرة بالتعاون مع البنك المركزي المصري واتحاد بنوك مصر لتمويل الفنادق والمنشآت السياحية التي توقفت السنوات الماضية.

وأضاف أن المبادرة تستهدف توفير التمويل لهذا القطاع تحت مظلة البنك المركزى، في الوقت الذي تعزف فيه البنوك عن تمويل هذا القطاع، وتتعامل معه كل حالة على حدة دون أن تتفق على وضع رؤية عامة لتمويل السياحة.

وأعلن البنك المركزي المصري في وقت سابق، عن مبادرة تستهدف دعم قطاع السياحة من خلال مد أجل ديون الفنادق والمنشآت السياحية المختلفة حتى العام 2018.

وتستهدف المبادرة إنقاذ ما تبقى من أطلال القطاع الحيوي، بعد توقف رحلات السياحة الروسية للقاهرة منذ أكتوبر العام الماضي بعد سقوط طائرة ركاب روسية بوسط سيناء وراح ضحيتها 224 سائحا.
عاطف عبداللطيف: توقف السياحة الروسية وتراجع الرحلات البريطانية زادا من معاناة القطاع

ومنذ ذلك الوقت، تحولت الفنادق في هاتين المدينتين إلى ما يشبه سكن للأشباح بعد أن هجرها السياح، ما أدى إلى تفاقم الخسائر خلال العامين الماضيين بشكل ينذر بكارثة كبيرة.

وقال عاطف عبداللطيف عضو جمعية مستثمري جنوب سيناء إن “الصندوق الجديد سيخفف من الآثار السلبية التي لحقت بالنشاط السياحي، خاصة عقب توقف السياحة الروسية وتراجع السياحة البريطانية”.

وأوضح عبداللطيف أن الصندوق يحل مشكلة نقص التمويل اللازم لإعادة صيانة الفنادق وحل مشكلات الأعباء الناتجة عن فوائد القروض للمشروعات السياحية في ظل تراجع السياحة.

وكانت مصر تعتمد على روسيا بشكل رئيسي، حيث يفضل السياح الروس المناطق الشاطئية، التي تستحوذ على 70 بالمئة من السياحة المصرية.

ويعلن الجانب الروسي من حين لآخر عن عودة السياحة لمصر قريبا، إلا أنه لم يحرك ساكنا، وكان آخر تلك التصريحات منذ أيام تأكيد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي عن عودة السياحة قريبا، علاوة على استمرار وصول الوفود الأمنية لمصر للتأكد من التحسن الأمني.

وتسبب توقف الرحلات الروسية للبلاد في خسائر شهرية لمدينتي شرم الشيخ والغردقة بنحو 275 مليون دولار، وهما المقصدان الرئيسان للسياحة الشاطئية في البلاد.

وأدى ذلك أيضا إلى تشريد أكثر من 7 ملايين عامل، كانوا مرتبطين بالقطاع بشكل مباشر، سواء في الفنادق أو القطاعات الأخرى التي تورد كافة المستلزمات لقطاع السياحة.

وقدر أحمد بلبع رئيس لجنة السياحة بجمعية رجال الأعمال المصريين لـ”العرب” عدد الأنشطة الصناعية المرتبطة بالسياحة بنحو 72 صناعة مختلفة.
يحيى راشد: صندوق التطوير والصيانة يبدأ منح القروض للمنشآت قبل نهاية يناير

ويقول الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر، إن معدلات السياحة تراجعت بنحو 45 بالمئة خلال شهر سبتمبر الماضي، مقارنه بنفس الشهر من العام الماضي.

وبلغ عدد السائحين الوافدين من كافة دول العالم لمصر نحو 503 آلاف سائح خلال أغسطس الماضي، مقابل 915.2 ألف سائح خلال الشهر نفسه من العام السابق.

وكانت الحكومة المصرية تعتمد على قطاع السياحة في توفير نحو 20 بالمئة من العملة الحرة من النقد الأجنبي، وأدى توقف الحركة السياحية عن المقصد المصري إلى أزمة سيولة طاحنة في نقص النقد الأجنبي للبلاد.

ومنذ تلك اللحظة خارت قوى الاقتصاد، وهو ما دفع الحكومة إلى تحرير سعر الصرف وتخفيض قيمة الجنيه، كأحد مطالب صندوق النقد الدولي لإقراض القاهرة، بعد أن فقدت جزءا رئيسيا من مواردها الدولارية السياحية.

وخسرت مصر أكثر من 50 بالمئة من إيراداتها السياحية، حيث بلغت عائدات السياحة عام 2010 نحو 10.6 مليار دولار، في حين بلغت تلك المعدلات نحو 5 مليارات دولار العام الماضي، وتجاهد الحكومة حالياً للوصول بهذا الرقم إلى نحو 7 مليارات دولار العام الحالي.

وألقى حادث تفجير الكنيسة البطرسية بالقاهرة مؤخرا، بظلال سلبية على قطاع السياحة، وفاقم من أزمة الحكومة المالية، كما دفعت الظروف الاجتماعية إلى البحث عن حل لصيانة الفنادق السياحية، بسبب إغلاقها وباتت غير مؤهلة لاستقبال السائحين.

ومن أهم الدول التي أثرت في نسبة الانخفاض، روسيا بنسبة 55.2 بالمئة تلتها بريطانيا بنسبة 15.9 بالمئة ثم ألمانيا بنسبة 14 بالمئة وإيطاليا بنسبة 6.2 بالمئة.

ووجهت هيئة السياحة الإيطالية ضربة موجعة للسياحة المصرية بعد أن أعلنت عن تعليق كافة أنشطتها ورحلاتها للقاهرة في أبريل الماضي، جراء مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني بالقاهرة. ورغم المساعي الحثيثة لإنقاذ المقصد السياحي المصري، إلا أنه يظل رهينة التوازنات السياسية الإقليمية والدولية، والأحداث التي يمكن أن تنال من الاستقرار الأمن

العرب اللندنية