الاثار الاقليمية لاستقلال اقليم كردستان

الاثار الاقليمية لاستقلال اقليم كردستان

في هذا التقرير نتقصى الاثار الاقليمية المحتملة لكرستان المستقلة في شمال العراق . وبالتحديد, نحن نتقصى ردود الفعل المتمثلة بثلاث دول جارة رئيسية  :  العراق , تركيا ,  وايران.  نحن نحلل  بدقة   السيناريوهات  المحتملة التى بموجبها  ربما تظهر كردستان المستقلة والخيارات السياسة العديدة المتاحة لدى  بغداد, وعلى اي حال نحن لانتنبأ بأن كردستان المستقلة سوف تظهر  ولا ندافع من اجل كردستان المستقلة. بالاحرى نحن نتحرى الاثار المترتبة  فى مثل هكذا احتمالية للاقليم  .كما نحلل مصالح الدول الثلاث  الاقليمية الجارة تحديدا وهى حكومة العراق المركزية وتركيا وايران ونستكشف سياسات كل فاعل اقليمي ربما يتبعه  كرد فعل للاستقلال الكردي .

وقد اثيرت مسألة كردستان المستقلة من قبل الاكادميين ومن قبل الدول الثلاث ومن قبل القادة الاكراد انفسهم منذ ان اقام الاكراد الاقليم شبه ذاتى فى اعقاب حرب الخليج الاولى .ومنذ الاطاحة بصدام حسين فأن القادة الاكراد العراقيين عملو بجد ليحققو اقصى درجة من السيطرة على الامور في لشمال وعلى التوترات بين بغداد وحكومة  اقليم كردستان في اربيل – وخاصة فيما يتعلق بتوزيع الموارد والسيطرة على النفط والمناطق المتنازع عليها  –  وهذا دفع العديد من المسؤولين الاكراد  الى اتخاذ خطوات ادت الى توسيع  المسافة  بين حكومة الاقليم والحكومة العراقية المركزية.وطالما اشتكى المسؤولين الاكراد بان حكومة الاقليم لاتستلم حصة عادلة  من الموارد من بغدداد  وقد صرح العديد من القادة الاكراد الكبار  وبصراحة  بان الاستقلال هو هدفهم النهائى .

وفى النتيجة  فان السؤال فيما اذا كردستان العراقية ستصبح ىوما ما  دولة ذات سيادة وليس مجرد نظريا . انه احتمال حقيقى  الذى يجب تقييم تأثيره  على الديناميكا الاقليمية.  نحن نتحرى الاثار المترتبة على المنطقة اذا اعلن الاقليم بدرجة ما  انفصاله عن العراق .

تتركز سياسة الولاياة المتحدة تجاه الشرق الاوسط حاليا على تنظيم الدولة الاسلامية فى العراق والشام(داعش)  والازمة الانسانية فى سوريا . ولم يعطى اهتمام كاف لاستقراراقليم كردستان فى شمال العراق  والذيى يمكن ان يظهر يوما  كردستان مستقلة  مع تداعيات مهمة على  الاستقرار الاقليمى  والامن القومي للولاياة المتحدة.

ان اقليم كردستان عمل بشكل ما كواقع لدولة كردية  منذ تطبيق منطقة  الحظر الجوي  الذي قادته الولاياة المتحدة الامريكية  في عام 1991  الذى قلص تاثير بغداد في الشمال .  ان الدستور في عراق مابعد صدام اضفى على اقليم كردستان  الطابع المؤسسي  والاستقلال السسياسي والاقتصادي .

ان بروز كردستان المستقلة  قوبل بمعارضة شديدة  من قبل الحكومة المركزية العراقية وظهر كانه يرى كتهديد لمصالح الدول الاقليمية الرئيسية  وهى ايران وتركيا  الذي يوجد فى كليهما حجم كبير من الشعوب الكردية  الذين طالبو بمزيد من الحقوق الثقافية والسياسية. ان التطورات الاقليمية الحالية ادت الى بعض  التغيرات  الرئيسية فى المواقف  تجاه اكراد العراق.

ومع ان بغداد عارضت بشدة كردستان مستقلة فانها ليس لها نفوذ كاف لمنع  هذا الاستقلال وبالرغم من ان الحكومة المركزية العراقية قد تعقد الاندفاع الكردى نحو الاستقلال .

اما تركيا قد ترى ان هنالك بعض الفائدة  من وجود كردستان مستقلة مستقرة  .  ان اقليم كردستان يعتبر الان ثاني اكبر سوق مصدرة بعد المانيا ومصدر متزايد للنفط للاقتصاد التركي. ولكن اقليم كردي  عراقي مزدهر  ومستقر ربما يساعد فى خلق حالة معاكسة  من حيث ظهور منطقة كردية مستقلة فى سوريا والذى تعارضها تركيا  بقوة.

اما ايران ربما تخشى من كردستان مستقلة  التي  ربما تحرك الشعب الكردى الذى قمع من قبلها ولكنها لها علاقات قوية مع اقليم كردستان وربما تراه حليف ثمين  ضد الدولة الاسلامية المعادية للشيعة.  .

وعلى اي حال فان رد الفعل لكل من بغداد وانقرة وطهران تجاه الاستقلال الكردي  سوف يعتمد على سيناريوهات والتى بموجبها  سيصبح اقليم كردستان مستقلا .

وفي هذا التقرير  سنتقصى ثلاث سيناريوهات  :

اعلان الاستقلال الكردي من طرف واحد والذى سيلاقى معارضة واسعة من قبل المنطقة  .

سيناريو الحل  الاخير والذي بموجبه ستسقط الدولة العراقية وان يصبح اقليم كردستان دولة مستقلة .

 

والانفصال التدريجي بين اربيل وبغداد .

ويمكن ان ننظر الى ان هذه السيناريوهات  ان تتأثر ببروز القومية الكردية  – فيما اذا يشجعها الاكراد العراقيين اولا يشجعها –   حيث ان  ا الاكراد فى ايران وتركيا وسوريا ليس فقط سيدعمون تاسيس كردستان مستقلة  فى شمال العراق ولكن سيسعون  الى الانضمام للامة الجديدة .

وبقدر مايتعلق الامر بالولاياة المتحدة   فانها ترى  ان  ردود الفعل  الاقليمية  نحو  كردستان مستقلة  ربما لايحدث عدم استقرار كبير   فى المنطقة  اذ حدث ا الاستقلال الكردى بشكل تدريجي  او مثالى   وانه ياتى  كنتيجة للمحادثات  بين بغداد واربيل.

ان تركيا ربما ترحب  بكردستان  مستقلة  بموجب هذا السيناريو  وربما ايران تتقبل استقلال كردستان اذا لم يؤدي الى مزيد من عدم الاستقرار  داخل الحدود الايرانية .

وان الحكومة العراقية المركزية ربما تعارض كردستان مستقلة ولكن لديها خيار قليل  وانها ستقبل الدولة الكردية المستقلة بسبب موقفها الضعيف.

 

اسئلة البحث

  • ماهي الاثار المترتبة في ان تصبح كردستان العراقية دولة ذات سيادة ؟
  • كيف سيكون رد فعل الحكومة العراقية وتركيا وايران تجاه الاستقلال الكردي في شمال العراق  بموجب سيناريوهات مختلفة ؟
  • كيف سيؤثر ظهور القومية الكردية مجددا على ردود فعل هذه البلدان ؟

 

سوف نبحث الاستنتاجات التالبة لكل فاعل اقليمي رئيسي

 

العراق

وجهة النظر العراقية

1-ان انفصال الاكراد سوف يفرض تحدي مباشر على سلطة بغداد  . وعلى اي حال فان قدرة بغداد لمنع الاكراد من الحصول على الاستقلال ربما محدودة .

2- اعلان الاستقلال الكردي من طرف واحد من المحتمل ان يثير  رد فعل  عدائي من قبل بغداد. وبالمقابل فأن القطيعة التدريجية بين اربيل وبغداد قادت الى انفصال تفاوضي والذي سوف يمكن بغداد من تخفيف النتائج السلبية للاستقلال الكردي  وربما يكون لها فوائد بعيدة المدى  لكلا الطرفين.

3-اذا رافق حركة الانفصال الكردية  عودة ظهور القومية الكردية  فان بغداد ربما تكون قادرة على التنسيق مع انقرة وطهران ضد الاستقلال الكردي.

 

ناضل الاكراد  في شمال العراق من اجل الحصول على الاستقلال فى ما يقارب قرن من الزمان . ومن وجهة نظر الحكومة المركزية العراقية فان انفصال الاكراد سوف يفرض تحدى مباشر على سلطة بغداد. ان هذه المصالج المتضاربة هى مصالح خفية مستمرة  في العلاقات بين اربيل وبغداد وهي السبب في العديد من  النزاعات السياسية   الجارية   وهى النزاعات حول الاراضى المتنازع عليها فى العراق والحصة فى الميزانية الاتحادية وتطور النفط الكردي .

ان الاقليم الكردي  يتكون حاليا من  محافظات دهوك واربيل والسليمانية  واراضى كبيرة  تعرف يالمناطق المتنازع عليها  : وهى مناطق مختلطة عرقيا يدعى بها كل من بغداد واربيل  .  وقد سيطر الاكراد  على مساحات كبيرة  من لاراضى المتنازع علها  ويشمل ذالك محافظة كركوك الغنية بالنفط فى عام 2014  وحالما  يصبح اقليم كردستان دولة مستقلة  فان كركوك ستصبح جزء من الدولة الكردية.

ورغم ان بغداد غير قادرة  ان توقف قيام الدولة الكردية  ولكن  رد فعل الحكومة العراقية على الاستقلال الكردي  سوف يتوقف  على كيف سيحصل هذا الاستقلال .ان اعلان الاستقلال  الكردي من طرف واحد سيؤدى الى رد فعل عدائي  من بفداد من جميع السيناريوهات التى  التى تقصيناها فى هذه الدراسة. وقد ترى الحكومة العراقية المركزية في اهذا العمل الاحادى ومن طرف واحد  انتهاك للسيادة العراقية وتحدي خطير الى قدرة بغداد فى ابقاء البلاد موحدة . وتعارض بفداد الاستقلال الكردي  الذي حصل بعد سقوط الدولة العراقية ولديها طرق عديدة متاحة لها في معااقبة الاكراد . واذا ادت القطيعة بين بغداد واربيل الى انفصال عن طريق  التفاوض  فان بغداد ربما تحاول ان  تحصل على  عدة فوائد من الاستقلال الكردي بينما تحاول تخفيف الاثر السلبي  من فقدان اقليم كردستان وخاصة اذا حافظت الدولة الكردية الجديدة في السيطرة على  كركوك ومعظم المناطق المتنازع عليها  .على اي حال فان الاستقلال الكردى يحصل  من خلال  اتفاقية قبول متبادلة بين بغداد واربيل  بحيث يكون لها فوائد ممكنة  لجميع الاطراف  فى السيناريوهات التى تم تقصيها في هذه الدراسة.

ويجب ان ينظر الى رد فعل بغداد ضمن السياق الاقليمى .   وان تاثير رد فعل   بغداد على الاستقلال الكردي  يمكن ان يزداد   اذاكان لدى بغداد القدرة في العمل  مع القوى الاخرى , وبالتحديد ايران وتركيا . ان تاثير اي عمل عسكري او اقتصادي يمكن ان تتخذه بغداد  يمكن ان يتقوى  اذا  تم التنسيق مع طهران وانقرة.   ان هذا التعاون يمكن ان يحدث اذا رافق الاستقلال الكردى  اعادة بروز القيادة و القومية الكردية   والتى ستراها كل من ايران وتركيا كتهديد لمصالحهما الداخلية .

ومن المحتمل ان يفكر اقليم كردستان مليا برد فعل  بغداد نحو الاستقلال الكردى  قبل السعى  الى  الانفصال عن العراق .  وهنالك عوامل  عديدة  يمكن ان تؤثر  على رد فعل بغداد  وفعالية الانفصال . ان الاكراد سيواجهون تحديات عديدة مهمة  فى سعيهم لاقامة السيادة وتاخذ بنظر الاعتبار رد فعل بغداد وهو من القضايا العديدة التى يجب على اقليم كردستان ان ياخذها بنظر الاعتبار

 

تركيا

وجهة النظر التركية

1-وبينما كانت تركيا خصما قويا للانفصال الكردي الا ان تركيا  لها الان علاقات سياسية واقتصادية وثيقة ومتطورة مع حكومة اقليم كردستان العراق.

2- ومن وجهة النظر التركية فان التقدم البطئ المضطرد تجاه الاستقلال الكردي  له فوائد حيث ان التحركات المفاجئة  تجاه السيادة والاستقلال وخاصة فان اي تطور واضح من قبل حكومة اقليم كردستان نحو استقلال  اكبر للاكراد في تركيا سوف يكون له تداعيات خطيرة  .

 

ان انقرة ربما تتقبل الوجود النهائي  لدولة كردية ذات سيادة كما هو الحال في شمال العراق اعتمادا على الظروف مع ان الوسائل التي بموجبها  توجد مثل هذه الدولة  قد تؤثر على  درجة الدعم الاولى  التركي  .

لقد تخلت تركيا عن معارضتها الطويلة  للاستقلال الكردي العراقي  لعدة اسباب  نابعا من سياستها  الداخلية واحتياجات تركيا من الطاقة والضرورات الاقتصادية وعدم الاستقرار السياسي في العراق وسوريا.

اولا   ربما وقبل كل شئ وقبل استئناف العنف الحالي بين انقرة وحزب العمال الكردستاني البي كا كا   (pkk )  فان الحكومة التركية  اتخذت قرارا سياسيا لحل صراعها مع الاكراد الاتراك  وذالك بالموافقة  بالسماح للاكراد بالتعبئة السياسية  والدفاع عن الحقوق الاجتماعية والثقافية .    والجدير بالذكر ان الحكومات التركية المدنيىة  المتعاقبة توقفت عن النظر في التعبئة السياسية للاكراد  باعتباره تهديد للدولة كما حدث في المناطق التي يهيمن عليها  العسكر سابقا  كما وان القادة الاكراد الاترك كانو قد تخلو عن سعيهم فى الحصول على منطقة كرديىة تتمتع باحكم الذاتي  مفضلين الاندماج في السياسة والمجتمع التركي  .    ونتيجة لهذين المتغيرين توقفت تركيا  عن ذالك خوفا من من ان استقلال كردستان العراق سوف يثير  نزعة الانفصال  بين شعبها الكردي .     و يبدو ان تركيا تراجعت  عن هذالمسعى  بسبب اندلاع العنف بعد نجاح  الحزب الذي يهيمن عليه الاكراد في الانتخابات  البرلمانية  التي جرت في عام  2015  التي ترفض حكم حزب الاغلبية  واستانفت  تركيا حملة مكافحة العصيان والتمرد ضد  البي كاكا (pkk)  والتي قامت بذالك لتعزيز بشكل رئيسي  سلطة الحكومة  من خلال انتخابات برلمانية جديدة  والتي جرت في تشرين الثانى من  عام  2015 .   وان المحاولة الانقلابية التي جرت في  تموز من عام 2016 ضد  حكومة اردوغان  ادت الى المزيد من التوتر  مع المثقفين والرسميين الاكراد حيث ربطت  الحكومة هذه المحاولة الانقلابية بالعقل المدبر المنفي في الخارج . ان هذه الاجراءات ضد الاكراد  قد  اتخذت  اصلا لتعزيز سلطة الحكومة المركزية   وليس  اشعال الحروب ضد الثقافة الكردية.  ومع ان الانتخابات البرلمانية  والمحاولة الانقلابية  ساقت الحكومة التركية  الى اتخاذ خطوات لتعزيز سلطتها الداخلية  فانه يظهر  ليس استئناف العنف  ولا المحاولة الانقلابية  قد غيرت  الحسابات الاستراتيجية  لاانقرة فيما يتعلق الامر  بالاستقلال الكردي العراقي .

ثانيا ,  ولعدة سنيين  فان التجارة والاستثمار التركي  في كردستان  العراق قد حول اقليم كردستان العراق الى شريك  اقتصادي مهم بشكل متزايد.    وفي نفس الوقت فأن النمو الاقتصادي الكلي  التركي  السريع  قد دفع تركيا  الى استيراد المزيد من النفط والغاز والسعي الى تنويع تجهيزاتها من الطاقة . ان احتمال زيادة فرص وصول النفط والغاز الكردي( ناهيك عن  احتمالية اجور الترانسيت الاضافية)  قد جعل من اربيل شريك مهم للطاقة بالنسبة الى تركيا ايضا.

ثالثا, ان انقرة لم تعد ترى في  الاستقلال الكردي   كعامل مؤدي  لسقوط العراق  وكنذير للعنف  وعدم الاستقرار على حدودها .   ان تركيا لاتثق بالحكومة العراقية التي يهيمن عليها الشيعة في بغداد – والتي تخضع بدرجة كبيرة للنفوذ الايراني – والتي اثبتت عدم قدرتها في القضاء على داعش وتوطيد الامن وتسهيل صادرات الطاقة  .  وترى انقرة ان اقليم كردستان العراق  اكثر من بغداد فى توطيد الاستقرار على الحود التركية.

رابعا, فان تركيا اصبحت   قلقة  بدرجة كبيرة  بان الاكراد السوريين مع  البي كا كا (pkk)   سوف  يقيمون  منطقة حكم ذاتي  على الحدود الجنوبية لتركيا  والت يمكن للبي كاكا ان يستانفو  العصيان ضد الحكومة التركية  اذا فشلت محادثات السلام  . وبينما تركيا تعمل على خذلان الاكراد السوريين بعدة طرق- ويشمل ذالك من خلال التدخل العسكري المباشر في عام 2016 – فانها تحاول  ان تؤثر على سلوك الاكراد السوريين وذالك بالعمل من خلال القادة الاكراد العراقيين .

واقد شعرت تركيا  مثل اربيل   بتهديد العنف الطائفي والانقسامات السياسية  التى تعززت في عهد  رئيس الوزراء العراقى السابق نوري المالكي  ففي عام 2014    ساوى متحدث باسم  حزب العدالة والتنمية بين  الفوضى  وبين هيمنة الشيعة على  بغداد مبينا  بان  “الولاياة المتحدة لم تجلب السلام والاستقرار  والوحدة  بل انها تركت الفوضى  والارامل واليتامى . لقد خلقت كتلة شيعية  في جنوب بلادنا ”  وقد عملت تركيا بجد لمواجهة  السيطرة الشيعية وساندت الاحزاب السنية  السياسية  حيث قدمت لنائب الرئيس العراقى  السني طارق الهاشمي ملاذ امن  عندما  حاول نوري المالكي القاء القبض عليه وقدمت المساعدة  في محاربة داعش  وهي مليشيا سنية  كطريقة للموازنة مع المليشا الشيعية   التى تتلقى دعما من طهران  كما ان تركيا ترى في اقليم كردستان   شريكا محتملا  في الجهد لمنع حزب البى كاكا(PKK   )  ذو الانتماء السوري  من اقامة منطقة  حكم ذاتي  على الحدود التركية .

ان لقاء اردوغان مع البرزاني وفي تصريحاتهما تم التاكيد  الى كردستان ان التدخل التركي  لمنع اقامة  الجيب الكردي  في سوريا لايعكس تغييرا في حالة    ا لموقف من الوضع الكردي في العراق   .

ان التراكم المضطرد والبطئ  للعلاقات الاقتصادية والدعم السياسي  والاستثمار التجاري  من قبل تركيا سوف يعزز  قدرة اقليم كردستان في التحرك بنعومة  والنتقال من اقليم يتمتع بحكم شبه ذاتي  في العراق الى دولة مستقلة ذات سيادة .

ومن المحتمل  ان يعزز التقدم البطئ نحو الاستقلال  الوضع الاقتصادي الكردستاني ايضا ومع مرور الوقت فان اقليم كردستان سوف يتمكن من تطوير  البنية التحتية للطاقة المطلوبة  لتصدير النفط والغاز   كما يتاح لشركات النفط العالمية الوقت لتطوير حقول  النفط والغاز  وربط انابيب النفط وان تبيع بنجاح الهايدرو كربون الكردي .  كما ان تركيا ودول اخرى  سوف تؤسس   مشاريع عمل واسعة  عبر اقليم كردستان ويشمل ايضا  المناطق المتنازع عليها

وفي مقابل الدعم السياسي والعسكري التركي لاقليم كردستان فان تركيا ربما تطلب من السلطات الكردية ان تسعى في  التخفيف  من تهديد  الاكراد   لتركيا  وربما تدفع تركيا الدولة الكردية الجديدة الى منع البي كاكا(pkk   )   من العمل داخل اراضيها .

 

ايران

وجهة النظر الايرانية

1-ان مسألة كردستان المستقلة  مسالة حساسة بالنسبة للجمهورية الاسلامية  بسبب المخاوف التي سوف تشجع شعبها الكبير من الاكراد الذين يعانون من القمع والاضطهاد .

2-ان ايران ربما تتقبل  في وجود كردستان مستقلة  في شمال العراق  اذا رات ايران ان ذالك لن يهدد استقرارها.

3-ومن وجهة النظر الايرانية  فان الانفصال التدريجي التفاوضى للاكراد عن العراق سوف يكون مفضلا  لانه سوف يقلل من اعتراضات بغداد على الاستقلال الكردي  ويعطى طهران فرصة  من الوقت الضروري لتخفيف الاضطراب المحتمل في داخل الوطن .

ان رد الفعل الجمهورية الاسلامية نحو دولة كردية مستقلة سوف يتأثر بحالة  العلاقات   مع شعبها الكردي  وكذالك ادراكهابما يتعلق نوايا القوى الخارجية. ان مسألة  كردستان مستقلة  هى مسألة حساسة بالنسبة للجمهورية الاسلامية بسبب المخاوف من ا  ن يشجع ذالك شعبها  الكبير من الاكراد الذين يعانون من القمع والاضطهاد.

وبينما الاكراد الايرانيين سوف  يرحبون  بظهور كردستان مستقلة  في شمال العراق فان  درجة  العلاقة  التي شعرو بها  سوف تختلف وهذا يتوقف على العوامل المتعددة التى تتراوح بين الانتماء القبلي والديني واللغة نحو الموقع الجغرافي ضمن ايران ونحو الايدلوجية السياسية .  الاكراد ليسومجموعة متراصة   حيث توجد اختلافات مهمة سواء داخل الحدود الوطنية  او بين المجتمعات  داخل كل ولاية حيث يعيش مايقارب 7 الى 9 ملايين كردي في ايران حيث يشكلون مايقارب 40% من الشعب الكردي في الشرق الاوسط  كثاني مجموعة عرقية  في ايران بعد الاكراد الاتراك (ارزنجان) وكانت  مدينة مهاباد  الايرانية  في النصف الاول من القرن العشرين موطن القادة المثقفين الاكراد للقومية الكردية ومركز المقاومة ضد الدولة عندما اعتلى العرش  رضا بهلوي عام 1925  حيث قام بترويض المجتمعات القبلية  للبلاد والتي شملت  الاكراد.حاول رضا بهلوي ان يعمل بعيدا  عن التنوع الديني والعرقي جاعلا الهوية الوطنية الايرانية لكل ايراني  مانعا اي كتاب  وبث اذاعي باي لغة خارج اللغة الفارسية . وقد شهدت المعارضة الكردية عدة انتكاسات في الثمانينات و بداية التسعينات 1980 و1990 وان قيام الحكم الذاتي في عام 1991   استفادت منه طهران لان سلطات لحكم الذاتي منعت تدفق  الهجمات الكردية من شمال العراق وقامت ايران باغتيالات لبعض المعارضين الاكراد الايرانيين مثلا اغتيال القائد الكردي الايراني عبد الرحمان قاسملو في فينا  في عام 1989 وقتل خلفه  صادق شرفغاندي  في برلين عام 1992  وخلال هذا الوقت  يعتقد ان الجمهورية الاسلامية الايرانية قامت   بقتل  اكثر من 200 كردي ايراني في كردستان العراق . وان فترة حكم الاصلاحى الرئيس محمد خاتمة شهدت تحسن  في حياة الاكراد الايرانيين (1997-2005)من حيث الصحف واللغةواتي ضهرت في االجزء الاخير من فترة حكم على اكبر هاشمي  راسفنجاني (1989- 1997 ) وفي عهد خاتمي تمتع الاكرا بحقوق ثقافية  حيث  التحق الشباب بالجامعات باعداد كبيرة واصبحو فاعلين سياسيا كما عين خاتمي الاكراد في وزارته وعين محافظ كردي لاقليم كردستان عبد الله رمضاني  وفي عام 2005 شهدت مدينة مهاباد المزيد من العنف والعصيان والتي اندلعت بعد ان اغتالت قوات الامن  النشط الكردي  شيفان قادري وان الحريات القصيرة التي تمتع بها الاكراد الايرانيين  انتهت  عندما تولى الحكم محمد احمدي نجاد (2005-2013) حيت منعت الصحف الكردية فى عهده من جديدوالقي القبض على العديد من الناشطين الاكراد. وبالرغم من التفاؤل  الاولي  الذي اعقب  انتخاب الرئيس حسن روحاني في عام 2013  فان النشطاء فى حقوق الانسان شعرو بخيبة الامل بسبب عدم قدرته  في ايقاف القمع والاضطهاد ضد الاقليات.وان المنظمة المنشقة حزب الديمقراطي الكرديستاني الايراني  ادعت انه بين عامي 2014 و2015 تم القاء القبض على  956  كردي  وفي نفس الفترة  اطلقت  القوات الامنية  النار على  153 كردي   مات منهم  57 وقد ابدى الاكراد الايرانيون قلقهم بعد توقيع الاتفاقية النووية  من يتجاهل الغرب  الانتهاكات لحقوق الانسان الايراني .

ان علاقات ايران الاقتصادية  مع اقليم كردستان العراق يمكن ان تخفف من رد فعاها  نحو اعلان استقلال اربيل خاصة اذا  تقررتركيا  في ان تستمر  بزيادة  حصتها في السوق  بين الاكراد .  ان ايران زادت من علاقاتها الاقتصادية  مع اقليم كردستان العراق  بالرغم من معارضة بغداد القوية  مما يشير الى الفوائد المالية التي  ربما  تحوز على الاهتمام الايراني  يفوق على قلقها من القومية الكردية . وهكذا بينما لاتكون ايران سعيدة مع الاستقلال الكردي فانها  ستكون مترددة  في ان  يكون رد فعلها عنيفا تجاه استقلال كردستان .

وبالرغم من التاريخ الطويل لدعم ايران الى ااتحاد الوطني الكردستاني  المنافس الا ان الجمهورية الاسلامية الايرانية  اقامت علاقات  مع مسعود برزانيوالذى هو رئيس اقليم كردستان ورئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني  ان علاقة ايران  مع كلا الحزبين الكرديين يعكس  الاستراتيجية الايرانية الشاملة لطهران  في العراق وهي الحصول  على النفوذ مع  القوى الفاعلة المتعددة بهدف ليس فقط انتلعب مع طرف ضد اخر  ولكن كوسيط قوي  لحل النزاعات  ففي عام 2015  صرح مصدر مقرب من الحزب الديمقراطي الكردستانى العراقي  ان الحزب يسعى  الى اقامة علاقات وثيقة  مع طهران بغية  واملا  في ان تبتعد ايران عن دعم الاتحاد الوطني الكرستاني  والبى كا كا (pkk ) والاكثر من هذا فان  ان الدعم العسكري الايراني لعب دورا اساسيا في  الحرب ضد داعش(ISIL ) .وفي عام 2014 شكر البارزاني ايران “اول دولة تساعدنا ”  في الحرب ضد(ISIL   ) ومع ان الكثير من المراقبين يعتقدون ان الحزب الديمقراطي الكردستاني اقرب الى تركيا من ايران وان البرزاني يدعي ان اقليم كردستان يحاول ان يوازن في علاقته مع ايران وتر كياوعلى اي حال  فانه من المحتمل ان المستقبل  سيشهد صراع شيعي كردي  بين المليشيات الشيعية  والبيش مركة  حول امناطق المتنازع عليها  مثلا كركوك والتي يمكن ان تعكر  سعي البرزاني  في العلاقات مع ايران

وان تطوير العلاقات الاقتصادية مع اقليم كردستان ادى  الى تحقيق فائدة الى طهران وتقوية العلاقات  مع اربيل حيث بلغت التجارة السنوية في عام 2000  بين ايران واقليم كردستان 100 مليون دولار  وبلغت في عام 2015 6 بليون دولار .  وفي عام 2012 زار  ممثلي اكثر من 100 شركة ايرانية  الى اقليم كردستان العراقية  ضمن المنتدى الايراني واقليم كردستان الجديد  وفي حلول العام القادم فان اقليم سيصدر بالشاحنات  30000 برميل من النفط الخام يوميا الى ميناء الامام الخميني ومنه سيشحن الى الاسواق العالميةوفي عام 2014 نيسان وقعت طهران واربيل اتفاقية لبناء  انبوب نفط  وغاز يمتد من  اقليم كردستان الى ايران  وناقشت في عام 2015 انشاء خط سكك حديد بين كرمنشاه والسليمانية واعلنت في في عام 2015 انها ناقشت ان تقوم ايران بتكرير النفط الكردي  واعادته الى كردستان بعد تكريره للاستخدام الداخلي  ومحطات توليد الطاقة  وقد قامت ايران بهذه النشاطات رغم معارضة بغداد القويةوذالك قد يد يشجع  الاكراد الى المزيد من الاندفاع تجاه الاستقلال  .

واضافة الى التجارة  الرسمية فانه هنالك سوق  اقتصادية سوداء كبيرة  والتي ساعدت ايران  على تجاوز العقوبات  المصرفية  التي فرضت على ايران  حيث في كل عام تم تهريب بلايين الدولارات على شكل سلع   من الاقليم الكردي  ويشمل ذالك السلع المنزلية  والالكترونية وان بعض رجال الاعمال( قوات امنية فاسدة تحرس الحدود) استفاد  من التجارة وليس الاكراد الايرانيين.

 

السيناريوهات التحليلية كما يلي

1.اعلان الاستقلال من طرف واحد

وهو ان يعلن اقليم كردستان نفسه  كامة مستقلة ذات سيادة. ويسعى رئيس اقليم كردستان مسعود برزاني الى الحصول على اعتراف دبلوماسي من الحلفاء الرئيسيين  في امريكا  واوربا والشرق الاوسط  ويتعهد بانه يسعى للبحث عن شراكة مع الولاياة المتحدة

ومع ان الاعلان ياتي كمفاجاة للمجتمع الدولي الا ان العوامل  التي دفعت الاكراد الى الاستقلال كانت حاضرة منذ سنوات . وان الذي غذى الاتجاه الكردي نحو الاستقلال هو الخلافات المستمرة مع بغداد حول الهايدروكاربون  وتقاسم الحصة في الميزانية الاتحادية والموقف من الاراضي المتنازع عليها وعدم حول تقدم تجاه تنفيذ البنود الدستورية  فيما يتعلق بالحكم الذاتي الكردي ويشعر اقليم كردستان  الى بانهمجبر اندماجه في الدولة العراقية  ويبنى مستقبل كامة مستقلة..

  1. سيناريو الحل الاخير

الفوضى  تعم بغداد وان الحكومة المركزية تفقد القدرة  في تقديم الخدمات الاساسية للمواطنيين العراقيين في جميع انحاء البلاد.ايران تمارس نفوذا متزايد على السياسيين في بغداد وان الكرد يشعرون بمزيد من العزلة   والانزعاج كما استمرت النزاعات الطويلة والتوترات الطائفية حيث اصبحت اكثر رسوخا.ان داعش(ISIL) يستمر باحتلال مساحات واسعة من الاراضي العراقية.الجيش العراقي يسقط والمليشيات الشيعية تهيمن على جنوب العراق وبغداد. وصادرات النفط تسقط وتتدهور لان بغداد اهملت البنية التحتية للطاقة  وان الموارد السنوية  للعراق تقل. وان عدم القدرة على جمع وتوزيع الموارد سيؤدي الى توقف بغداد عن ارسال الرواتب الشهرية الى اقليم كردستان. اقليم كردستان العراق يقرر انه لم يعد اي شئ يمكن الحصول عليه مما تبقى من الدولة الفاشلة ولهذا سيعلن الاستقلال .

ان معظم الدول تدرك بان الاستقلال الكردي امر حتمي وتامل  بان الاستقلال سيجلب الاستقرار  الى جزء واحد كان من العراق وبذالك سيحصل على الاعتراف الدبلوماسي بالدولة الجديدة  .وان طهران هي اقل حماسا في ظهور الدولة الجديدة . وبالرغم من الاازمة في شهري تموز  وحزيران من عام 2014 الا ان الحكومة المركزية  استطاعت ان تحتفظ بالسيطرة  في بغداد وان تدحر داعش  بمساعدة ايران والولاياة المتحدة. ان فشل العراق  لم يعد كبيرا وان الحكومة لاتزال تكافح من اجل التغلب  على التوترات الطائفية  وتقديم الخدمات الى المواطنيين العراقيين  وحل النزاعات مع الاكراة التى دامت فترة طويلة .

3.الاستقلال التدريجي

ان اقليم كردستان ينمو سياسيا واقتصاديا ان الصناعة النفطية الكردية تزدهر بالرغم من تهديدات بغداد من انها ستنتقم من مشتري النفط الكردي. ان اقليم كردستان اصبح مكتفي ذاتيا وطور علاقات وثيقة مع انقرة  وبدرجة اقل مع طهرانز ان بغدا تفقد نفوذها على  اقليم كردستان والمفاوضات تتعثر حول تقاسم الموارد وصادرات النفط ووضع كركوك  والاراضي المتنازع عليها.ان اقليم كردستان  يمكن ان يعلن الاستقلال من طرف واحد او يفاوض على استقلاله  مع الحكومة المركزية في بغداد وان بغداد ربما يكون لها دافع لتدخل في مفاوضات الاستقلال  لسببين: (1) ان بغداد ترى ان الانفصل  امر حتمي وتقرر تخفيف خسارتها من خلال الحسم عن طريق التفاوض او (2) ان بفداد ترى وتحسب انها ستحصل اكثر على المدى البعيد  عن طريق تسهيل الاستقلال الكردي وتطوير علاقات ثنائية قوية  من المعارضة   وخلق دولة معادية على الحدود .

خلاصة

ان كردستان المستقلة سوف يكون حدثا رئيسيا  في الشرق الوسط الغير مستقر  بشكل متزايد.  ان ولادة امة كردية جديدة  سوف , اذا حدثت,  تواجه  معارضة قوية من قبل الحكومة  المركزية العراقية  في بغداد وخاصة من قبل التيار المتشدد   افي طهران الداعم للعراق . وعلى اي حال فان كردستان مستقلة  في شمال العراق ربما  سيلقى ترحيبا حارا  من قبل تركيا  وربما يمكن ان يقابل بتسامح في بغداد وطهران  تحت ظروف معينة . ان نجاح اقليم كردستان في تلطيف وتخفيف المعارضة  تجاه الاستقلال ربما يمكن ان  ان يتشكل  الى حد كبير  بموجب سيناريوهات والتى بموجبها  تعلن اربيل الاستقلال . ان اعلان الاستقلال المفاجئ من قبل طرف واحد من المحتمل ان يثير معارضة اقليمية بينما الانفصال التدريجى وبموجب مفاوضات بين بغداد واربيل ربما يقلل المعارضة  تجاه الدولة المستقلة .

ان رد فعل بغداد  نحو ظهور الامة الكردية  في شمال العراق سوف من المحتمل ان يختلف اعتمادا  على كيف يتم اقامة وتاسيس كردستان. والطريف ان ان بغداد قد تتخذ عدة اجراءات  لمعاقبة الاكراد بسبب اعلان الانفصال من قبل طرف واحد وهو سيكون نتيجة طبيعية  لحصول حكومة اقليم كردستان على الاستقلال   من خلال سقوط  الدولة العراقية .  وفي كلا الحالتين فان كردستان المؤسسة حديثا سوف تكون مرغمة  ان تتماشى  مع الصعوبات المالية , والاضطرابات الاجتماعية كنتيجة للاجئين الذين يتدفقون  عبر الحدود العراقية الكردية  بمعزل عن الاسواق التي تسيطر عليها بغداد   ان مثل هذه التحديات الخطيرة  سوف تؤدي الى اضطراب الامة الجديدة  .

 

وان تركيا اتخذت سلسلة من القرارات الاستراتيجية التي ادت الى الى نقطة تستطيع فيها من دعم الدولة الكردية المستقلة  وهي نتيجة منطقية . ان جهود تركيا لحل التمرد الكردي الداخلي  – بالرغم  من استئناف العنف في 2015  –  قد  ازال احتمالية انفصال الاكراد وتهديده  لوحدة البلاد الذي يفرضه   احتمال قيام دولة كردية في جنوب تركيا .  ان قرارات انقرة  في استئناف  الصراع المسلح  مع البى كاكا(pkk)  من غير المحتمل ان يغير  المصالح السياسية والاقتصادية  والتجارية  من خلال العلاقات  الوثيقة مع اقليم كردستان العراق والتى ربما تتنامى  اذا ضمن الاقليم الاستقلال. ان الفرصة الاقتصادية والاضطرابات السياسية والاررتباك الامنى  فيما يتعلق بحكومة بغداد التي يهيمن عليها الشيعة قادت تركيا الى الى تطوير  علاقات سياسية واقتصادية متينة مع حكومة اقيم كردستان بحيث تحولت انقرة من كونها اكبر منتقد لاربيل الى  اكبر شريك لاربيل  . ان الوصول  السياسي التركي الى  قيادة حكومة اقليم كردستان ساعد  في تقييد القدرات العسكرية للبي كاكا(pkk)  وقدم تاثير غير مباشر على المجموعات الكردية السورىة حيث ان سيطرتها على اراضى قد تساعد في ان تكون منطلق وقاعدة لعصيان متجدد ضد تركيا. وان التجارة الثنائية في التجارة والاستثمار المتنامي بشكل سريع قد  ساهم  في النمو الاقتصادي في كل من تركيا وقليم كردستان وتبادل الطاقة في مايخدم مصالح الطرفين حيث ان اربيل تحتاج الى ان تبيع الطاقة الى جهة ما   من غير بغداد  وان تركيا متلهفة  الى سد حاجتها المحلية المتزايدة من الطاقة وهذا ادى الى تعزيز العلاقات السياسية والتجارية والاقتصادية  الوثيقة.

ان تركيا ليست متلهفة بشكل كبير  الى رؤية كردستان  العراق تعلن الانفصال  وخاص اذا كان الانفصال عن العراق  يمكن ان يثير  عدم استقرار بشكل اكبر في وسط وجنوب العراق . ومع ان هذا قد يكون ذا فائدة محتملة  الى تركيا. ان كردستان مستقلة  معترف بها من المجتمع الدولى  سوف يعطى حرية اكبر لتطوير مصادر  الطاقة   بدون معوقات قانونية  اوتدخلات من بغداد وستكون تركيا  اللاعب الرئيسى في قطاع الهايدروكربوني الكردستاني . وستكون تركيا اكثر حرية  في تقديم المساعدة الامنية  الى الدولة الكردية المستقلة ذات السيادة  والتي   ستكون لها مصلحة  مشتركة في طرد داعش  خارج الاقليم بدون تنفير واثارة غضب بغداد . ان هذ الترابط في توسيع العلاقات السياسية والاقتصادية والامنية  بين انقرة واربيل سوف يجعل تركيا حليف  اوثق واكثر اهمية الى كردستان المستقلة .

ان تركيا تفضل ان تتبع كردستان   طريق الانفصال التدريجي  لكي لاتؤدي الى  زعزعة استقرار الحكومة المركزية العراقية  وتوقف انتاج النفط حتى تحل مسالة ملكية وسيادة  مصادر الطاقة  . ولكن الاعلان المفاجئ  للانفصال من قبل القادة الاكراد العراقيين –سواء كان احاديا  او كرد فعل لتدهور الموقف المني السريع في العراق-  سوف من المحتمل  يلقى تاييد من قبل تركيا حيث ان المكاسب الاستراتيجية  للاعتراف الدبلوماسي  سوف تتفوق على امتعاض بغداد على المدى القريب.  ومن المحتمل  ان تركيا سوف تكون اول الدول   التي تعترف  بكردستان المستقلة بغض النظر عن  كيفية تحقيق السيادة.

اما ايران سوف تعارض الاستقلال الكردي مبدئيا  ولكن في الواقع انها ستتقبل  كردستان مستقلة  في شمال العراق  اذا تيقنت ان ذالك لن يهدد استقرارها .  وخاصة  فان طهران سوف تهتم   برد فعل الاكراد الايرانيين تجاه اقليم كردستان العراق في ان يصبح دولة  مستقلة.  ان الشعب الكردي في ايران ليس وحدة متراصة  وان العديد من الاكراد الايرانيين  ربما يختارون عدم دعم كردستان المستقلة  لااسباب  سياسية وثقافية .  لكن الشعب الكردي في ايران   هو شعب يعاني من الحرمان الى حد كبيروان عناصر من الشعب الكردي في ايران ربما ستتاثر  بكردسان المستقلة المقابلة لهم  وربما ستحمل السلاح ضد الحكومة المركزية  في طهران. وان حكومة اقليم كردستان العراق لاتدعم وتدعو الى القومية الكردية  وبدلا من ذالك فهى متأنية  وحذرة  تجاه المصالح الايرانية  والتي ستجد تعاطف من قبل طهران وخاصة بين العناصر البرغماتيكية  التي ترى ان كردستان مستقلة  فرصة لايران.

وبعد كل هذا فان ايران فان ايران تديم علاقات اقتصادية وسياسية وامنية وثيقة  مع حكومة اقليم كردستان حيث تتمتع بعلاقات وثيقة منذ وقت طويل مع الاتحاد الوطنى الكردستاني العراقي والحزب الوطني الكردستاني العراقي   . وفي السنوات الماضية  فان ايران قد زادت من نشاطاتها الاقتصادية في اقليم كردستان وقد ساعدت البشمركة في طرد قوات داعش  من الاراضي الكردية.  ان ايران تخشى من النفوذ الامريكي الاسرائيلي  التركي  وتريد التاكد من ان لايستخدم  اقليم كردستان في المستقبل كقاعدة للهجوم او التجسس ضد ايران  . ولهذا فان ايران  يمكن ان تتقبل دولة كردية مستقلة اذا لم تدعو وتدعم  فكرة القومية الكردية   التي يمكن ان تهدد استقرار ايران بينما تديم علاقات اقتصادية وامنية  وثيقة مع طهران . ومن وجهة نظر الحكومة  الايرانية   فان انفصال كردي  تدريجي عن العراق و عن طريق التفاوض  سوف يكون  امرا مفضلا  لانه سوف يقلل من اعتراضات بغداد تجاه الاستقلال الكردي  ويعطى  لطهران  الوقت الضروري   لتخفيف  الاضطراب المحتمل  فى الوطن .

ان الاستقلال الكردي سوف يترتب عليه اثار وتداعيات بالنسبة لمصالح  الولايات المتحدة  اذا  حدث مثل هذا الانفصال . لقد كان اقليم كردستان شريك وثيق للولاياة المتحدة  منذ حرب الخليج الاولى  عام 1991  وان الولاياة المتحدة سوف ترحب  بالتاكيد باستقرار سياسي   ونمو اقتصاد اكبر  في اقليم كردستان .  وان درجة من الاستقلال سوف يمكن اربيل  لتعزيز  دفاعاتها ووضعها الامني وبصورة رئيسة من خلال  اقامة علاقات دفاعية ثنائية مع الولاياة المتحدة  وتركيا والدول الاوربية وان الاقليم يستطيع ان يوقف  تقدم داعش (ISIL)  وانتشار عدم الاستقرار  في العراق وسوريا . واخيرا  فان توسع التجارة والاستثمار  بين  كردستان المستقلة  وتركيا  – والتي ستكون  الشريك الاقتصادي الاكثر اهمية  للدولة الجديدة – سيساعد في جلب الدولة الجديدة  كحليف  يدور في  فلك حلف الاطلسي .

ومن ناحية اخرى  فان الانفصال لكردي  عن العراق يمكن  ان يؤدي الى عدم الاستقرار للدولة العراقية سياسيا واقتصاديا وعسكريا –   حيث ان ذالك ليس في مصلحة  الولايات المتحدة  التي صرفت ملايين الدولارات  وضحت بحياة الالاف فى جهد يهدف الى   جلب  الديمقراطية والامن  للعراق . وان الاكراد  لن يعودو يشاركون في السياسة العراقية كطرف  ثالث في ميزان القوة والتوازن  وان السياسيين السنة والشيعة سوف ينزجون في منافسة  مباشرة بصورة اكثر  من اجل النفوذ والفساد .  ان الفراغ الذي سيتركه الاكراد والمخاطر  كنتيجة للمنافسة السنية الشيعية  سوف تعطي ايران الفرصة لتوسيع نفوذها   في بغداد . واقتصاديا فان الانفصال الكردي  يمكن ان يفصل بغداد عن التجارة مع تركيا ويشمل ذالك ,الاكثر اهمية ,  هو القدرة  على  تصدير النفط  من الشمال  عبر تركيا ومن ثم الى اوربا عبر البحر الابيض المتوسط .  ان بغداد ستخسر ماليا  اذ انها تحصل على الكثير من الاموال  من موارد تصدير نفط اقليم كردستان   اكثر  مما يدفع  الى اقلبم كردستان عن طريق اتفاقية الشراكة  في الموارد (خاصة لان الحكومة العراقية تقريبا  دفعت ماعليها بالكامل)  . ان فعالية الجيش العراقي سوف تقل  ايضا  وبالرغم من التحديات العديدة التي رافقت التنسيق مع البيش مركة الكردية  مع القوات  الامنية العراقية الا انه  مقاتلي البيش مركة  كان غالبا ذو فعالية   اكثر من مقاتلى  القوات الامنية العراقية في مقاتلة داعش (ISIL) . ان مثل هذه التطورات قد تضعف الى حد كبير  ماتبقى من الدولة العراقية  وان هذا الفراغ قد يخلق صراع مذهبي  او فرصة لايران لتوسيع نفوذها في المنطقة .

وتقريبا بعد مرور قرن على اتفاقية سايكس بيكو  التي قسمت الاكراد في الدولة العثمانية بين الحماية البريطانية والفرنسية  وان الاكراد في شمال العراق  واصلو سعيهم  في اقامة الدولة المستقلة . ولكن مثل هذه الدولة الجديدة  ليس لديها ضمانات للنجاح مالم  تحصل على دعم الدول المجاورة  لتتمكن من بناء  مؤسسات  سياسية قوية  وتنمية الاقتصاد وضمان امنها . ان كل من تركيا وايران ستتقبل كردستان مستقلة اذا لم تشكل تهديدا  لسيادتها الاقليمية فى مثل هذه الظروف .   ومن المحتمل ان يتخذ العراق موقف عدائي من اعلان الاستقلال من طرف واحد ولكن قد يكون هنالك انقسام داخلي بشن الموقف تجاه ذالك وربما يجد  فوائد من الانفصال بطريقة سلمية وتفاوضية  بحيث تتحقق مصالح مشتركة لبغداد واربيل .

ان  السيناريو المفضل لاقليم كردستان هو اعلان اربيل الاستقلال بعد مناقشات مطولة مع بغداد.

ولكن بينما يركز الاكراد على  اقامة  الدولة المستقلة  كهدف رئيسي لهم , الا ان اعلان الاستقلال سوف يكون  فقط خطوة اولية  في بناء الامة الجديدة .  وكما تعلمت الامم الاخرى  فان بناء دولة مستقرة مزدهرة  اكثر تعقيدا من  اعلان  اقامتها.

 

 

مؤسسة رند

بقلم :اليريزا نادر  , لاري هانيير , برينا الن, علي جى سكوتن

ترجمة : مظفر القصيري _مركز الروابط للبحوث والدلراسات الاستراتيجية