أسواق النفط والفجوة بين العرض والطلب

أسواق النفط والفجوة بين العرض والطلب

 

أستطاعت  أسعار النفط خلال كانون الاول/ ديسمبر الماضي من  تحقيق مستويات لم تشهدها منذ نحو العامين بعد اتفاق «أوبك» وكبار المنتجين على خفض إنتاج النفط بمقدار 1.8 مليون برميل يوميا تقريبا بالتعاون مع روسيا وغيرها لخفض إمداداتهم، في خطوة للإعادة التوازن للاسواق  خلال 2017 .

وفي خضم التفاؤل بانتعاش اسواق النفط  والحديث عن نمو الطلب على الخام، ظهرت تساؤولات حول مسألة العرض والطلب ومدى قدرة المعروض على تلبية الطلب العالمي المتزايد على النفط، حيث تشير التقديرات الى وجود تفاوت بين الطلب والمعروض يصل الى 600 الف برميل يوميا، وهو ما قد يحدث حالة من العجز داخل اسواق النفط .

منظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك” تتوقع ارتفاع مستوى الطلب على نفط دول المنظمة إلى 33 مليون برميل يوميا وذلك في الوقت الذي من المتوقع أن ينجح اتفاق خفض الإنتاج في الإبقاء على إنتاج دول المنظمة عند 32.52 مليون برميل يوميا، وهو ما يعني الطلب على أن نفط المنظمة سيكون أكثر من المعروض بنحو 500 ألف برميل يوميا ما سيعزز نمو الأسعار إلى المستويات الملائمة لإنعاش الاستثمارات، كما أن اتهام البعض “أوبك” بالتسبب في فائض المعروض سيكون بعيدا عن الواقع في العام الجديد في ضوء تنامي الطلب”.

وقالت كالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري الذي نشرته في شهر كانون الاول / ديسمبر الماضي إن الطلب العالمي على النفط سيرتفع بوتيرة أقوي من المتوقع في عامي 2016 و2017 ، وأضاف التقرير  إن الخفض المقرر بإنتاج هذه الدول من الممكن أن يؤدي إلى زيادة الطلب عن العرض بمقدار 600 ألف برميل يومياً

وتابع التقرير بأنه إذا التزمت أوبك ودون تباطؤ بخطة خفض إنتاجها إلى 32.7 مليون برميل يومياً إلى جانب قيام المنتجين الآخرين بخفض إنتاجهم بمقدار 558 ألف برميل يومياً، فمن المرجح أن ينتقل السوق إلى العجز.

ورفعت وكالة الطاقة الدولية من جانبها توقعاتها للنمو في الطلب على النفط في 2017 إلى 1.3 مليون برميل إضافي في اليوم مع تغير معطيات الطلب على البترول من قبل الصين.

وبحسب الوكالة ستنتقل أسواق النفط العالمية إلى عجز خلال النصف الأول من عام 2017، حيث من المتوقع أن يفوق حجم الطلب ما هو معرض بنحو 600 ألف برميل في اليوم، ذلك إذا ما التزمت “أوبك” والمنتجون خارج المنظمة بالاتفاق التاريخي على خفض الإنتاج الذي أبرم أخيرا. وأضافت الوكالة في أحدث تقرير شهري لها عن حالة أسواق النفط العالمية، أن هذا الافتراض مبني على أساس التزام “أوبك” الكامل بسقف الإنتاج الجديد المحدد عند 32.7 مليون برميل في اليوم، وكذلك التزام المنتجين الرئيسين من خارج “أوبك” بالتخفيضات المتفق عليها والمحددة بنحو 560 ألف برميل في اليوم.

واستطلعت «بلومبيرغ» آراء 24 محللا نفطيا، وخلصت إلى أن متوسط توقعات الأسعار سيبلغ 53 دولارا للبرميل خلال الربع الأول، و56 دولارا خلال الربع الثاني، و58 دولارا على مدار العام كاملا.

ويرى الخبراء أن حاجة المنتجين لرفع أسعار الطاقة هو المحفز الرئيسي للالتزام باتفاق فيينا و تقليص المعروض وتقارب الفجوة بين العرض والطلب وصولا الى حالة التوازن المنشودة في السوق النفطية.

تتوقع التقارير الاقتصادية ان تشهد اسواق النفط تحسنا طفيفا خلال العام الحالي، ومن المتوقع ان تتجه الاسواق الى حالة التوازن خلال النصف الثاني من العام 2017 ، اما الاقتصادات العربية فقد تشهد تحسنا في عام 2017، لا سيما مع تحسن أسعار النفط وخصوصا تلك الدول الريعية القائمة موازناتها  على سعر برميل النفط . وكذلك تحسن الاسواق النفطية في العالم بشرط تجنب الركود في الاقتصاد العالمي ، ومع ذلك تبقى التوقعات رهينة مدى التزام الاعضاء وغير في اوبك بالاتفاق، ومن المتوقع ان تتحسن الأسعار مدعومة بتوقعات انخفاض مخزونات الخام الأمريكية والتزام المنتجين باتفاق خفض الإنتاج الذي دخل حيز التنفيذ مطلع العام الحالي  .

عامر العمران

مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية