نيران تهديدات ترامب تصل إلى تويوتا وتثير قلق طوكيو

نيران تهديدات ترامب تصل إلى تويوتا وتثير قلق طوكيو

طوكيو – دافعت الحكومة اليابانية عن شركة تويوتا لصناعة السيارات أمس واصفة إياها بأنها “مواطن اعتباري مهم” في الولايات المتحدة بعدما هدد الرئيس الأميركي المنتخب بفرض رسوم جمركية على سيارات الشركة المصنعة في المكسيك.

وانتقد ترامب مرارا شركات أميركية لاستخدامها مصانع منخفضة التكلفة في الخارج على حساب الوظائف الأميركية. ووجه انتقادات إلى شركات سيارات أميركية، بينها فورد، التي ألغت هذا الأسبوع خطة لبناء مصنع بقيمة 1.6 مليار دولار في المكسيك.

لكن هجومه الليلة الماضية على تويوتا هو الأول على شركة أجنبية. وقال ترامب على موقع تويتر إن “تويوتا تريد بناء مصنع جديد في باخا بالمكسيك للتصدير للولايات المتحدة. على جثتي! ابنوا المصنع في الولايات المتحدة أو ادفعوا ضريبة حدود كبيرة”.

وارتكب ترامب خطأ فاضحا لأن مصنع باخا قائم فعلا في كاليفورنيا. وخلط بينه وبين مصنع تويوتا المزمع إنشاؤه في جواناخواتو بتكلفة مليار دولار، وقد بدأ في نوفمبر بعد أيام من فوز ترامب بالانتخابات الرئاسية.

وتكبد سهم تويوتا التي تملك 10 مصانع في الولايات المتحدة وتشغل 136 ألف أميركي، خسائر كبيرة أمس، لكنها تقلصت عند نهاية التعاملات لتبلغ نحو 1.7 بالمئة. كما تراجعت أسهم شركتي هوندا ونيسان بنحو 2 بالمئة، لأن لديها وضعا مماثلا.
دونالد ترامب: تويوتا تريد بناء مصنع جديد بالمكسيك للتصدير للولايات المتحدة. على جثتي!

وقال وزير التجارة الياباني هيروشيغي سيكو إن قطاع صناعة السيارات الياباني “أسهم في خلق 1.5 مليون وظيفة في الولايات المتحدة، وأن تفهم الإدارة الجديدة حجم مساهمته الكبيرة في الاقتصاد الأميركي”. وقالت تويوتا إنها جزء من النسيج الاجتماعي الأميركي منذ 60 عاما. وأكد رئيس مجلس إدارتها إكيو تويودا تقارب مواقفه مع مواقف ترامب قائلا “إذا نظرتم إلى الأجل البعيد فإننا نذهب في نفس الاتجاه”.

ويرى أكيرا كيشيموتو المحلل لدى جيه.بي مورغن “أن التأثير على أداء الشركة محدود لأن انكشافها على المكسيك محدود” وقال إنه حتى لو تم فرض رسوم جمركية نسبتها 20 بالمئة فلن تقل أرباحها التشغيلية سوى نحو ستة بالمئة.

وكان ترامب هدد بفرض رسوم نسبتها 35 بالمئة على السيارات المستوردة من المكسيك.

وتويوتا واحدة من بين عدة شركات تعمل في المكسيك ولديها مصنع تجميع في باخا بكاليفورنيا حيث تنتج شاحنات تاكوما الصغيرة وقد تزيد من الإنتاج هناك.

ومن المقرر أن ينتج مصنع جواناخواتو سيارات كورولا بطاقة إنتاجية سنوية تبلغ 200 ألف سيارة، حين يدخل حيز التشغيل في 2019 لينتقل إنتاج السيارة الصغيرة من كندا.

ومن بين شركات صناعة وتوريد السيارات اليابانية الأخرى التي تعمل في المكسيك شركة نيسان التي تعمل في البلاد منذ عشرات السنين بعدما أقامت هناك أول مصانعها لتجميع السيارات خارج آسيا. وتملك نيسان مصنعين في المكسيك وأنتجت 830 ألف وحدة خلال سنة حتى مارس 2016.
كارلوس غصن: إننا براغماتيون وسنتأقلم مع أي وضع، شرط أن تطبق القواعد على الجميع

وتدير هوندا مصنعين للتجميع والمحركات بطاقة إنتاجية سنوية إجمالية تبلغ 263 ألف سيارة إلى جانب مصنع لمعدات نقل الحركة بطاقة إنتاجية سنوية 350 ألف وحدة. وتطايرت تهديدات ترامب، الذي سيتولى الرئاسة الأميركية في 20 يناير، لتمارس ضغوطا غير مسبوقة على كبرى المجموعات الصناعية لحملها على البقاء في الولايات المتحدة.

ودفعت في بداية الأسبوع الحالي، شركة فورد الأميركية إلى إلغاء خطط لبناء مصنع جديد في المكسيك، وذلك بعد ساعات من مهاجمته شركة جنرال موتورز، لاستيرادها سيارات صنعت في المكسيك.

وبهذا التهديد الجديد يستمر ترامب الذي قلب قواعد اللعبة رأسا على عقب منذ حملته الانتخابية، في عدم احترام الأعراف السياسية مهاجما علنا الشركات الكبرى وهو أمر كان نادرا حتى الآن في الولايات المتحدة.

وحتى قبل توليه مهامه، يسعى ترامب إلى ثني الشركات عن استخدام اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية (نافتا) التي تتيح لها تصدير بضائع مصنوعة في المكسيك إلى الولايات المتحدة دون رسوم جمركية. وسبق أن هاجم ترامب اتفاق “نافتا” الموقع في 1994 والذي يشمل أيضا كندا، ووعد بإعادة التفاوض بشأنه أو نقضه.

وقال كارلوس غصن المدير التنفيذي لمجموعة “رينو نيسان” خلال مؤتمر صحافي الخميس ردا على سؤال حول خطر إغلاق الحدود الأميركية “إننا براغماتيون وسنتأقلم مع أي وضع شرط أن تطبق القاعدة على الجميع”.

وأضاف “لم يحصل أي تغيير حتى الآن. أسمع أمرين في برنامج ترامب هما أميركا أولا والوظائف في الولايات المتحدة… وما نفعله لا يتناقض مع هذين المبدأين”.

ويبدو أن شركات إنتاج السيارات التي تجتمع الأسبوع المقبل في معرض ديترويت للسيارات، هي الهدف الرئيسي لهجمات ترامب لكنها ليست الوحيدة التي تتعرض لها.

فقد هاجم في ديسمبر مجموعة لوكهيد مارتن الأميركية بسبب تكلفة مقاتلتها أف.35 الباهظة. وهاجم بوينغ بسبب الكلفة العالية لإنتاج طائرة رئاسية.