وفاة رفسنجاني تعزز نفوذ متشددي إيران

وفاة رفسنجاني تعزز نفوذ متشددي إيران

طهران – توفي الرئيس الإيراني الأسبق علي أكبر هاشمي رفسنجاني بعد ظهر الأحد عن 82 عاما بعد تعرضه لأزمة قلبية، وفق وكالتي إيسنا وفارس الإيرانيتين للأنباء.

ونقل رفسنجاني بشكل عاجل إلى مستشفى في شمال طهران إثر تعرضه لهذه الأزمة. وكان قد تولى الرئاسة بين عامي 1989 و1997 ويعتبر قياديا رئيسيا في الجمهورية الإسلامية.

وقد يفتح غياب المرشد الأعلى علي خامنئي بسبب المرض أيضا الأبواب واسعة أمام تنافس حاد بين أجنحة نظام الجمهورية الإسلامية.

وقبل صعود آية الله روح الله الخميني إلى السلطة بعد نجاح الثورة الإسلامية عام 1979 في الإطاحة بنظام الشاه محمد رضا بهلوي، لعب رفسنجاني دورا محوريا في تدريب عناصر تنظيم الخميني السري في معسكرات منظمة التحرير الفلسطينية في جنوب لبنان.

كما وضع هناك اللبنة الأولى، نيابة عن الخميني، لميليشيات شيعية بالتعاون مع الإمام موسى الصدر في جنوب لبنان.

وكان لرفسنجاني دور محوري في الخروج بنظام الخميني من عنق الزجاجة عبر إقناعه عام 1988 بالقبول بإنهاء الحرب مع العراق. كما استثمر كثيرا في تقديم نفسه على أنه الشخصية المعتدلة وسط نظام متشدد.

واستطاع رفسنجاني أن يقنع الكثيرين بأن النظام يمكن إصلاحه عن طريق تغييرات ثبت لاحقا أنها تجميلية، إذ بقي قلب النظام المتشدد قائما على تصدير الثورة إلى دول الشرق الأوسط.

ويقول مؤرخون إن رفسنجاني استطاع إقناع الخميني بالعمل على إعادة صياغة الثورة الإيرانية وفق معطيات أكثر عملية وواقعية. وبسبب سياساته تمكنت إيران من الخروج كإحدى أكبر الدول المستفيدة من غزو العراق للكويت عام 1991 عبر

إعادة تأهيل النظام الإيراني دوليا، وهو ما سمح لاحقا بتحول إيران إلى دولة ضاغطة إقليميا.

وقام مشروع رفسنجاني على التحول من التصادم مع أنظمة الدول الأخرى مباشرة إلى مشروع اجتماعي ودعائي يتسلل إلى عالم الأقليات من خلال كوادر يتم إعدادها بصبر وهدوء ضمن المؤسسات التعليمية والاستخباراتية الإيرانية.

ومع الوقت لاقت هذه الاستراتيجية نجاحا كبيرا في العراق واليمن وسوريا ولبنان وأفغانستان، وبين الأقليات الشيعية العربية المهاجرة إلى أوروبا والولايات المتحدة وكذلك في أفريقيا.

ويرى مراقبون أن غياب رفسنجاني سيضعف تيار الاعتدال لصالح تيار المحافظين والحرس الثوري الذي يعتمد موقفا متطرفا إزاء الانفتاح على الجوار السعودي، خصوصا أن رفسنجاني كان أول من بادر إلى فتح الحوار مع السعودية، وقد دأب على الدعوة إلى تحسين العلاقة معها رغم قوة التيارات المتشددة الرافضة لمبادرته
العرب اللندنية