رحيل رفسنجاني … نهاية الثنائية التقليدية في السياسة الإيرانية

رحيل رفسنجاني … نهاية الثنائية التقليدية في السياسة الإيرانية

في الثامن من كانون الثاني/بناير الحالي طوت إيران صفحة من تاريخها السياسي المعاصر برحيل رجلها القوي أكبر هاشمي رفسنجاني عن عمر ناهز 82 سنة بعد تعرضه لأزمة قلبية حادة ادخل اثرها مستشفی شهداء تجريش في ضاحية طهران الشمالية. ورفسنجاني هو الرجل الثاني في النظام الإيراني، وأحد أبرز الشخصيات المؤثرة في سياسة طهران منذ عام 1979. ولعل الوفاة غير متوقعة لأكبر هاشمي رفسنجاني هي المشهد الأول على المسرح الانتقالي للقيادة الناشئة في إيران، في مسرحية لم تُكتب بعد على الأرجح مشاهدها اللاحقة. اليوم، بعد أن رحل “الصندوق الأسود” للمرشد الأعلى ورمانة الميزان التي حافظت على التوازن بين التيار المحافظ والتيار الإصلاحي، نتساءل من هو هاشمي رفسنجاني؟

ولد علي أكبر هاشمي رفسنجاني، واسمه الحقيقي “علي أكبر بهرماني”، يوم 25 آب/أغسطس 1934، في قرية بهرمان، وهي من ضواحي مدينة رفسنجان بمحافظة كرمان جنوب شرق إيران. وبدأ رفسنجاني دراسته في مدرسة دينية محلية، ثم غادر قريته في سن الرابعة عشر لمتابعة تعليمه الديني في مدينة قم، فأكمل تعليمه في الحوزة الدينية للمدينة على يد علماء كبار، مثل آية الله حسين البروجردي، وقائد الثورة الإيرانية الراحل روح الله الخميني. بدأ نشاطه السياسي بشكل جاد منذ عام 1961، حيث سار على نهج أستاذه الخميني، وأصبح أحد أنصاره المقربين، ويؤثر رأيه على آراء الآخرين، وقد أسمع الخميني الجميع بأن رفسنجاني موضع ثقته التامة.. باعتباره أحد أعمدة الثورة المركزية، “الثورة حية ما دام رفسنجاني حيا”، و”الثورة بخير ما دام رفسنجاني بخير”. ولى قيادة القوى المؤيدة للخميني في إيران، واعتقل 7 مرات من قبل جهاز الاستخبارات(السافاك) في زمن الشاه الإيراني محمد رضا بهلوي، بسبب نشاطه السياسي، وقضي خلالها 4 سنوات و 5 أشهر في السجن.

 وبعد نجاح الثورة الإيرانية في شباط/فبراير عام 1979م حافظ على مواقعه بعد الثورة بنحو ربع قرن،  إذ تولى رفسنجاني منصب رئيس البرلمان بين عامي 1980 و1989، وفي آخر أعوام الحرب العراقية الإيرانية التي انتهت عام 1988،  إذ كان المسؤول الإيراني المناسب للتقارب مع الغرب، في الدوائر العليا من الحكم الإيراني، فالثابت أنه كان من الذين لعبوا دوراً لفتح صفحة جديدة مع ادارة الرئيس الجمهوري الراحل رونالد ريغان في كانون الثاني /يناير1981 عبر إنهاء أزمة الرهائن الأميركيين الذين كانوا محتجزين في مقر السفارة الأميركية في طهران منذ تشرين الثاني /نوفمبر1979، كما أن الأصابع أشارت إلى دور أكبر له في ما عرف بفضيحة «إيران/كونترا»، وهي الصفقة السرية لبيع أسلحة أميركية لإيران خلال حربها مع العراق وتوجيه عوائد هذه المبيعات بواسطة الاستخبارات المركزية الأميركية لتمويل متمردي «الكونترا» المناهضين لحكم جبهة «الساندينيستا» في نيكاراغوا، حين رفض الكونغرس الأميركي تمويل الولايات المتحدة هؤلاء المتمردين. كما تردد الكثير عن سعي رفسنجاني لدى الخميني من دون نجاح لتخفيف حدة لهجته المعادية للولايات المتحدة بغرض التمكن من تحقيق اختراق نوعي في العلاقة بين البلدين. وتفيد روايات متطابقة بأنه هو من أقنع الخميني بقبول وقف إطلاق النار في الحرب العراقية الإيرانية. كان الخميني يعي جيّدا أهمية علي أكبر هاشمي رفسنجاني، تلميذه، ابن الطبقة البرجوازية، الذي أصبح ذراعه اليمنى، و”مرشد الظل”، فقال في وصف أهميته، بعد أن تعرض لمحاولة اغتيال في السنة الأولى للثورة، “الثورة الإسلامية في إيران ستبقى حية مادام رفسنجاني حيا”. نجا رفسنجاني من محاولة الاغتيال، وعاش بعدها حوالي 38 سنة هي عمر الثورة الإسلامية في إيران، كان خلالها الشخصية الثانية الأكثر نفوذا في إيران، بعد المرشد الأعلى، معلمه آية الله الخميني، في مرحلة أولى، ثم المرشد الأعلى الحالي آية الله علي خامنئي.

انتخب رئيسا للجمهورية في إيران لفترتين رئاسيتين متتاليتين من 3 آب/أغسطس سنة 1989 م إلى 2 آب/أغسطس 1997م، اتصف بالبراغماتية، وهو ما يمكن رؤيته في الكثير من المواقف التي تبناها والسياسات التي قادها أو روج لها. كما يمكن وصفه بأنه صاحب توجهات إصلاحية من منظور يمكن وصفه بالليبرالية، خصوصاً على الصعيد الاقتصادي، وأحياناً أخرى على الصعيد الثقافي، وإن لم يكن على الصعيد السياسي، وسعى خلال فترتي رئاسته جس النبض في شأن إطلاق مبادرات لتحسين العلاقات مع الغرب عموماً، وواشنطن خصوصاً، ولكن توازنات القوى الداخلية ومواقف الأطراف الأخرى في إيران، وردود الفعل الغربية والأميركية، وربما حسابات شخصية، حالت دون الانطلاق في هذا الاتجاه.  أما عن مواقفه إزاء المنطقة العربية ودولها وقياداتها شهدت سياسات إيران الخارجية درجة من التحسن في علاقاتها مع الدول الخليجية، وفي مقدمها السعودية. وفي عهده أخذت إيران بالتحول من إيران الثورة إلى إيران الدولة إذ قام بعدة خطوات هامة كان من أهمها تعليق فكرة تصدير الثورة الإيرانية، مما حدا بالبعض إلى اتهامه بأنه يريد أن يدفن الثورة، وهو ما أفضى إلى التركيز على إعادة بناء وصياغة دور إقليمى ودولى مناسب لإيران. وكانت زيارته إلى موسكو بعد أقل من شهر من وفاة الخميني محاولة للانفتاح على أكثر من جهة، بالرغم مما قيل آنذاك من أن وصية الإمام الخميني تضمنت هجوما عنيفا على موسكو، هذا بالإضافة إلى إعلانه أن الثورة “ليست للتصدير”.

وعلى المستوى الداخلي الإيراني لعب دوراً فريداً في ترسيخ الجمهورية الإسلامية، وذلك عندما توفي الخميني في عام 1989، أعلن رفسنجاني أن خامنئي يعتبر بلا شك أفضل مرشح ليحل محله. لكن رغم هذا التحالف الوثيق، بدأت آراء كل من خامنئي ورفسنجاني تتباعد بشكل كبير، وإن لم يخرج الخلاف للعلن، وظلت صورة التنسيق والاحترام المتبادل بين الرجلين هي المسيطرة على المشهد رغم الخلافات المتجذرة. ومن ملامح هذا الخلاف موقف رفسنجاني من “ولاية الفقيه”، وما قاله في فبراير سنة 2015 بأن “إدارة مؤسسة ولاية الفقيه، من قبل مجلس بدل شخص واحد، ملائمة أكثر”. وكان رفسنجاني يرى أن هناك “بعض الأخطاء ارتكبت في الناحية التطبيقية منذ انطلاق الثورة في إيران“. وفي أحد أكثر المواقف جدلا بين الرجلين، والتي كشفت عن الخلاف بينهما، أن رفسنجاني كتب تغريدة عبر موقع تويتر قال فيها إن “الغد هو عالم الحوار، وليس عالم الصواريخ”، فرد خامنئي عليه بلهجة تصعيدية وصلت إلى حد اتهامه بـ”الخيانة”.  وفي أوائل تسعينات القرن الماضي خلال فترة حكم رفسنجاني بدأ توسع نطاق الحرس الثوري الإيراني في الاقتصاد  فهو الذي شجع الحرس الثوري على المشاركة في بناء البلاد بعد الحرب بين إيران والعراق في الفترة من 1980 إلى 1988. وبالنسبة لكثير من الإيرانيين العاديين كان رفسنجاني شخصية محاطة بالشك والاحترام على مضض بسبب ما جمعه من ثروة طائلة. و في عام 2005م، خاض رفسنجاني آخر تجربته في الانتخابات الرئاسية الإيرانية إذ خسرها أمام محمود أحمدي نجاد. حيث أدت اتهامات بالفساد وامتلاك الثروة الهائلة -قدرت مجلة فوربس في العام 2003 ثروة عائلته بمئات الملايين من الدولارات- إلى إلحاق الهزيمة الانتخابية به. وقد تم تصوير شريط فيديو في الحملة الانتخابية للعام 2005، والذي يعرض هاشمي رفسنجاني كجدّ شغوف حريص على مشاهدة مباريات كرة القدم على شاشة التلفزيون، في قصر في منطقة شمال طهران الثرية. لكن ذلك كله أثبت أنه ليس نداً لجولة فيديو صورت المرشح محمود أحمدي نجاد في منزله في إحدى ضواحي الطبقة العاملة في شرق طهران، وبلغ الفيلم ذروته في ملاحظة ساخرة واضحة من منافسه الرئيسي: “هل لديكم ساونا وجاكوزي؟” ويجيب ابن أحمد نجاد: “ما هي هذه الأشياء”؟

وعلى الجانب الأمني كان لرفسنجاني حينما كان رئيساً لمجلس النواب أورئيساً للجمهورية دوراً بارزاً في اغتيال المعارضين الإيرانيين في الداخل والخارج

بدأ تورط رفسنجاني بمجزرة إعدام عشرات الآلاف من السجناء السياسيين بالسجون في صيف عام 1988، حيث كان يتولى منصب رئيس البرلمان بين عامي 1980 و1989، وفي آخر أعوام الحرب العراقية الإيرانية التي انتهت عام 1988، عينه آية الله الخميني قائماً بأعمال قائد القوات المسلحة.ولعب دوراً رئيسياً باختيار علي خامنئي مرشداً أعلى للنظام بعد وفاة الخميني في 1988، وتولى نفسه رئاسة الجمهورية ما بين 3 آب/أغسطس من سنة 1989 إلى 2 آب/أغسطس 1997. كما احتفظ لنفسه برئاسة مجمع تشخيص مصلحة النظام منذ تأسيسه بقرار من الخميني في 1987 حتى وفاته.وحدثت في عهده عشرات الاغتيالات وعمليات التصفية ضد معارضي نظام ولاية الفقيه في داخل إيران وخارجها وهي كما يلي:- في بداية عهد رفسنجاني كرئيس للجمهورية، في العام 1989 اغتالت إيران في فيينا عبدالرحمن قاسملو، زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني ومساعده عبدالله آذر، وهو على طاولة التفاوض مع وفد جاء من إيران. في العام الثاني لرئاسة رفسنجاني، وبالتحديد في 24 نيسان/أبريل 1990 اغتالت عناصر المخابرات الإيرانية كاظم رجوي شقيق مسعود رجوي، زعيم منظمة مجاهدي خلق المعارضة، وكان ناشطاً بارزاً بمجال حقوق الإنسان، حيث اغتيل بالقرب من منزله في كوبيه في جنيف.وأعلن القاضي السويسري شاتلان في 22 حزيران/يونيو 1990 في بيان صحافي أن 13 مسؤولاً رسمياً للنظام الحاكم في إيران جاؤوا من طهران إلى جنيف بجوازات سفر “دبلوماسية” لتنفيذ هذا الاغتيال، وعاد بعضهم مباشرة بعد الاغتيال إلى طهران برحلة لشركة الخطوط الجوية الإيرانية. وفي الثالث من أيار 1991 اغتالت إيران الأمين العام للجبهة العربية الأحواز، حسين ماضي، في بغداد، حيث كان مقر الجبهة. وفي عام 1991 في عهد رئاسة رفسنجاني، قام الحرس الثوري الإيراني باغتيال شابور بختيار، آخر رئيس وزراء في إيران في عهد الشاه محمد رضا بهلوي، ما أودى بحياة رجل أمن فرنسي وسيدة فرنسية أيضاً.في برلين عام 1992 في عهد رفسنجاني أيضاً اغتالت إيران الأمين العام للحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني صادق شرفكندي و3 من مساعديه “فتاح عبدولي، همايون اردلان، نوري دهكردي”. واتهمت محكمة ألمانية في التحقيقات رفسنجاني بناء على اعترافات اثنين من المتورطين المعتقلين، وأحدهما من عناصر الحرس الثوري والآخر من ميليشيات “حزب الله” اللبناني،  يتهم القضاء الأرجنتيني 8 مسؤولين إيرانيين على رأسهم أكبر هاشمي رفسنجاني ووزير الدفاع السابق أحمد وحيدي بالضلوع بالتخطيط والإشراف على التفجيرات الدامية التي استهدفت المركز اليهودي في العاصمة بوينس أيرس عام 1994 التي سقط فيها 85 قتيلاً و300 جريح.

أما المتهمون الآخرين فهم كل من أمين مجلس تشخيص مصلحة النظام محسن رضائي وعلي أكبر ولايتي مستشار المرشد الأعلى الإيراني للشؤون الدولية، وعلي فلاحيان وزير الاستخبارات الأسبق، وهادي سليماني وعماد مغنية. فيما تتهم المعارضة الإيرانية رفسنجاني بالإشراف على اغتيال قادة الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني في مطعم ميكونوس في العاصمة الألمانية برلين عام 1991. وبحسب صحيفة “وول استريت جورنال” الأميركية، فإنه بناء على شهادة أحد ضباط المخابرات في المحكمة الجنائية في ألمانيا، كان رفسنجاني يجتمع دوماً وبشكل منتظم مع “لجنة العمليات الخاصة” المشرفة على محاولة الاغتيالات في خارج البلاد.وبحسب الصحيفة، قام قضاة بالمحاكم الأرجنتينية بجمع وثائق تثبت دور رفسنجاني في تفجير السفارة الإسرائيلية في 1991 وتفجير المركز اليهودي عام 1994 في بوينس أيريس، حيث قتل في كلا التفجيرين أكثر من 100 شخصاً. وفي عهد رئاسة رفسنجاني عام 1995 قام عناصر النظام بتفخيخ أبراج “الخبر” في السعودية، ما أدى إلى مقتل 19 جندياً أميركياً.
الاغتيالات المسلسلة في الداخل من جهتها، نفذت وزارة الاستخبارات الإيرانية في عهد رفسنجاني والتي كان يقودها علي فلاحيان، موجة “الاغتيالات المتسلسلة”، حيث تم تصفية عشرات الكتّاب والسياسيين في الداخل، وراح ضحيتها محمد مختاري وجعفر بويندة وداريوش فروهر وزوجته بروانه اسكندري وبيروز دواني، ونفذتها خلية بقيادة سعيد إمامي نائب وزير الاستخبارات آنذاك. وكانت الاغتيالات تتم وفق فتاوى من رجال الدين المتشددين مصباح يزدي وجنتي وآخرين، حيث سَرّبت قائمة تقضي بفتاوى لاغتيال 197 مثقفاً وكاتباً، لكنها توقفت بعد جدل في داخل النظام وصعود نجم الإصلاحيين بقيادة الرئيس الأسبق محمد خاتمي (1997- 2005).

وبين عامي2007م و2011م أصبح رفسنجاني رئيس لمجلس تشخيص مصلحة النظام،وفي الانتخابات الرئاسية التي عُقدت عام 2009م دعم ترشح مير حسين موسوي للانتخابات الرئاسية في مواجهة محمود أحمدي نجاد، ورفضه نتائجها واتهامه التيارات المحافظة المسيطرة على كل مفاصل الدولة آنذاك، والمؤيدة لأحمدي نجاد، بتزويرها، وهو ما دفع ثمنه لاحقاً بخروجه من «مجلس الخبراء» عام 2011. وبذلك استعاد رفسنجاني الكثير من شعبية رفسنجاني المفقودة  بين جحافل إيران من الناخبين المعتدلين عندما نُظِر إليه على أنه يدعم تطلعات الحركة الخضراء الرافضة لنتائج الانتخابات الرئاسية. وهنا تقاطع رفسنجاني مع مرشد الثورة علي خامئني عندما وقف الی جانب الإصلاحيين والمعتدلين في مقابل الأصوليين الذين اصطفوا الی جانب المرشد بعد احداث عام 2009. وطالب بإجراء مصالحة وطنية لإنهاء ملف احداث 2009 لكنه فشل في ذالك. واعتبر المتشددون في الوسط الإيراني ان رفسنجاني المنافس الوحيد للمرشد خامنئي.

لم يكن رفسنجاني زعيماً يمكن وصفه بـ «الكاريزمية»، ولكنه بلا شك كان «الأستاذ الماهر» في التكتيكات والتحالفات المرنة والمناورات السياسية، كان كما أطلق عليه البعض لقب صانع الرؤساء، وبخاصة نظراً لدوره في دعم كل من الرئيس السابق محمد خاتمي”1997م/2005م” والرئيس الحالي حسن روحاني، وكلاهما يصنفان كإصلاحيين، وإن كان البعض الآخر يرى أنه فعل ذلك مضطراً عندما لم يتمكن هو نفسه من الترشح في الانتخابات الرئاسية إما لأنه كان أكمل ولايتين رئاسيتين متتاليتين، عندما دعم خاتمي، أو لأن مجلس صيانة الدستور رفض ترشحه للانتخابات الرئاسية عام 2013 مما دفعه لدعم الرئيس الحالي روحاني. وكان لهذين الرجلين” رفسنجاني وخاتمي” تأثير حاسم في فوز روحاني. وكان رفسنجاني أعلن قبل فترة قصيرة عن ثقته بفوز روحاني بولاية ثانية، وفي أيار/ مايو من السنة المنقضية ذكر لوسائل إعلامية أنه مطمئن حيال مستقبل الجمهورية الإسلامية. وقال “إنه بفضل انتخاب روحاني تم وضع البلاد على سكة النهج السليم بعد انحرافها عنه في ظل أحمدي نجاد، مضيفا “يمكنني الآن أن أموت بسلام”. لذا كان من أبرز مؤيدي التفاوض مع الغرب بخصوص الملف النووي، ورحّب، مع غيره، ترحيباً حارّاً، باتفاق جنيف النووي أواخر العام 2015.
وصف محللون رحيل رفسنجاني بكونه ضربة موجعة للتيار الإصلاحي الذي يحاول الانفتاح على العالم، والحد من انغلاق وغوغائية النظام الإيراني، خاصة بعد أن تطورت مواقف رفسنجاني السياسية بشكل ملحوظ لتتسم بالواقعية السياسية، حيث يقول مراقبون بأن غيابه المفاجئ عن الساحة السياسية سيؤدي إلى المزيد من تجميع السلطات بيد المرشد خامنئي، وإلى المزيد من التوغل الإيراني في المنطقة العربية عبر أذرعها الطائفية بانخراطها في حروب الوكالة. كما يعني وفاته  فقدان إحدى أهمّ قنوات التأثير على قرارات علي خامنئي، وأحد أكبر الداعمين للرئيس الإيراني الحالي حسن روحاني. وتعني أيضا انتهاء الثنائية التقليدية في السياسة، إذ وصلت ثنائية رفسنجاني-خامنئي، ورفسنجاني- أحمدي نجاد، ورفسنجاني- محمد يزدي، إلى نهايتها.
وحدة الدراسات الإيرانية
مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية