تواتر المناورات يعكس تنامي القدرات الدفاعية الخليجية

تواتر المناورات يعكس تنامي القدرات الدفاعية الخليجية


أبوظبي – أعلن، الأحد، في دولة الإمارات العربية المتحدة عن بدء تمرين عسكري إماراتي بريطاني مشترك يجري على أرض الإمارات تحت عنوان “خنجر البحر 2017” وذلك “في إطار التعاون والتنسيق وتبادل الخبرات والمعلومات العسكرية”، وفق ما أوردته وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية “وام”.

وباتت التمارين العسكرية والأمنية المشتركة التي تُقبل الدول الخليجية على إجرائها بشكل متواصل، بالتعاون في ما بينها، أو مع قوات لدول إقليمية وأخرى من خارج الإقليم، مظهرا عمليا لمساعي تلك الدول إلى تطوير قدراتها واختبارها على أرض الميدان، مسايرة لمستجدّات أمنية ومتغيرات جيوسياسية تعصف بالشرق الأوسط منذ سنوات.

وبدأت تبرز ملامح عقيدة دفاعية جديدة في الخليج تقوم على التعويل في حفظ أمن المنطقة وحماية مصالح دولها، إلى أقصى حدّ ممكن على القدرات الذاتية والتعاون بين تلك الدول.

وترجمة لتلك العقيدة إلى إجراءات عملية، اتجهت دول الخليج بما فيها دولة الإمارات خلال السنوات الأخيرة إلى تسريع عملية تطوير قدراتها العسكرية المادية والبشرية، مسايرة لاشتداد التوتر في المنطقة وتزايد التهديدات بما في ذلك تهديد الجماعات الإرهابية.

ومن وسائل التطوير المتبعة تكثيف التمارين العسكرية والأمنية المشتركة سواء في ما بين القوات الخليجية، أو بالاشتراك مع قوات دول إقليمية، ودول أخرى ذات خبرات وإمكانيات متطورة في المجال العسكري تلبي طموحات الجيوش الخليجية لرفع كفاءتها وامتلاك أحدث النظم والتقنيات.

وبالتزامن مع الإعلان عن التمرين الإماراتي البريطاني المشترك، أفادت وكالة أنباء البحرين، الأحد، بأن مجموعة من منتسبي وحدات الحرس الوطني غادرت البلاد إلى الكويت لمشاركة قواتها مجريات تمرين يحمل اسم “تعاون 3” يستمر إلى السابع والعشرين من الشهر الجاري ويهدف إلى التدرّب على مكافحة الإرهاب.

ونهاية الأسبوع الماضي أعلن في المملكة العربية السعودية عن انطلاق تمرين بحري سعودي- سوداني يحمل اسم “الفلك2” في قاعدة الملك فيصل البحرية على الساحل الغربي للسعودية ويهدف إلى تعزيز تعاون البلدين على تأمين البحر الأحمر.

قوات بلدان الخليج بلغت قدرا من التطور يؤهلها لتحمل أعباء حفظ الأمن والاستقرار في هذه المرحلة المثقلة بالتهديدات

وفي نوفمبر الماضي احتضنت مملكة البحرين أوّل تمرين أمني خليجي مشترك حمل اسم “أمن الخليج1” واشتمل على تدريبات لقوات أمنية متخصصة في مكافحة الإرهاب وحماية الحدود البرية والبحرية وأمن المنشآت والمرافق العامة والاقتصادية.

وفي فبراير من العام الماضي احتضنت منطقة حفر الباطن في شمال المملكة العربية السعودية مناورات “رعد الشمال” التي كانت الأضخم من نوعها وشاركت فيها 20 دولة إضافة إلى قوات درع الجزيرة.

ويقول خبراء الشؤون العسكرية إنّ قوات بلدان الخليج العسكرية والأمنية بلغت قدرا من التطوّر يؤهلها لتحمّل أعباء حفظ الأمن والاستقرار في هذه المرحلة المثقلة بالتهديدات.

وأبانت القوات المسلّحة الإماراتية عن تطوّر كبير في قدراتها تجسّد في مشاركتها ضمن التحالف العربي بقيادة السعودية في مواجهة التمرّد الحوثي في اليمن، وأيضا في التصدّي للتنظيمات المتشدّدة ومنعها من استغلال الوضع اليمني للسيطرة على مناطق هناك، على غرار مدينة المكلاّ مركز محافظة حضرموت بشرق اليمن، حيث كان للقوات الإماراتية دور مفصلي في طرد تنظيم القاعدة من تلك المدينة في ربيع العام الماضي.

وإضافة إلى ذلك وظّفت القوات المسلّحة الإماراتية خبراتها وإمكانياتها في عملية إعادة بناء جيش وطني يمني.

وأوضحت وكالة الأنباء الإماراتية أنّ تمرين خنجر البحر 2017 يتضمن سلسلة من التدريبات العسكرية المشتركة بين القوات الإماراتية والبريطانية، وذلك في إطار استراتيجية موحدة لتعزيز التعاون العسكري بين قوات البلدين في سبيل توحيد العمل المشترك وأسلوب التدريب الأمثل لرفع الكفاءة القتالية للقوات بما يواكب العصر.

ويأتي التمرين المذكور ضمن سلسلة التمارين المشتركة التي تقام بين البلدين في إطار التعاون العسكري المشترك بهدف التدريب على تخطيط وتنفيذ وإدارة العمليات العسكرية المشتركة وتفعيل الإجراءات الموحدة بين مختلف الأسلحة المشاركة.

كما يساهم التمرين في صقل القدرات والإمكانات القتالية ورفع مستوى الأداء والكفاءة والعمل بروح الفريق الواحد وفق استراتيجية واضحة المعالم بهدف الارتقاء بالمستوى العام والجاهزية القتالية للقوات الإماراتية في التعامل مع الأجهزة والأسلحة الحديثة على كافة مسارح العمليات.

العرب اللندنية