الرئيس الصيني أمام منتدى دافوس: لن يخرج أحد فائزاً في حرب تجارية

الرئيس الصيني أمام منتدى دافوس: لن يخرج أحد فائزاً في حرب تجارية

ناقش المنتدى الاقتصادي العالمي الذي يعقد في دافوس في سويسرا أموراً عدة على رأسها سياسات الحماية التجارية، حيث حذرت الصين من العودة إليها، إضافة إلى التلوث الذي يصيب البيئة في العالم، والمحيطات على وجه الخصوص، وذلك على مرأى من التقارير الصادرة أخيراً والتي تفيد بازدياد الهوة بين الفقراء والأغنياء في العالم.
وحذر الرئيس الصيني شي جينبينغ أمس الثلثاء أمام المنتدى الاقتصادي العالمي من العودة إلى سياسات الحماية التجارية، قائلاً إنه «لن يكون هناك أي فائز في حرب تجارية» في انتقاد واضح لسياسات الرئيس الأميركي المقبل دونالد ترامب المندد بالتبادل الحر. وحض الدول على ألا تحمي مصالحها الخاصة على حساب مصالح الآخرين.
وقال الرئيس الصيني إن الكثيرين باتوا يرون العولمة كمصدر للمتاعب لكن المشكلات العالمية لم تتسبب بها العولمة، مضيفاً أن السعي المفرط وراء الأرباح وليس العولمة هو ما تسبب في الأزمة المالية العالمية.
من ناحية أخرى، قال الرئيس الصيني إن بلاده لن تخفض سعر صرف عملتها اليوان أو تبدأ حرباً تجارية، مؤكداً أن الصين «تؤيد إبرام اتفاقات تجارية منفتحة وشفافة ومفيدة لجميع الأطراف». وقال شي إن «الصين ستبقي بابها مفتوحاً ولن تغلقه».
وينعقد المنتدى هذه السنة في ظل العداء المتزايد من جانب شريحة كبيرة من الشعوب الغربية حيال العولمة، ولا سيما بين طبقات وسطى تعاني من تراجع أوضاعها. ودفعت هذه القطيعة بين النخب والطبقات الوسطى بمؤسس المنتدى كلاوس شفاب إلى حمل شعار «مسؤولية القادة»، داعياً إلى البحث عن «الأسباب خلف غضب الناس وعدم ارتياحهم».
وتطبيقاً لخطاب الرئيس الصيني، أصدرت الحكومة الصينية أمس الثلثاء تدابير لفتح أبواب ثاني أكبر اقتصاد في العالم أمام الاستثمار الأجنبي بما في ذلك تخفيف القيود على الاستثمار في البنوك والمؤسسات المالية الأخرى.
وقال مجلس الدولة الصيني في بيان على موقعه الإلكتروني، إن «الصين ستقلص القيود على الاستثمار الأجنبي في المصارف والأوراق المالية وإدارة الاستثمارات والعقود الآجلة والتأمين والتصنيف الائتماني وقطاعات المحاسبة».
ولم يفصح المجلس عن تفاصيل أخرى كما لم يتم الإعلان عن الإطار الزمني لتطبيق هذه القرارات.
إلى ذلك، وإتماماً للانفتاح الصيني، قال أغنى رجل أعمال في الصين وانغ جيان لين أمس الثلثاء، إن مجموعة «داليان واندا» التي يملكها خصصت بين خمسة وعشرة بلايين دولار ســــنوياً للاستثمار في الخارج، مع التركيز على قطاعي الترفيه والرياضة.
وفي سياق النتائج المترتبة على العولمة، أظهر تقرير أعدته منظمة «أوكسفام» البريطانية أن ثمانية أشخاص على الكرة الأرضية يمتلكون ثروة تفوق ثروة النصف الفقير للسكان في العالم».
ووصفت المنظمة غير الحكومية في تقرير صدر قبل المنتدى الاقتصادي العالمي، هذا الوضع بأنه «فاضح» و «يفاقم اللامساواة» بين السكان، مؤكدة على لسان الناطقة باسم «أوكسفام فرنسا»، مانون أوبري، أن «من غير اللائق أن يتجمع هذا القدر من الثروات في أيدي أقلية صغيرة، عندما نعلم أن شخصاً واحداً من كل عشرة في العالم يعيش بأقل من دولارين يومياً». واستندت المنظمة في إعداد هذه الدراسة إلى لائحة بأسماء أغنى ثمانية أشخاص وفق تصنيف مجلة «فوربس».
وبرز صوت «الأطفال المعدمين» في المنتدى على لسان سفيرة النوايا الحسنة في منظمة «الأمم المتحدة للطفولة» (يونيسيف) شاكيرا التي دعت زعماء العالم وقيادات الأعمال في المنتدى إلى دعم جهود إطعام وتعليم ورعاية الأطفال المعدمين. وقالت المغنية الكولومبية إن «أطفال اليوم سيحركون أعمال الغد. قدرتهم على الإسهام في تشكيل مجتمعات الغد ستحل مشاكل الغد».
وبعيداً من العولمة ونتائجها، توجهت 40 شركة صناعية من كبرى الشركات في العالم بمبادرة من الملاحة البريطانية إيلين ماك آرثر، بنداء عاجل إلى دول العالم بعد أن أظهر تحقيق حول انتشار المواد البلاستيكية في المحيطات أن وزن هذه المواد في المحيطات الشديدة التلوث سيتخطى وزن الأسماك فيها.
وأظهرت الدراسة أن 20 في المئة من الإنتاج العالمي للبلاستيك قابل لإعادة الاستخدام، في حين أنه من الممكن إعادة تدوير 50 في المئة منه. وطالبت برؤية جديدة شاملة لـ «إعادة تدوير النسبة المتبقية من الغلافات البلاستيكية (30 في المئة)»، وفق البيان الذي نشر في دافوس.

الحياة