اتهامات بالتجسس تهدد علاقة أنقرة ببرلين

اتهامات بالتجسس تهدد علاقة أنقرة ببرلين


برلين – عادت ألمانيا لتوجه من جديد اتهامات إلى تركيا بالتجسس عليها. وقال رئيس المخابرات الداخلية الألمانية هانز جورج ماسين الخميس إن ألمانيا لن تتهاون في عمليات المخابرات التركية داخل أراضيها. جاء تصريح ماسين بعد أن بدأ المدعي العام الألماني تحقيقا في عمليات تجسس محتملة من جانب رجال دين أتراك.

وأضاف ماسين “لا يمكن أن نقبل أن تعمل أجهزة مخابرات في ألمانيا ضد مصالحنا وهذا هو سبب احتجاجنا”.

جاء التحقيق الذي بدأ هذا الأسبوع بعد أن تقدم فولكر بيك -وهو مشرع ألماني ومتحدث ديني باسم حزب الخضر- بشكوى جنائية بهذا الشأن أوائل ديسمبر. وتهدد القضية بزيادة التوتر في العلاقات بين ألمانيا وتركيا عضوي حلف شمال الأطلسي.

وتتهم أنقرة برلين بإيواء متشددين من حزب العمال الكردستاني وحزب التحرر الشعبي الثوري -وهو حزب يساري متطرف- اللذين نفذا هجمات في تركيا.

وتعتزم المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، إجراء زيارة عمل إلى العاصمة التركية أنقرة في الأسبوع الأول من فبراير المقبل.

وقالت مصادر دبلوماسية، إن أجندة ميركل في أنقرة تتضمن أزمة اللاجئين وقضايا إقليمية والتعاون في مكافحة الإرهاب.

ومن المتوقع أن تعقد ميركل اجتماعًا ثنائيًا مع نظيرها التركي بن علي يلدريم، لتترأس معه فيما بعد مباحثات الوفدين الألماني والتركي. وبحسب المصادر الدبلوماسية ذاتها، من المنتظر أن يستقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، المستشارة الألمانية في أنقرة.

من جهة أخرى، أكّدت المصادر الدبلوماسية أن وفدًا ألمانيًا رفيعًا برئاسة وكيلة وزارة الداخلية ايميلي هابر، سيزور تركيا بالتزامن مع زيارة ميركل لمناقشة القضايا الأمنية. إلى ذلك، قرر البرلمان الدنماركي (فولكتنغ)، التصويت على استجواب قدّمه حزب “البديل” و”قائمة الوحدة”، بحق وزارة الخارجية، يتضمن انتقادات ضد تركيا بشأن اتهامات بإبادة الأرمن سنة 1915، يوم 26 يناير الجاري.

وناقش الـ”فولكتنغ” الاستجواب الجمعة لنحو 3 ساعات بمشاركة الناطقين باسم الأحزاب السياسية، وجرت مطالبة الحكومة الدنماركية بالإفصاح عن موقفها حيال مزاعم “إبادة الأرمن على أيدي الدولة العثمانية” خلال أحداث 1915.

وقال وزير الخارجية الدنماركي، أندرس سامويلسن، في كلمة له خلال مناقشة نص الاستجواب، إن حكومته تسلّط الضوء دائمًا على “الأحداث المؤسفة” التي جرت عبر التاريخ.

وقال سامويلسن إنهم لا يعلمون بالتحديد ماهية الأحداث التي جرت خلال عام 1915 وما بعده، مشدّدا على أن المؤرخين هم المعنيين بالبحث والتعليق ومناقشة هذه الأمور.

ويطلق الأرمن (اللوبي الأرمني في مختلف دول العالم) بين الفينة والأخرى نداءات تدعو إلى تجريم تركيا وتحميلها مسؤولية مزاعم تتمحور حول تعرض أرمن الأناضول لعملية “إبادة وتهجير” على يد الدولة العثمانية إبان الحرب العالمية الأولى.