بوتين سيتصل بترامب للتهنئة ولقاؤهما مؤجل وبكين تشدد على أهمية العلاقات و «تستعد للأسوأ»

بوتين سيتصل بترامب للتهنئة ولقاؤهما مؤجل وبكين تشدد على أهمية العلاقات و «تستعد للأسوأ»

توالت في أنحاء العالم التهاني والردود المرحبة بتولي الرئيس دونالد ترامب منصبه. واتجهت الأنظار تحديداً إلى موسكو حيث أعلن الكرملين أن الرئيس فلاديمير بوتين سيتصل بنظيره الأميركي قريباً، في حين أن التحضير للقاء بينهما سيستغرق شهوراً.

في الوقت ذاته، أعرب الإعلام الرسمي في الصيني عن أمله في أن يتفهم ترامب ضرورة المحافظة على العلاقات المشتركة، مشيرة إلى أن على بكين الاستعداد للأسوأ. وبدت كندا والمكسيك الجارتان الشمالية والجنوبية للولايات المتحدة حريصتين على العلاقات على رغم توتر مع مكسيكو سيتي نتيجة الخلاف حول قضية اللاجئين.

< وهنأ رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب، معبراً في الوقت نفسه عن أمله في أن تعزز كندا والولايات المتحدة الشراكة بينهما من أجل أمن البلدين ومصلحتهما.

وكتب ترودو في رسالة التهنئة التي بعث بها إلى ترامب أن «كندا والولايات المتحدة أقامتا واحدة من أوثق العلاقات في العالم. هذه الشراكة المستدامة أمر ضروري لازدهارنا وأمننا المشترك». وأضاف أن كندا والولايات المتحدة ستواصلان العمل لـ «ضمان أمن حدودنا المشتركة» البالغ طولها نحو 9 آلاف كيلومتر.

وأشار ترودو الذي أوفد منذ انتخاب ترامب العديد من المستشارين بهدف العمل مع الإدارة الأميركية الجديدة، إلى أن البلدين «متكاملين» إلى حد كبير بفضل «صلات قوية في مجال التجارة والاستثمارات».

وتابع رئيس الوزراء الكندي: «كلانا نريد أن نبني اقتصادات تكون فيها للطبقة الوسطى ولأولئك الذين يعملون بجد، فرصة حقيقية للنجاح». واعتبر أن عودة «ازدهار الطبقة الوسطى على جانبي الحدود» سيسمح بـ «خلق عالم أكثر أماناً وسلاماً». وكان ترودو ممثلاً في حفل تنصيب ترامب بالسفير الكندي ديفيد ماكنوتون. وأوفد ترودو الجمعة إلى واشنطن كلاً من وزيرة الخارجية الكندية الجديدة كريستيا فريلاند، ووزير الدفاع هارجيت ساجان.

في المكسيك، قال إنريكي بينا نييتو إنه يريد تعزيز العلاقات مع نظيره الأميركي الجديد الذي أدت تهديداته وانتقاداته للمكسيك إلى إثارة مخاوف من حدوث أزمة اقتصادية ضخمة وأدت إلى هبوط عملتها.

وكان كثيرون في المكسيك سخروا من بينا نييتو لاجتماعه مع ترامب في آب (أغسطس) الماضي، بعدما وصف ترامب المكسيكيين بأنهم مغتصبون وقتلة. وقال بينا نييتو على «تويتر» إنه سيدافع عن مصالح المكسيك وشعبها في حوار «يتسم بالاحترام». وقال: «سنعمل على تعزيز علاقتنا بمسؤولية مشتركة».

وتعهد ترامب ببناء جدار على امتداد الحدود الجنوبية للولايات المتحدة لإبعاد المكسيكيين، وهدد بإلغاء اتفاق تجاري مشترك إذا لم يستطع إعادة صياغته لمصلحة الولايات المتحدة. وأورد موقع البيت الأبيض على الإنترنت أمس، أن ترامب ملتزم بإعادة التفاوض على اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية (نافتا) والتي تعزز اقتصاد المكسيك، وإنه سيتحرك للانسحاب منها إذا لم يتم التوصل إلى «اتفاق منصف».

وأعلنت الحكومة إن بينا نييتو سيدلى بكلمة تتعلق بالسياسة الخارجية صباح الاثنين وذلك قبل بضعة أيام من سفر وفد من أبرز المسؤولين المكسيكيين إلى واشنطن لبحث العلاقات مع مستشاري ترامب.

وسيرأس الوفد وزير الخارجية لويس فيديغاري الذي قال في مقابلة، إنه سيلتقي مع كبار مساعدي البيت الأبيض، إضافة إلى الجنرال جون كيلي الذي صدق مجلس الشيوخ الأميركي على تعيينه وزيراً للأمن الداخلي.

المكسيك تفاوض بلا خوف

وتعهد فيديغاري بـ «التفاوض بلا خوف»، وقال إنه سيعمل على ضمان حماية تحويلات المكسيكيين الذين يعيشون في الولايات المتحدة إلى عائلاتهم في المكسيك من أي مصادرة.

وكان ترامب هدد بفرض تعريفات جمركية ضخمة على السلع المصنوعة في المكسيك مما أدى إلى هبوط البيزو إلى مستويات متدنية بشكل تاريخي مقابل الدولار.

روسيا والصين

ونقلت وكالات أنباء روسية عن ديمتري بيسكوف الناطق باسم الكرملين قوله إن من المتوقع أن يتصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بنظيره الأميركي دونالد ترامب خلال الساعات المقبلة لتهنئته على تولي منصبه.

وأوردت وكالة «تاس» أن بيسكوف أكد استعداد بوتين للقاء ترامب، لكن تحضيرات اللقاء المحتمل قد تستغرق شهوراً وليس أسابيع. وأبلغ بيسكوف هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أن اللقاء المحتمل «لن يكون في الأسابيع المقبلة. دعونا نأمل في الأفضل، وهو أن يعقد الاجتماع في الشهور المقبلة».

في الصين، أوردت وسائل الإعلام الرسمية أمس، أن بكين تأمل بأن تفهم الإدارة الأميركية الجديدة أهمية العلاقات، ولكنها أشارت إلى ضرورة الاستعداد للأسوأ.

وخلال الحملة الانتخابية احتج ترامب بقوة على الصين واتهمها بسرقة وظائف الأميركيين وأثار أيضاً غضب الصين بتلقيه اتصالاً من رئيسة تايوان التي تعتبرها الصين إقليماً منشقاً ليس له حق في إقامة علاقات خارجية رسمية.

وعلى رغم عدم إشارة ترامب في شكل مباشر إلى الصين في كلمته خلال حفل تنصيبه فإنه وجه إشارة تنم عن التحدي بقوله إن الاستعانة بمصادر خارجية للتوظيف أضر بالعمال الأميركيين.

وورد في تعليق في الصفحة الأولى لصحيفة «الشعب» الناطقة باسم الحزب الشيوعي الصيني الحاكم، أنه يجب على كل من الدولتين عدم محاولة إخضاع الأخرى بالقوة ولكن البحث عن تعاون يحقق المكسب للجانبين وإدارة خلافاتهما.

وأضاف التعليق: «يجب على الحكومة الأميركية الجديدة أن تدرك أن من الطبيعي لهذين البلدين العظيمين أن تكون لديهما مشكلات وخلافات. من المهم السيطرة وإدارة الخلافات وإيجاد وسيلة لحلها. وزاد إن «الصين تأمل بأن يمكن أن يكون تنصيب الرئيس الأميركي الجديد نقطة بداية جديدة لتطوير العلاقات الصينية الأميركية، مع الإشارة إلى أن «النمو المستقر والصحي للعلاقات يتفق مع مصالح الشعبين وهو التوقع المشترك للمجتمع الدولي». وأشارت «غلوبال تايمز» وهي الصحيفة الشقيقة لـ «الشعب» إلى أنه على رغم أن ترامب قال الكثير عن الصين فإن سياسته الفعلية لم تتشكل بعد.

وأوردت في مقال افتتاحي: «قطعاً إدارة ترامب تريد تعزيز الصادرات إلى الصين وإعادة مصانع من الصين إلى الولايات المتحدة. تايوان ستكون مجرد ورقة مساومة بالنسبة لهم لممارسة ضغط تجاري على الصين». وأضافت أن سياسة «صين واحدة» لترامب ستتوقف على مدى تفهمه في شكل جيد، للمصالح المتداخلة لأكبر اقتصادين في العالم وما إذا كان متحمساً بما يكفي لتغيير الهيكل القائم بالقوة. وزادت: «ما من شك في أن إدارة ترامب ستشعل حرائق كثيرة على أبوابها الأمامية وفي شتى أنحاء العالم، فلننتظر ونرى متى سيكون دور الصين».

بريطانيا

ورأت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أن ترامب «سيقر بأهمية حلف شمال الأطلسي»، وذلك بعدما اعتبر أن الحلف «عفا عليه الزمن».

وقالت ماي في مقابلة مع صحيفة «فايننشال تايمز»: «أنا واثقة أيضاً من أن الولايات المتحدة ستقر بأهمية التعاون الذي لدينا في أوروبا لضمان دفاعنا وأمننا المشترك».

وفي خطاب تنصيبه، وعد ترامب بـ «تعزيز التحالفات القديمة وبناء أخرى»، مبدياً أسفه لكون أميركا «مولت جيوش بلدان أخرى» من دون أن يحدد تلك البلدان. وفي مقابلتها، عبرت ماي أيضاً عن ثقتها في مستقبل العلاقات بين لندن وواشنطن خلال عهد ترامب. وقالت إنه انطلاقاً «من المحادثات التي سبق وأجريناها، أعتقد أننا ملتزمان نحن الاثنان تطوير العلاقة الخاصة بين بلدينا والعمل من أجل رخاء وأمن شعوبنا على جانبي المحيط الأطلسي».

وأضافت أنها تتطلع «إلى مناقشة هذه القضايا وقضايا أخرى»، خلال زيارتها واشنطن التي قد تتم في شباط (فبراير) المقبل.

واللافت أن وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون هنأ بحرارة ترامب، مؤكداً أن لندن ستتعاون معه في شكل وثيق.

وقال جونسون في بيان إن «بلايين الناس» عبر العالم يتمنون النجاح لترامب في «التحديات الكبيرة جداً» التي تنتظره.

وكان ترامب أعلن أن المملكة المتحدة «كانت فعلاً على حق» عندما قررت مغادرة الاتحاد الأوروبي، الذي اعتبر أنه خاضع لهيمنة ألمانيا. وتوقع أن يكون الانسحاب «أمراً عظيماً» مبدياً عزمه على إبرام اتفاق تجاري مع بريطانيا «سريعاً وطبق القواعد».

في أفغانستان، عبر الرئيس التنفيذي عبدالله عبدالله عن أمله في أن تواصل الولايات المتحدة دعمها للحكومة الأفغانية. وقال عبدالله في تجمع لإطلاق مسعى لجمع مساعدات إنسانية دولية لأفغانستان بقيمة 550 مليون دولار: «أريد أن أهنئ الرئيس الأميركي بالأصالة عن نفسي وبالنيابة عن أفغانستان حكومة وشعباً».

وكان ترامب تحدث عبر الفيديو مع جنود أميركيين متمركزين في قاعدة إلى الشمال من كابول بعد تنصيبه رئيساً للولايات المتحدة. وقال: «أنا معكم على طول الخط والشجاعة التي تبدونها مذهلة».

الحياة