خلاف علني بين موسكو وطهران عشية آستانة

خلاف علني بين موسكو وطهران عشية آستانة

الرياض، عمان، لندن، واشنطن – «الحياة»، رويترز، أ ف ب – برزت الى العلن أمس الخلافات بين موسكو وطهران في شأن مشاركة الولايات المتحدة في مفاوضات آستانة المتوقع أن تبدأ غداً بين ممثلي الحكومة السورية وفصائل المعارضة، وبدأ وصول مسؤولين روس وأتراك وإيرانيين الى العاصمة الكازاخستانية لرعاية المفاوضات. وسيقتصر حضور أميركا على سفيرها في آستانة، كما خفض الكرملين سقف التوقعات من هذه المفاوضات قبل عقد مفاوضات سياسية في جنيف الشهر المقبل، في وقت شنت طائرات روسية، جاءت من روسيا، غارات عنيفة على مواقع «داعش» في دير الزور.

واستقبل وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أمس، المنسق العام لـ «الهيئة العليا للمفاوضات» رياض حجاب. وجرى خلال الاستقبال، وفق وكالة الأنباء السعودية، بحث مستجدات الأوضاع على الساحة السورية والجهود الدولية.

واعتبر الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن موقف إيران الرافض المشاركة الأميركية في مفاوضات آستانة «يساهم في تعقيد الموقف»، لافتاً الى أهمية الدور الأميركي وصعوبة التوصل الى تسوية من دون مشاركة واشنطن. وقال في حديث الى محطة «بي بي سي»، أن «طهران تعد لاعباً مهماً في التسوية السورية، لكن الموقف المعارض للمشاركة الأميركية يزيد من تعقيد الموقف». ووصف التطورات بأنها «لعبة حذرة للغاية» لأن «تسوية المشكلة السورية في شكل بناء مستحيلة في معزل عن مشاركة الولايات المتحدة».

وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية إنها لن ترسل وفداً للمشاركة في المفاوضات بسبب المتطلبات الملحة الخاصة بعملية انتقال السلطة في واشنطن. وقال مارك تونر القائم بأعمال الناطق باسم الخارجية إن السفير الأميركي لدى كازاخستان جورج كرول سيمثل واشنطن. وأضاف تونر انه «في ظل عملية التنصيب الرئاسي عندنا وما تتطلبه من إجراءات ملحة لنقل السلطة لن يحضر وفد من واشنطن مؤتمر آستانة».

وقال معاون وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية حسين جابري أنصاري عشية وصوله الى آستانة إن المفاوضات ستعقد في رعاية إيرانية- تركية- روسية لـ «تعزيز حالة الهدنة وإيجاد المقدمات المناسبة لإجراء حوار سوري- سوري بين الحكومة السورية والجماعات المعارضة والسير باتجاه الحل السياسي لإنهاء الأزمة السورية ومواجهة الإرهاب والتطرف». وعقد الوفد الإيراني مشاورات مع الوفدين الروسي والتركي اللذين وصلا أيضاً إلی آستانة من أجل تكثيف الجهود لإنجاح الاجتماع، حيث عقد جابري أنصاري اجتماعاً مع ألكسندر لافرينتييف ممثل الرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط الذي يرأس وفد بلاده، علی أمل أن يعقد اجتماع ثلاثي مشترك بين الوفود التركية والروسية والإيرانية قبل اجتماع الإثنين.

ميدانياً، أفادت وكالة الإعلام عن وزارة الدفاع الروسية بأن ست طائرات حربية روسية نفذت أمس ضربات جوية ضد أهداف لتنظيم «داعش» في محافظة دير الزور. وأضافت الوزارة أن الطائرات انطلقت من أراضٍ روسية وعادت بعد الضربات. وهذه أول ضربة بعيدة المدى توجّهها مقاتلات روسية منذ إعلان تقليص الوجود العسكري الروسي في سورية والبدء بسحب قطعات ثقيلة، بينها حاملة الطائرات «أميرال كوزنيتسوف» والطراد النووي «بطرس الأكبر».

وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس إن «سيارة مفخخة انفجرت عند أطراف مخيم الركبان عند الحدود الأردنية، ما أسفر عن مقتل 11 نازحاً وسقوط عدد من الجرحى». ونقلت وكالة الأنباء الأردنية (بترا) عن مصدر عسكري أردني أن «الانفجار نجم عن تفجير سيارة شحن صغيرة داخل المخيم»، مشيراً الى «ادخال 14 جريحاً الى المركز الصحي الأردني الواقع في المنطقة الحدودية بين الأردن وسورية والمخصص لمعالجة اللاجئين السوريين» العالقين في منطقة الركبان.

الحياة