خلافات مع انطلاق مفاوضات أستانا السورية

خلافات مع انطلاق مفاوضات أستانا السورية


قال مراسل الجزيرة في أستانا إن تركيا وروسيا توافقتا على أن تكون المفاوضات السورية بين وفدي النظام والمعارضة غير مباشرة، وأشار إلى وجود خلافات واضحة بشأن البيان الختامي بين وفدي المفاوضات والدول الضامنة مع انطلاق المحادثات صباح اليوم الاثنين في عاصمة كزاخستان.

وقال مصدر في وفد المعارضة السورية المسلحة إلى مفاوضات أستانا إن قرار المعارضة حتى الآن رفض صيغة المفاوضات المباشرة مع وفد النظام، وطالب بتجديد روسيا التزامها بإعلان وقف إطلاق النار على الأراضي السورية بكاملها، مشيرا إلى أنه جرى تبليغ المعارضة بأن روسيا وجهت طلبا صارما للنظام بوقف الأعمال القتالية بوداي بردى في ريف دمشق.

ورفض الوفد صياغة أي مبادئ سياسية في البيان الختامي وضرورة حصره بتثبيت وقف إطلاق النار، كما رفض المصدر ذكر أي دور لإيران في البيان الختامي كضامن لوقف إطلاق النار.

وقالت مراسلة الجزيرة سمارة القوتلي إن مسودات البيان الختامي للمفاوضات تشير إلى إيران على أنها ضامنة للاتفاق إلى جانب روسيا وتركيا، وهو ما ترفضه المعارضة بشكل قاطع.

وأوضحت المراسلة أن الجلسة الافتتاحية للمفاوضات في الساعة العاشرة صباحا بتوقيت مكة المكرمة ستشهد فقط جلوس وفد المعارضة والنظام وجها لوجه مع وفود الدول الضامنة والمشاركة في الاجتماع، وأكدت المراسلة أن المعارضة تشدد على الوضع الميداني دون المرجعية السياسية.

وفي هذا السياق، قال المتحدث باسم وفد المعارضة إلى أستانا يحيى العريضي لوكالة رويترز “لن ندخل في أي مناقشات سياسية، وكل شيء سيدور حول الالتزام بوقف إطلاق النار والبعد الإنساني لتخفيف معاناة السوريين الموجودين تحت الحصار والإفراج عن المعتقلين وتسليم المساعدات”.

وأضاف أن النظام السوري له مصلحة في صرف الانتباه عن هذه القضايا مشيرا إلى أنه “إذا كان النظام السوري يعتقد أن وجودنا في أستانا استسلام منا فهذا وهم”.

في المقابل، قال رئيس وفد النظام السوري لأستانا بشار الجعفري للصحفيين على الطائرة التي أقلته إلى عاصمة كزاخستان أمس إن جدول الأعمال سيركز على تعزيز وقف لإطلاق النار، وقلل من أهمية دور تركيا كطرف في المحادثات قائلا إنها بين السوريين فقط.

من جانبه، قال مبعوث الكرملين الخاص إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف إنه لم يتضح بعد ما إذا كان وفد الحكومة السورية والمعارضة سيلتقيان وجها لوجه أم سيتواصلان من خلال وسطاء، بينما قال نائب وزير الخارجية الإيراني إنه ليس مؤكدا أن الجلسات ستشهد لقاءات مباشرة بين وفدي المعارضة المسلحة والنظام.

وقال لافرنتييف في ختام اللقاء بين وفود تركيا وروسيا وإيران إن بلاده تبذل كل الجهود من أجل تقريب وجهات النظر بين المعارضة والحكومة السورية.

لقاءات وصعوبات
وشهدت أستانا عاصمة كزاخستان الليلة الماضية اجتماعات مكثفة تحضيرا لانطلاق المفاوضات السورية، وقال مستشار السفارة الروسية في كزاخستان ألكسندر موسيينكو إن وفود روسيا وإيران وتركيا تعمل على إعداد الوثيقة الختامية لمفاوضات أستانا، وشدد على أنه لا يمكن حل كل المسائل في يوم واحد، ولكن يجب إعطاء الأطراف المعنية الوقت من أجل تنفيذ مهماتها الصعبة.

وقال مراسل الجزيرة عبد العظيم محمد إن وفد المعارضة المسلحة بقيادة محمد علوش (رئيس المكتب السياسي لفصيل جيش الإسلام) لم يحدد موقفه بعد بشأن موضوع المفاوضات المباشرة، وإنه بانتظار رد من جانب الأطراف الضامنة لوقف إطلاق النار (الروس والأتراك) على شروطه.

يذكر أن اتفاق إطلاق النار توصلت إليه تركيا وروسيا، ودخل حيز التنفيذ نهاية الشهر الماضي، لكن قوات النظام السوري والمليشيات الداعمة لها تواصل انتهاك الاتفاق في مناطق عدة، بينها وادي بردى والغوطة الشرقية بريف دمشق.

وقد شهدت أستانا أمس الأحد اجتماعات مكثفة تحضيرا للمفاوضات التي قالت الخارجية الكزاخية إنها ستنطلق في الساعة الواحدة من ظهر الاثنين بالتوقيت المحلي.

وقد كان من أبرز الاجتماعات التي عقدت أمس الأحد اجتماعا مطولا لممثلي الدول الثلاث الراعية للمفاوضات، وهي روسيا وتركيا وإيران، كما اجتمع وفد المعارضة السورية بالروس، ووصف مستشار السفارة الروسية في أستانا الاجتماعات المستمرة بالصعبة والبطيئة.

وأفاد مراسل الجزيرة رائد فقيه بأن الجانبين الروسي والإيراني عقدا اجتماعا لمدة ست ساعات، وقال إن هناك قضايا تتعلق بجوهر المفاوضات لا تزال عالقة، كما أشار إلى خلافات تتعلق بمشروع البيان الختامي، إذ تريد إيران أن تُذكَر في البيان كضامن لاتفاق وقف إطلاق النار (مع تركيا روسيا)، وهو ما رفضته المعارضة السورية.

ووفق المراسل، فقد تحفظ وفد المعارضة على جمل في مشروع البيان الختامي، بينها جملة تتضمن دعوة وفد المعارضة الحالي (العسكري) للانتقال إلى جنيف للمشاركة في المفاوضات المقرر أن تعقد يوم 8 فبراير/شباط القادم، حيث إن ذلك يعني إلغاء دور الهيئة العليا للمفاوضات.

المصدر : الجزيرة