الحشد الشعبي يتنافس مع البيشمركة للظفر بالموصل قبل طرد داعش

الحشد الشعبي يتنافس مع البيشمركة للظفر بالموصل قبل طرد داعش

يبدو أن صبر القيادات العسكرية لقوات البيشمركة، بدأ ينفد، إزاء الهجمات المتكررة التي تنفذها قوات الحشد الشعبي ضد مواقع القوات الكردية على خطوط التماس بمحافظة نينوى، التي تشهد عمليات واسعة لطرد تنظيم داعش منها، فيما تحاول القيادات السياسية في إقليم كردستان أن تكون أكثر هدوءا في التعاطي مع هذا الملف، لمنع تداعيات هذا الموضوع من التأثير على العلاقات بين أربيل وبغداد.

وأقر المتحدث باسم منظمة بدر المدعومة من إيران، كريم النوري، بأن قوة من الحشد الشعبي، قصفت، بـ”الخطأ”، موقعا لقوات البيشمركة الكردية في قضاء سنجار، غرب الموصل. لكنه أكد “احتواء الموضوع”. وكان قائد قوات البيشمركة في سنجار، أعلن الخميس، أن مواضع قواته تعرضت “فجر أمس وليلة أمس الأول للقصف من قبل قوات الحشد الشعبي”، لافتا إلى أن “البيشمركة حذرت تلك القوات من رد ماحق في حال تكرار القصف”.

وخلال الساعات القليلة الماضية، صدرت تصريحات لقيادات عسكرية في قوات البيشمركة تحذر قوات الحشد الشعبي من تكرار “الأخطاء”، على عكس القيادات السياسية الكردية، التي تتجنب التصعيد.

وقال قائد اللواء الثامن في قوات البيشمركة، علاءالدين رسول، إن الرد سيكون عنيفا على هجمات الحشد الشعبي في حال تكرارها، في تصريح لوكالة “روداو” الكردية، المقربة من رئيس حكومة إقليم كردستان، نيجرفان البارزاني.

وفيما أعلن المتحدث الرسمي باسم الحشد الشعبي، في بيان، تشكيل لجنة تحقيق لكشف ملابسات الموضوع، هدد القيادي البارز في عصائب أهل الحق، جواد الطليباوي، بـ”شن هجوم على قوات البيشمركة” لإخراجها من نينوى، في حال “طلب القائد العام للقوات المسلحة ذلك”.

وقال الطليباوي، إن “انسحاب قوات البيشمركة من المناطق المحررة في محافظة نينوى أمر مرهون بالقائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء حيدر العبادي”.

وأضاف أن “فصائل الحشد الشعبي لن تتردد في شن عملية عسكرية خاطفة ضد قوات البيشمركة في حال رفضت الانصياع للأوامر التي تؤكد على خروجها من تلك المناطق”.

وأوضح أن “عملية إخراج البيشمركة من أراضي محافظة نينوى ستكون أسهل من عملية طرد الدواعش”.

ويقول مسؤول خلية الإعلام الحربي في إقليم كردستان، هلكورد حكمت، إن عملية قصف الحشد الشعبي لمواقع البيشمركة في الموصل ليست الأولى. لكنه أقر بأن “الذين يخلقون المشكلات ليسوا من طرف العبادي”، مضيفا أن “إقليم كردستان لا ينظر إلى تصريحات الطليباوي على أنها موقف رسمي للحشد الشعبي”.

وتقول مصادر مقربة من رئيس الإقليم مسعود البارزاني، إن “القيادة السياسية الكردية تعتقد أن هناك أطرافا سياسية في بغداد تدفع إلى التصعيد بين الحشد الشعبي والبيشمركة في نينوى، لاستثمار هذا الملف في الحملة الانتخابية الوشيكة”. ويقول السياسي الكردي المقرب من البارزاني، عبدالحكيم خسرو، إن “التصريحات التصعيدية لبعض القيادات العسكرية في قوات البيشمركة لا تمثل موقف إقليم كردستان الرسمي”.

وأضاف “حتى الآن، القيادة الرسمية للحشد تقول إن قصف القوات الكردية في نينوى حدث بالخطأ، بالرغم من تكراره مرتين خلال أقل من 24 ساعة، وإقليم كردستان يعتقد أنه لا يوجد ما يدعو إلى التصعيد، إذا كان القصف بالخطأ”.

لكنه أشار إلى أن أربيل أبلغت بغداد بهذا الأمر رسميا، وهي تنتظر القائد العام للقوات المسلحة أن يشكل لجنة للتحقيق في ملابسات هذا الموضوع، وكشف أسبابه.

صحيفة العرب اللندنية