الجسور العائمة مفتاح تحرير الموصل من داعش

الجسور العائمة مفتاح تحرير الموصل من داعش


بغداد ـ بعد تدمير الجسور الخمسة التي تربط الجانب الشرقي بنظيره الغربي لمدينة الموصل، شمالي العراق، من قبل مسلحي تنظيم داعش، تتهيأ القوات العراقية لنصب جسور بديلة عائمة لعبور القطعات العسكرية إلى الضفة الثانية من نهر دجلة لاقتحام آخر معاقل التنظيم.

وكان الجيش العراقي قد أعلن الشهر الماضي عن تدمير تنظيم “داعش” لجسور الموصل الخمسة بعد خسارته الجانب الشرقي للمدينة لإعاقة عبور القطعات العسكرية إلى الجانب الغربي والذي يفصل بينهما نهر دجلة.

وأوقفت العمليات العسكرية القتالية في الموصل في الـ24 من الشهر الماضي بعد إعلان تحرير كامل الجانب الشرقي للمدينة، لكن القصف الجوي للتحالف الدولي والجيش العراقي استمر باستهداف مواقع المسلحين تمهيدا للمعركة.

وقال جبار حسن، ضابط برتبة نقيب في الجيش العراقي، إن “فرق الهندسة العسكرية التابعة للجيش نقلت عددا من الجسور العائمة إلى محاور القتال قرب ضفة نهر دجلة في الجانب الشرقي خلال الأيام الماضية، وهي بانتظار صدور الأوامر من قيادة العمليات المشتركة للمباشرة بنصبها”.

وأضاف حسن أن “نصب الجسر العائم لا يستغرق سوى بضع ساعات في الظروف الطبيعية، لكن بظروف الجانب الغربي للموصل حيث يتمركز عناصر تنظيم داعش ستكون هناك خطورة على حياة فرق الهندسة لأنهم سيكونون في مرمى قناصة داعش”.

واعتمد الجيش العراقي سابقاً على نصب الجسور العائمة بعد تدمير تنظيم داعش للجسور الثابتة في مناطق متفرقة في محافظات صلاح الدين (شمال) والانبار (غرب) خلال معارك التحرير العام الماضي.

من جانبه، قال خليل النعيمي، ضابط برتبة عقيد متقاعد من الجيش العراقي، إن “نصب الجسور العائمة ستكون تحت غطاء جوي مكثف لسلامة فرق الهندسة العسكرية من الاستهداف المباشر لعناصر تنظيم داعش”.

وأوضح النعيمي أن “تنظيم داعش سيستخدم جميع خططه لإعاقة نصب الجسور العائمة منها نصب العبوات الناسفة على ضفة نهر دجلة، أو إرسال الزوارق المفخخة لاستهداف الجسور، وكذلك نشر القناصين لاستهداف الأفراد المكلفين بمهمة نصب الجسور” .

وأشار إلى أن “القوات العراقية ومنها جهاز مكافحة الإرهاب قد تلقت تدريبا أميركيا على التعامل في مثل تلك الحالات (..) قد تكون هناك خسائر بشرية خلال نصب الجسور العائمة، لكن المهمة ستنجز سريعا”.

وتقّر قيادة العمليات المشتركة (تابعة للجيش) بصعوبة المعارك القادمة في الجانب الغربي للموصل حتى مع نصب الجسور العائمة وبدء عمليات الاقتحام للأحياء الغربية.

وقال العميد يحيى رسول المتحدث باسم قيادة العمليات إن “المعركة لن تكون سهلة، هناك صعوبة بسبب الكثافة السكانية وننحن نتحدث عن تواجد نحو 750 ألف نسمة من المدنيين، إضافة إلى ضيق الأزقة والشوارع، لكننا مصممون على إنهاء المعركة لصالحنا”.

ولفت رسول إلى أن “القوات العراقية أكملت استعداداتها، وتم وضع اللمسات الأخيرة للخطة العسكرية الخاصة بالمعركة”.

ويضم الجانب الغربي من مدينة الموصل المؤسسات الحكومية الرسمية بينها مبنى المحافظة ومجلسها ومقر قيادة عمليات نينوى، ومطار الموصل، وهو المعقل الرئيس لمسلحي تنظيم داعش وأولى المناطق التي اقتحمها التنظيم عام 2014.

وتحاصر القوات العراقية الجانب الغربي من مدينة الموصل من أربع جهات بعد إحكامها السيطرة على جميع أحياء الجانب الشرقي للمدينة.

وخاضت القوات العراقية معارك صعبة على مدى الأشهر الثلاثة الماضية وتكبدت خسائر في المعدات والأرواح، لكنها تمكنت من قتل المئات من عناصر تنظيم داعش وتدمير أكثر من ألف سيارة مفخخة خلال معارك تحرير الضفة الشرقية لنهر دجلة بالموصل.

العرب اللندنية