معركة الموصل البدايات والنتائج 9

معركة الموصل البدايات والنتائج 9

تستمر وقائع المواجهات العسكرية بين القوات الامنية والعسكرية العراقية، ومقاتلي داعش في مركز مدينة الموصل، والتي اتسمت بمعايير التواصل الميداني بين الطرفين، واستخدام جميع أنواع الاسلحة الخفيفة والمتوسطة والهاونات والمدافع، والطائرات المسيرة وطائرات التحالف الدولي، والقوة الجوية العراقية وطيران الجيش في ملاحقة الأهداف والمواقع التي تتخذها عناصر داعش ملاذا لها، أو أماكن تنطلق منها للقيام بعمليات تعرضيه عبر نهر دجلة باتجاه الأحياء السكنية المحاذية للنهر في منطقة الساحل الأيسر، مستخدمين الزوارق النهرية التي يستقلها عدد من العناصر التابعة لداعش، محاولين ايجاد موطئ قدم لهم ينتشرون من خلاله للقيام بعمليات تعرضيه، أو هجومية على مواقع القوات الأمنية والعسكرية العراقية التي اتخذت مواقعها بين الأحياء السكنية، أو في مواقع حكومية، ومبان رسمية .
وتمكنت هذه القوات من احباط العديد من العمليات، والتعرضات التي حاول مقاتلو داعش تنفيذها، والتصدي لها وقتل العديد من مقاتليهم، والقاء القبض على الاخرين، وفي كل هذا كان السكان المحليون الموجودون في الاحياء السكنية من يدفع ثمن هذه المواجهات من شهداء وجرحى يتساقطون، اضافة الى هدم دورهم وحرق ممتلكاتهم نتيجة القصف المتبادل .

ويمكننا أن نقرأ ملامح المرحلة المقبلة من هذه المواجهات، وفق المعايير الآتية :
1.استمرار عمليات القصف الميداني بقنابر الهاون، الذي ينفذه مقاتلو داعش، والذي أصبح يمتد على طول ضفة نهر دجلة من جهة الساحل الأيسر وتحديدا في مناطق: (الرشيدية – الشرطة – المجموعة الثقافية -الضباط – يارمجة )، والتي تقابلها عمليات استهداف واستمكان من قبل القوات الامنية العراقية لوجود هذه العناصر في الاماكن التي تنطلق منها من منطقة، وأحياء الساحل الأيمن .

2.تصعيد فعاليات القصف الجوي الذي يقوم به التحالف الدولي باشراف واسناد مباشر من الولايات المتحدة الاميركية، وأجهزتها الاستخباراتية التي تمكنت من تحديد الكثير من المواقع، والاهداف المهمة لعناصر داعش وتوجيه أكثر من (50) ضربة جوية يوميا لمواقعها في منطقة الساحل الأيمن .

3.استكمال جميع الاستحضارات والاستعدادات لدخول اولى مرحل المواجهة في منطقة الساحل الأيمن بعد أن تم وضع الخطط الامنية والعسكرية، وبأشراف مباشر وتنسيق مشترك بين جميع أطراف غرفة العمليات المشتركة في بغداد وأربيل، التي تشترك معها العديد من الهيئات والمؤسسات العسكرية الاوربية والاميركية وأبرزها (القوات الفرنسية والاميركية) .

4.استمرار وضع الضوابط الأمنية، وتحديد مهام الأجهزة الميدانية؛ لتعزيز حالة الأمن والاستقرار التي تمكنت القوات الامنية والعسكرية العراقية من السيطرة عليها بعد انسحاب مقاتلي داعش منها ، وبعد عمليات التدريب ووضع الخطط والمناهج التعبوية التي قامت بها قوات من الجيش الاسباني في منطقة بسماية بشرق مدينة بغداد لعدد من عناصر ومنتسبي مديرية شرطة محافظة نينوى لتوزيعهم ونشرهم في العديد من المناطق التي تم تحريرها، والسيطرة الميدانية عليها مع تكثيف الدورات التدريبية، والاعداد السليم لهذه العناصر؛ لتمارس مهامها الامنية بشكل دقيق وسليم .

5.العمل على تأهيل قاعدة القيارة الجوية التي بدأت تنطلق منها طائرات التحالف الدولي لتنفيذ العديد من الطلعات الجوية التي تستهدف أماكن قيادات، ومقاتلي داعش في مركز مدينة الموصل وقصف مواقعها في منطقة الساحل الايمن، كما تم استخدام مدارج القاعدة لهبوط طائرات (أف 16 والسوخوي ) في دك أوكار داعش وجميع هذه الفعاليات من شأنها أن تعزز عملية تقدم القطعات البرية في الجانب الايمن .

6.تمكين القطعات العسكرية الموجودة بالقرب من ضفة نهر دجلة الشرقية من استهداف وافشال جميع التعرضات المسلحة التي يشنها مقاتلو داعش عبر تسلسلهم باستخدام الزوارق النهرية حيث تمكنوا من افشال هجوم واسع استهدف أجزاء مهمة من خمسة أحياء سكنية شرق ضفة نهر دجلة، وهي: (المالية-الضباط-الثقافة-الزراعي)، وانتهت باستعادة القوات العراقية السيطرة من جديد على هذه الاحياء .

وتأتي هذه التعرضات من مقاتلي داعش كونهم يستغلون الفراغ الامني الذي خلفته قوات مكافحة الارهاب بعد انتهاء مهامها القتالية وانسحاب قوات حرس نينوى من الاحياء السكنية بعد صدور أوامر لها من القيادة العسكرية في بغداد .

7.ظهور أعداد كبيرة من عناصر المليشيات المسلحة داخل مركز الساحل الايسر اثار حفيظة أهالي مدينة الموصل، وعملت تلك العناصر على استفزاز الاهالي ببعض الاعمال والتصرفات الطائفية، التي انعكست سلبيا على دور القوات العسكرية التي دخلت المدينة ، حيث مارست هذه العناصر عملية اطلاق الاناشيد والصيحات الطائفية، ورفع الاعلام والرايات المذهبية على أسطح المباني، وتحديدا جامع النبي يونس عليه السلام، اضافة الى رفع صور بعض قادة الحشد الشعبي في الاماكن الرئيسة من منطقة الساحل الايسر مع ترديد عبارات، وهتافات طائفية ورفع لافتات أمام الجامع الكبير في منطقة الحي الزراعي .

وحدة الدراسات العراقية
مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية