مساع لتدويل قضية مقتل المتظاهرين ببغداد

مساع لتدويل قضية مقتل المتظاهرين ببغداد


هدد تحالف “إصلاحيون”، الذي يضم أكثر من أربعين منظمة ونقابة واتحادا وجمعية مدافعة عن حرية التعبير وحقوق الإنسان في العراق، بتدويل قضية اعتداء السلطات الأمنية العراقية على المظاهرات السلمية أمس.

وقال مراسل الجزيرة ناصر شديد إن تحالف “إصلاحيون” سيعقد مؤتمرا صحفيا ظهر اليوم في بغداد للإعلان عن خطوات قانونية باتجاه تدويل القضية.

وتشمل هذه الخطوات رفع قضية بمحكمة لاهاي لقمع السلطات مظاهرات أمس، التي قتل فيها أربعة وجرح 340، منهم 80% جرحوا بالرصاص الحي، حسب محافظ بغداد علي التميمي، وهو يتبع التيار الصدري، بينما تحدثت مصادر أخرى عن مقتل سبعة أشخاص.

وكان متظاهرون من أنصار التيار الصدري، وأفرادٌ من الشرطة، قتلوا وأصيب آخرون، خلال فض مظاهرة لأنصار التياريْن الصدري والمدني قرب المنطقة الخضراء في بغداد، للمطالبة بتغيير مفوضية الانتخابات.

وشارك في المظاهرات الضخمة في بغداد أمس السبت عشرات الآلاف من أتباع التيار الصدري والتيار المدني، للمطالبة بتغيير مفوضية الانتخابات وقانونها، وحاول المتظاهرون الاقتراب من المنطقة الخضراء التي تضم مقرات الحكومة والبرلمان، قبل أن تحصل الأحداث الدامية.

وحمّل زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي مسؤولية ما حدث، وطالب الأمم المتحدة بالتدخل لحماية المتظاهرين.

من جهتها، أكدت قيادة عمليات بغداد مقتل أحد منتسبيها وإصابة سبعة آخرين، واتهمت متظاهرين بحمل أسلحة وسكاكين. وردا على المظاهرات، دعا الرئيس العراقي فؤاد معصوم مساء السبت إلى “التهدئة وضبط النفس”.

طلبات تحقيق
وحمّلت الهيئة السياسية للتيار الصدري -من جانبها- بعثة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الإنسانية العاملة في العراق مسؤولية التحقق من مطالب الجماهير العادلة، وكيف جوبهت بخرق مبادئ حقوق الإنسان والتعدي على المتظاهرين.

وأضافت الهيئة أنه يوما بعد آخر يثبت المتشبثون بالسلطة أن سلطتهم ومكاسبهم أهم عندهم من نداءات شعبهم ودمه المراق في طريق الإصلاح، ورأت أنهم لا يستحقون حكم البلاد وإدارتها؛ لأنهم استهانوا بمعاناة الشعب الطويلة وبمطالبه المحقة من أجل حياة كريمة.

وأكدت الهيئة أن الشعب يطالب بالإصلاح ومفوضية مستقلة وانتخابات شفافة ونزيهة وعادلة، كما حمل التيار الصدري الحكومةَ مسؤولية التحقيق في قتل المدنيين العزل والحفاظ على سلامة الجرحى.

من جهة ثانية، قال بيان لقيادة العمليات المشتركة أمس إن العديد من صواريخ كاتيوشا أطلقت من منطقتي البلديات وشارع فلسطين وسقطت في المنطقة الخضراء”، وتقع هاتان المنطقتان شمال بغداد وعلى الجانب الآخر من نهر دجلة الذي يقطع المدينة.

وجاء الحادث بعد وقت قصير من المواجهات الدامية بين المتظاهرين وقوات الأمن التي استخدمت الرصاص الحي والغاز المدمع.

وتعد أعمال العنف هذه الأكثر دموية التي تندلع أثناء مظاهرة منذ بدأت في 2015 موجة المظاهرات التي طالب خلالها المحتجون بتحسين الخدمات العامة، واتهموا السياسيين العراقيين بالفساد والمحسوبية، وتوقفت في أكتوبر/تشرين الأول 2016.

المصدر : الجزيرة + وكالات