الكونغرس الأميركي يضاعف الضغط على إيران بحزمة عقوبات جديدة

الكونغرس الأميركي يضاعف الضغط على إيران بحزمة عقوبات جديدة

أكد العضو النافذ في مجلس الشيوخ الجمهوري ليندساي غراهام أن أعضاء جمهوريين في المجلس يعتزمون تقديم تشريع لفرض عقوبات أخرى على إيران متهمين إياها بانتهاك قرارات مجلس الأمن الدولي بإجراء اختبارات على صواريخ باليستية والعمل على “زعزعة استقرار” الشرق الأوسط.

وقال غراهام، وهو عضو في لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، في مؤتمر ميونيخ الأمني “أعتقد أن الوقت قد حان كي يواجه الكونغرس إيران مباشرة في ما يتعلق بما فعلته خارج البرنامج النووي”. وأضاف أنه وأعضاء جمهوريين آخرين سيطرحون إجراءات لتحميل إيران مسؤولية أفعالها.

وتصاعدت حدة التوترات بين طهران وواشنطن منذ أن أجرت إيران تجربة على صاروخ باليستي مما دفع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى فرض عقوبات على أفراد وهيئات على صلة بقوات الحرس الثوري الإيراني.

وأردف “إيران لاعب سيء بكل معنى الكلمة حين يتعلق الأمر بالمنطقة. أقول لإيران إذا أردتم أن نعاملكم بشكل مختلف أوقفوا إنتاج الصواريخ وتجربة إطلاقها في تحد لقرار الأمم المتحدة وكتابة عبارة .. الموت لإسرائيل.. على الصاروخ. فهذه رسالة مشوشة”.

وتبنى السناتور الديمقراطي كريستوفر ميرفي عضو لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ الموقف نفسه، مؤكدا أنه ليس هناك ما يمنع المجلس من فرض عقوبات تتجاوز تلك التي رفعت نتيجة الاتفاق النووي.

وستضع أي عقوبات جديدة على إيران إدارة الرئيس حسن روحاني في مأزق حقيقي، خاصة أن اقتصاد البلاد مازال يعاني الشلل بالرغم من رفع الحظر عن تصديرها للنفط.

وستضع عقوبات جديدة المسؤوليين الإيرانيين أمام غضب شعبي آخذ في التزايد، بالنظر إلى ارتفاع منسوب الطموحات الشعبية بعد التوصل إلى اتفاق نووي.

ومن شأن فرض قيود جديدة على الاقتصاد الإيراني تحجيم دور طهران الإقليمي، إذ أن تناقص تدفق الأموال إلى البلاد سيكون له الأثر المباشر على حلفاء إيران في المنطقة بدءا بالميليشيات الشيعية في العراق وصولا إلى نظام بشار الأسد في سوريا مرورا بحزب الله اللبناني والحوثيين في اليمن.

ولا يبدي الإيرانيون مخاوفهم من التعرض لعقوبات أميركية فحسب، بل يخشون من ضغوط ستمارسها واشنطن على الشركات الأوروبية لمنعها من الاستثمار في إيران.

وقال ميرفي إنه أيد الاتفاق بناء على فهم واضح وهو أنه لن يمنع الكونغرس من اتخاذ إجراءات ضد إيران خارج نطاق المسألة النووية. وأضاف مشيرا إلى تجربة إيران الصاروخية أنه “سيجرى حوار بشأن ما هو الرد المناسب لذلك”.

واستدرك “لكنني لا أعتقد بالضرورة أنه سيكون هناك انقسام حزبي بشأن ما إذا كنا في الكونغرس قادرين على الحديث عن قضايا خارج إطار الاتفاق النووي”. وتابع أن الولايات المتحدة تحتاج إلى تحديد ما إذا كانت تريد القيام بدور أوسع في الصراع الإقليمي.

وتأتي هذه التصريحات قبل يوم واحد من بدء الحرس الثوري مناورات عسكرية رغم التحذيرات الأميركية.

وقال العميد محمد باكبور، الذي يرأس جيش البر في الحرس الثوري، على موقع الحرس “تبدأ مناورات الرسول الأعظم 11 الاثنين وستستمر ثلاثة أيام. وسيتم في اليوم الأول اختبار صواريخ دقيقة حديثة في المنطقة الوسطى من البلاد”. ولم يوضح المصدر طراز الصواريخ التي سيتم اختبارها أو مداها.

وأضاف باكبور أنه سيتم في القسم الثاني من المناورات استخدام “طائرات بلا طيار”.

وفي بداية فبراير أجرت إيران مناورات عسكرية استخدمت خلالها صواريخ في أوج التوتر مع واشنطن.

وقال موقع الحرس الثوري حينها إن المناورات هدفت إلى إظهار “الاستعداد التام لمواجهة التهديدات” و”العقوبات المهينة” ضد إيران التي أعلنتها الولايات المتحدة.

ونصح نائب الرئيس الأميركي مايك بنس حينها إيران بعدم “اختبار عزم” الولايات المتحدة والرئيس ترامب. وينظر إلى المناورات التي يجريها الحرس الثوري على أنها اختبار لمدى جدية الإدارة الأميركية الجديدة في الانتقال من التهديد إلى التطبيق الحقيقي.

ويعتبر محللون أن طهران تريد اختبار توجه الإدارة الجديدة للبيت الأبيض، وهل أنها ستدفع نحو تصعيد عسكري تجاهها أم ستعتمد استراتيجية ناعمة تقوم على الضغط الدبلوماسي والاقتصادي. ويؤكد مراقبون أن المناورات العسكرية الأخيرة تأتي بمثابة حركات استعراضية يهدف من ورائها قادة الحرس الثوري إلى طمأنة الداخل الإيراني وخاصة المتشددين.

ويعمد الساسة الإيرانيون إلى امتصاص الغضب الشعبي المتنامي جراء عدم تحسن الوضع الاقتصادي عقب رفع العقوبات الدولية من بوابة الخطب النارية المركزة على استعداء الآخر، واستعراض القوة العسكرية.

وتتصاعد مشاعر اليأس في إيران نتيجة لفشل إدارة الرئيس حسن روحاني في تحويل الوعود الانتخابية إلى نتائج على أرض الواقع، كما لم يجن الإيرانيون، إلى الآن، شيئا من الاتفاق النووي، ولا يزال اقتصاد البلاد في حالة من الشلل، ما دفع برموز كبار في الدولة إلى مهاجمة الاتفاق النووي والتهديد بنسفه ما لم تتغير المعطيات.

ويستثمر المتشددون في إيران هذا الوضع في تأليب الرأي العام على سياسات روحاني “المنفتحة” ويحشدون إلى العودة إلى المربع الأول بذريعة أن العالم يعمل على خداعهم. ويؤكد محللون أن الرصيد الشعبي لروحاني بدأ بالتآكل مع عجزه عن تلبية طموحات الناخبين المتعطشين لتغييرات.

وتذهب تحليلات إلى أن الأجهزة المتنفذة في إيران تعمل في الخفاء لإقصاء روحاني بعد أن أتم المهمة التي أتوا به من أجلها وهي التنفيس عن اقتصاد البلد ولو لفترة قصيرة.